00:00:00
توقيت بغداد
2025أبريل26
السبت
29 °C
بغداد، 29°
الرئيسية أخبار نشاطات المكتبة الرقمية إتصل بنا

كيف حسب ترامب الرسوم الجمركية؟

في خطوة تجارية جديدة ومثيرة للجدل، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعرفة جمركية بنسبة 10% على معظم البضائع المستوردة من أكثر من 100 دولة حول العالم، مع نسب أعلى للدول التي وصفها بـ"الأسوأ انتهاكاً" في التجارة مع الولايات المتحدة.

لكن خلف هذه الرسوم لا تختبئ فقط السياسة، بل أيضاً معادلة حسابية غير تقليدية نشرتها إدارة ترامب، أثارت استغراب خبراء الاقتصاد.

كيف تم حساب التعرفات؟

عند إعلان القرار، عرض ترامب لوحة كبيرة تضم أسماء الدول ونسب التعرفة المفروضة، مما أوحى بأن النسب جاءت كرد فعل على تعريفات مماثلة أو قيود مفروضة على الصادرات الأميركية.

لاحقاً، كشف البيت الأبيض أن التعرفات لم تُحسب على هذا الأساس، بل وفق معادلة رياضية بسيطة:

"قسمة العجز التجاري الأميركي مع الدولة على إجمالي وارداتها منها، ثم تقسيم الناتج على 2."

مثال الصين:

العجز التجاري: 295 مليار دولار

إجمالي الواردات: 440 مليار دولار

الناتج: (295 ÷ 440) ÷ 2 ≈ 34% → تم فرض تعرفة 34% على البضائع الصينية.

وبنفس الطريقة، وُضعت تعرفة 20% على واردات الاتحاد الأوروبي.

هل هذه تعرفات متقابلة؟

يرى عدد من الخبراء أن طريقة الحساب لا تمثل "تعرفة متقابلة"، أي لا تعكس مباشرة ما تفرضه الدول الأخرى من تعرفات أو قيود على السلع الأميركية.

بل إن القرار استهدف دولاً لا تعاني الولايات المتحدة من عجز تجاري معها مثل بريطانيا، التي فُرضت عليها تعرفة 10% رغم عدم وجود عجز.

لماذا يعتمد ترامب هذه السياسة؟

يؤمن ترامب بأن التجارة الحرة بشروطها الحالية تضر بالصناعة الأميركية. ويقول إن الدول الأخرى تغرق السوق الأميركية بالبضائع الرخيصة، بينما تضع قيوداً أمام الصادرات الأميركية.

لذلك يأمل في أن تؤدي التعرفات إلى تقليص العجز التجاري، وتحفيز الإنتاج المحلي، خاصة في قطاع السيارات.

محللون: "العجز التجاري لن يختفي"

البروفيسور جوناثان بورتس من جامعة كينغز كوليدج بلندن يقول: "نعم، قد تتقلص الفجوة مع بعض الدول. لكن العجز الإجمالي للولايات المتحدة سيبقى ما لم يتغير سلوك الاقتصاد الأميركي."

ويرى أن المشكلة في نمط الإنفاق والاستهلاك الأميركي، حيث تستورد الولايات المتحدة أكثر مما تصدر، وهو ما لا يمكن حله فقط عبر فرض رسوم جمركية.

"هندسة عكسية للتبرير السياسي؟"

يرى توماس سامبسون، أستاذ الاقتصاد في جامعة لندن، أن معادلة ترامب قد تكون مجرد غطاء رقمي لتبرير فرض تعرفات على دول يُراد معاقبتها سياسياً: "الأمر لا يتجاوز كونه مهندَساً بعناية ليظهر وكأنه منطقي، لكنه بالأساس قرار سياسي".

ترامب يقلل بشأن المخاوف

وقلل الرئيس الأمريكي ، الأحد، من شأن المخاوف التي تسودبسبب  الجديدة التي فرضها، وقارنها بـ"علاج" يهدف إلى معالجة أمراض الاقتصاد الأمريكي.

وفي وقت كانت مؤشرات الأسهم تتجه نحو انخفاض جديد، قال ترامب لصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي".

وفي طريق عودته إلى واشنطن بعد عطلة نهاية الأسبوع التي قضاها في مقر إقامته في مارالاغو بولاية فلوريدا، سُئل  عن التراجع الذي تشهده الأسواق المالية منذ أن أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الأقل على كل الواردات الأمريكية الأربعاء.

الطريقة الوحيدة لحل المشكلة

وأكد ترامب وفق ما نقلت "فرانس برس"، أن بلاده أصبحت "أقوى بكثير" منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبرا التراجع الذي تشهده الأسواق لم يكن قرارا متعمدا من جانبه. وقال إنه يريد إيجاد حل "للعجز الذي لدينا مع الصين ومع الاتحاد الأوروبي ودول أخرى".

وأضاف "لا أريد ترجعا (في أي سوق)، لكن في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي"، في إشارة إلى اعتماد الاقتصاد الأمريكي على الواردات، مشددا على أن "الطريقة الوحيدة لحل هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية".

وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع "مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق"، وفق قوله.

 أوروبا حققت ثروة

وردا على سؤال حول إمكان التفاوض على منطقة خالية من الرسوم الجمركية مع أوروبا، مثلما اقترح مستشاره ، كرر ترامب أن "أوروبا حققت ثروة من ورائنا وعاملتنا بشكل سيئ جدا".

وأردف "إنهم يأتون إلى طاولة المفاوضات. يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي".

تعليقات الزوار