00:00:00
توقيت بغداد
2025ديسمبر07
الأحد
18 °C
بغداد، 18°
الرئيسية أخبار نشاطات الندوات إتصل بنا

الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد في حوار مع مجلة "حوار الفكر": نحو استراتيجية عقلانية لمواجهة العنف الديني

في هذا العدد (77 - 78)، أجرينا حواراً مع الأستاذ الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد، الأستاذ المتمرس في جامعة الكوفة الذي احيل على التقاعد عام 2018 منها فوضعنا بين يديه مجموعة من الأسئلة، وكانت اجاباته صريحة كما هي العادة.

يحمل الدكتور عبد الأمير زاهد ثلاث شهادات دكتوراه في القانون الدولي المقارن، ودكتوراه في الاديان المقارنة، ودكتوراه في فلسفة الدين، من ثلاثة جامعات هن جامعة بغداد، جامعة القديس يوسف بيروت، الجامعة الوطنية اللبنانية، ولد في النجف الاشرف عام 1950، شغل مناصب متعددة منها عميد كلية الآداب جامعة الكوفة، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الاكاديمية، رئيس مجلس امناء بيت الحكمة، عميد كلية العلوم الإسلامية جامعة كربلاء، مدير مركز دراسات جامعة الكوفة، رئيس لجنة الدراسات العليا بكلية الفقه جامعة الكوفة.

له من المؤلفات المنشورة اكثر من (67) مؤلف منها: دراسات في الاقتصاد الاسلامي - قضايا لغوية قرآنية، الفكر السياسي الإسلامي، نقد الاسس الدينية للأصولية المعاصرة، فقه ابن رشد دراسة نقدية، التأويل واشكالية التفسير، جدل التراث وعلمانية الغرب ومدونة تفسيرية كاملة وكتب صار منها مقررات جامعية ثم كتابين ضمتا اطروحتيه الثانية والثالثة.

يتميز منهجه العلمي بالأصالة الاكاديمية، مع المزج المطلع والعميق على المناهج الحوزوية، بحكم نشأته في النجف، وصلته بكبار الفقهاء المحققين في النجف وفي طليعتهم المحقق الراحل السيد محمد مهدي الخرسان الذي لازمه من عام 1986 لغاية ارتحاله بنفس راضية مرضية .

حوار الفكر: أهلاً وسهلاً بكم دكتور، وممتنين لتشريفنا بهذه المقابلة، في الواقع، اود تكريس هذه المقابلة للحديث عن موضوع بالغ الأهمية، أصبح الشغل الشاغل للعالم بشكل عام، وللمنطقة بشكل خاص، وللعراق بصورة اخص واكثر دقة، وهو موضوع التطرف المؤدي الى العنف، وموانعه ودوافعه، الامر الذي ناقشته في اطروحتين لتفكيك التطرف لا سيما في اطروحتك الثالثة حول مقدمات التطرف وموانعه عند الشيعة الامامية، ومن هنا اسمح لي ان اسال حضرتك اول الأسئلة...

ما هو الدافع خلف هذه الاطروحة، او الكتاب بعد ان تم نشره، وما هي الاحداث او التطورات التي اثرت في قراركم الكتابة بهذا الموضوع؟

د. عبد الأمير زاهد: تحية واعجاب وتقدير للأخ الاديب الدكتور علي المعموري أود أن أعبر أولاً عن سروري للتحاور مع عقل وقاد وذهنية ناقدة وعندي هو باحث مجيد وواعد، أما قصة الاطروحة، فبدأت عندما كنت اناقش اطروحتي الثانية (اشكالية فهم النصوص لدى الاصوليات الاسلامية المعاصرة) في الجامعة اليسوعية، إذ سألني أحد الاساتذة الممتحنين عن مدى وجود اصولية شيعية تتوسل بالعنف لفرض رؤيتها، وكان سؤالا كبيرا ومحيرا وربما هو سؤال اشكالي، ويتطلب ان ندخل لجوابه الى خفايا التاريخ ونتخلص من الانحياز المعرفي لكتابات العقائد ومدونات المؤرخين لقد شغلني جدا فتداولت فيه مع العلامة السوسيولوجي البارع الاستاذ الدكتور طلال عتريسي و يومها كان عميداً لمعهد الدكتوراه العالي في الجامعة اللبنانية، وتحاورنا بقلق واضح حتى صار هذا موضوعا لأطروحة سجلتها في ذلك المعهد، وهي الاطروحة الثالثة التي اشرف عليها ذات الاستاذ عتريسي في اروقة الجامعة اللبنانية في مطلع 2016.

وأثناء التحضيرات المعرفية لكتابة الاطروحة توجب ان نعلق مشاعرنا الذاتية والمتراكم العقدي والمعرفي متجهين إلى صناعة معايير الفرز والتحقيق للإجابة على سؤال: هل النزعة الأصولية من صناعه التاريخ او من التداعيات المعرفية التي تتماهى مع كل الأزمنة؟ وانتهينا الى وضع معيار له خمسه مداخل، يمكن تطبيقه على كل المنظومات العقدية للانتهاء بأنه (إما ان تكون دافعة للعنف، أو مرحبة به، او ساكتة عنه، أو محايدة ازاءه، او رافضة له ومانعة) ووضعنا المعيار في مقدمة الاطروحة وطبقناه على «منظومة التشيع» للبحث عن وجود ممانعة «بنيوية» مانعة من الانزلاق نحو اصولية شيعية عنيفة ذلك لأنه تكوّن عندي أن (الفكر الديني التقليدي) أياً كان، قابل أن ينزلق نحو التطرف والراديكالية والعنف والقسوة وإلغاء الآخر، ويحتاج لأجل الّا يقع في هذا الفخ تحفيز عناصر الممانعة التي من بين المكونات الخمسة للمنظومة المعيارية) وعلة تحفيزها لكي تمنع تهاوي المذاق التديني) نحو تجسيده بصورة تطرف عنيف، تنتزع منه «اعتماد الانسانية كأصل وعامل ترجيح عند التعارض بين النصوص).

 فكان الدافع:

أولاً: فحص معياري وموضوعي للفكر الشيعي في خضم تصاعد الاصوليات الاخرى تصاعدا مخيفا، واعتبار النتيجة مرجحة لخيار التسامح التسامح والحوار والانسنة والعقلانية لا سيما عندما نجد داخل المسار الشيعي «اراء متطرفة عنيفة “وإن كانت قليلة جدا مع هشاشة ادلتها

وقد تزامن هذا مع تصاعد الموجة التكفيرية في شرق سوريا وتعاظم «الورم» التكفيري واكتمال الاستعدادات للهجوم على العراق عام 2011 - 2014 بذريعة مروق (اغلبيته) عن دينهم الذي يفهمونه «هم» فهماً خاصا بهم ليتساءل البحث هل فعلا ان الشيعة رهائن العنف والتطرف والانتقام؟ وهل إن فكرهم وتاريخهم وعقائدهم ومرجعياتهم دافعة نحو الاصولية المتطرفة والعنيفة؟ وهل من المقبول - إنصافاً - اتهامهم وتشويه وجودهم واصطناع المبررات لتبقى معادلة الظلم التاريخي المستمر سارية لكونهم مختلفين ورافضين، مرة لمعارضتهم للسلطات، او لخروجهم على اجماع (سلطوي) وثالثة لأنهم لا يؤمنون بما يؤمن به ذلك الجمع الذي ارتبطت صيرورته مع صيرورة سلطات الاستبداد فكان لها ظهيراً وحاضنة. وكل هذه العوامل مدخلات سوسيولوجية للمخيال السلفي عن الشيعة 

حوار الفكر: على هذا الأساس دكتور، من هي الفئة التي استهدفتموها بهذه الاطروحة/ الكتاب، هل هي الاكاديميين والباحثين فقط؟ ام الجمهور العام المهتم بالقضايا الدينية والاجتماعية؟

د. عبد الأمير زاهد: عادة الاطروحات الجامعية انها (ورقة علمية خاضعه للامتحان والتقويم)، لكنها حينما تتحول الى كتاب كبقية الكتب يفكر باحثها بالمستهدف، وعندي إن اطروحة الممانعة كانت تخاطب العقل الشيعي الذي التبس عنده (الجوهر) بالعرض والاصالة بالاصولية والتفكير بالتكفير، واختلطت في مراكماته تداعيات «الانكفاء الشيعي على الذات، للواقع الضاغط الذي سلط عليهم لأنهم قاوموا كل السلطات رغم ما لها من انياب، ووسائل للتشويه والقمع، فخلق هذا رد فعل انفعالي على بعض الفتاوى والآراء المفسرة للروايات بشكل يعبر عن (عقده التراجع الخائف) من بطش الاستبداد الديني المناوئ.

وربما تكون الطبقة الثانية المستهدفة اولئك الاخوة من غير الشيعة ممن طوع نفسه مع جهد على التطلع لفهم الآخر، وحملها على تقبل ازاحة الحواجب عن الغير ليفهم حقيقة الموقف التاريخي، انه هدف بعيد وشاق يلزمه ازالة التشوهات التي ادخلتها كتب الملل والنحل او الفرق والمقالات لعشرة قرون خلت.

أخيرا يمكنني القول انني اخاطب أي عقل علمي، سواء كان أكان دينيا أو علمانيا، او لا أدريا مستندا الى معيار مخرجات المكونات الفلسفية والعقائدية والنظمية التي تؤسس للاستجابات النفسية إزاء الأفكار، والاشياء، والاشخاص لتكون تلك الاستجابات على قدر ضروري من الموضوعية والاعتدال والانصاف لكي توفر لنفسها قيمه معرفية.

غير انني لست متأكداً من أن الجمهور العام المسكون بالتدين الطقوسي ذلك الذي اندمج فيه الدين والتاريخ، النص والتجربة البشرية فصارت كل تلك عنده عبارة عن (إلهيات فوق القداسة). 

اقول: لست واثقا من أن تداعب هذه المفاهيم والافكار هواجسه وعقدته التاريخية واعتماده المغالطة والمراء والاصرار على ترويج كراهيات عن طريق السذاجة وتفاهة التسطيح الفكري الذي ـ بكل مرارة ـ اراها تتعاظم، في ظل غياب الاعتناء بقواعد واصول التفكير المنطقي المنظم في اجوائنا الثقافية.

حوار الفكر: ما هي الرسالة الأساس التي تريدون ايصالها للقارئ عبر هذه الاطروحة/ الكتاب؟ وكيف ترون أن هذا الكتاب يساهم في فهم أعمق لظاهرة العنف الديني؟

د. عبد الأمير زاهد: لعل اعقد ما يميز مشهدنا الثقافي الراهن هو استعصاء وضمور التلقي الإيجابي للتراث الفكري الاسلامي وظهور التلقي السلبي المدمر مكانه تحت (عنوانات دينية)، أي أن الشخص الذي يقرأ تراثا دينيا، أو يستمع إلى خطاب ديني ينصرف ذهنه إلى ما هو سالب نوعاً واثراً لان ذلك اسهل من ان يفكر بما هو ايجابي، وهذا الراهن خطير لان قيم النبل الرفيعة المغلوبة في هذا النمط من التلقي اصعب على العقل الطقوسي، لذلك وجدت ان هذا العمل قد يفتح كوة صغيرة في جدار عازل لواقعنا عن شمس الانغماس البرهاني بالمعرفة.

ثمت اشكالية اخرى وهي حينما تنظر الى الدين، وتتغاير نظرتك إلى التدين بحيث يبدو الخيط الابيض بائنا من الوضوح تكون امام ظاهرة اجتماعية وليست (مقدسات دينية ثابتة) لذلك حرصت على الركون الى سوسيولوجية الرؤية والمعالجة للغوص في عمق ظاهرة التركيب الفكري للذهنية الشيعية التي تحرك كل المسار الشيعي باتجاه انساني وعادل ومتسامح وودي ازاء الآخر، تاركا منهجية التعويل على النصوص والتدوين التقليدي لمن يحسنه، فالعالم اليوم سوسيولوجي المعالجة.

حوار الفكر: ما هي التحديات التي واجهتكم في اثناء عملية البحث والتأليف، وكيف تمكنتم من التغلب عليها.

د. عبد الأمير زاهد: لعل اكبر تحدٍ كان يقف امام البحث هو عدم التيقن من قدرتي لتحقيق متانة الترجيح عندما تتعدد اراء فقهاء الامامية، ويتعدد فهمهم للنصوص، فالذي اعرفه ان مذاق الفقهاء بعد زمن الرواة الاباء (الصدوق الاب، والكليني، والصدوق الابن) كان متعددا بحسب عصر الرواة والفقهاء وطبيعته، والسياسات الموجهة ضدهم، وطبيعة المجتمع الذي يتعاملون معه ومدى وعي مجتمعهم، ودرجة تقبله لفهم الفقهاء - على تعددها - وبإمكاني ان اقول ان ابرز تحدي هو المسار الإخباري الشيعي الذي كانت له آراء لا تساعدنا على البرهنة على المسار السلمي للشيعة الامامية، لا سيما وأن هناك بعض الفقهاء الذين تأثروا بهم، ومالوا الى طريقة فهمهم للدين، ما تطلب مني حشد الادلة على رجحان الخط العقلاني التنويري في أزمانهم او ما بعدها، كون المهمة اصعب من التأسيس الفتوائي.

حوار الفكر: ما هو الجديد الذي يقدمه هذا الكتاب مقارنة بالدراسات السابقة عليه في نفس المجال؟ وما هي النقاط التي تعدونها الأكثر أهمية واصالة في هذا العمل؟

د. عبد الأمير زاهد: لعل التحدث عن جديد الاطروحة بالمعنى الكامل شيء صعب، إذ اغلب الدراسات الانسانية هي تراكمات من دراسات سابقة، بيد ان الباحث المقتدر ينتقي منها ما هو اكثر عمقا وادق تحليلا والأوثق في بياناته، وبتراكم هذه الخلاصات يضع نفسه بين هذه الدراسات، فإما ان يكتشف ثغره لم يتم الاشتغال عليها فتكون هدفه في آن واحد او هو ينقد السائد ويتحفظ عليه او يكمل فيه نقصانا او يضع مسارا جديدا، واستطيع القول ظنا مني ان جديد الاطروحة هو «ذلك المعيار الخماسي الذي اطلقنا عليه محركات التكفير في ص 21 من الكتاب ثم محاولة تحقيب نشأة الظاهرة الاصولية العامة عند المتطرفين (مراحل السلفية الفكريه ) بالإضافة الى المرجعية الاصولية للفكر السلفي زائد التطرف وتداعياته كالعنف وازعم أن محاولتي للتفريق بين الاصوليات المتعددة كان بحثا استقرائيا جديدا.

كما اظن ان من الجديد تلك الاستخلاصات المستقاة من التراث الشيعي (ص 164) وتفسير الزيادات المقحمة على الروايات في كتب العصر الوسيط – كبحار الانوار مثلا - وإعادة انتاج افكار الغلاة وفرزها عن عموم روايات المعتدلين «علما انني وجدت ان اغلب الغلو الشيعي كان رد فعل نفسي على قهر السلطة وسطوتها ومحاولاتها في استئصال التشيع.

وقد قيمت الاطروحة المنهج السندي للسيد الخوئي (قده) في انتاج معجم رجال الحديث ومقدماته الستة في بداية الموسوعة التي وضع المتطلعين لفهم الرواية الشيعية على طريق منهجي صارم.

والخلاصة الاكثر اهمية انني لم اجد «تواتر فهم» عند الشيعة يحمل مضمونا تطهيرياً للآخر كما هو الحال عند اغلب الفقهاء المسلمين رغم انه لو وجد لكان مبرراً لما تحملوه تاريخياً من القسوة والاقصاء، إلا أن تراثهم بقي مصرّاً على انتاج تراث سلمي متعايش رحمانياً، ومعرفياً.

اضافة لمواقف جريئة في تضييق مساحة «المشمولين بالنصب» ص211 ولعل فيها مواضع اخرى اظن انها من التجديد التفصيلي وليس التجديد الكلي، اتركه لمن يطالع الاطروحة بكل مفاصلها.

حوار الفكر: كيف يعرف الدكتور عبد الأمير زاهد العنف الديني في كتابه/ الاطروحة، وبرأيكم، ما هي العوامل التي تؤدي الى تحول الدين من مصدر للسلام الى مصدر للعنف؟

د. عبد الأمير زاهد: كان المبحث التمهيدي في الاطروحة مدخلاً مفاهيمياً دخل على أروقة الفكر «الجهادي»، وقد خلص الى أن النزعة الرحمانية التبشيرية، التي تحمل مشعل الهداية الى الدخول في رحبة الرضا الإلهي، هذه النزعة هي الاساسية بل الجوهرية في «المضمون الديني» للإسلام، لكن التمثلات البشرية أو تجسدات التدين «الفهم البشري» غادرت هذا المضمون الى مسلك آخر هو مسلك التنازع على امتلاك صناعة الرؤية اللاحقة ربما يصح مثالا موقف الخلافة المبكرة من التمرد في أطراف الجزيرة الذي سمي بحرب «المرتدين» وفهم «مجموعة» ان معارضة عثمان بن عفان توجب اغتياله وقتله، اوأن فهم الخوارج لآية (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) فهماً مؤولاً أدى ان تتحول رؤية ظرفية الى نظرية راديكالية لمواجهة جمهورية علي عليه السلام والتسبب في انهائها ليصير امر الامة لمعاوية، فإذا كانت الامور بحسب تداعياتها ونتائجها فإن ذلك العنف الذي ألصق بالدين هو فهم صحراوي للنص يخلو من اي قدر من الندى، ثم إذا سرنا مع هذا التاريخ سوف لن نجد - إلا نادراً جداً - سياسات وايديولوجيات وجماعات ترى أن العنف ممارسة قربانية تحقق هي فيه إرادة الله، وكمثال على ذلك جماعة البربهاري في القرن الرابع ببغداد، وعنف ابن تيمية، وجماعة (اخوان محمد بن عبد الوهاب) كسلسلة دمجت بين الدين والعنف، وبين الدين والتاريخ، والدين ومصادرة حقوق الانسان.

أما الجماعات السلمية مثل الفلاسفة والمتصوفة وإخوان الصفا والشيعة وعموم الرحمانيين فانهم كانوا بين الاقصاء والتشريد، والقمع والتشهير والتكفير، ولهذه الرؤية شواهد كثيرة جداً في تاريخنا فانها قد غلبت على التسامح وتركزت في العقل الراهن فكانت «مقبولية معاصرة للعنف».

اذن مغذيات العنف في شخصيتنا التاريخية هي «التسابق نحو التسلط والغنيمة، والفهم البدائي الذي لا يستطيع ان يغادر تجربة بشرية تاريخية» يحسبها النموذج الوحيد المجسد للدين، والمعيار المصحح لسلوك الاجيال اللاحقة.

وأهم وسائل صيرورات العنف السلف قصة الاجماع، وقداسة السلف، ومنع العقلانية وإيقاف النقد والتحليل العلمي ونقد التأويل الملتبس للنصوص، هذه الوسائل تؤثر على العقل الاجتماعي، وتجذبه من رحبة الاسلام الرحماني الى الاسلام العدواني.

حوار الفكر: وإذ تناولت دكتور العوامل الدينية، ربما من المهم ان نسأل عن الدور الذي تلعبه العوامل الاجتماعية والسياسية في تغذية العنف الديني، وكيف تتفاعل هذه العوامل مع العوامل الدينية؟

د. عبد الأمير زاهد: بحسب ما ينتج عن نظرات متأملة ان تجربة «الحكم» بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم كانت غير مقتدرة على صيانة مجتمع متجانس وملتحم بآفاق التجربة الحضارية للاسلام، ومثال على ذلك كانت سياسات التمييز بين العرب والموالي سياسات معلنة حتى حينما يكونوا مسلمين، وعرب وقريش، واعطوا لقريش مميزات تفضيلية ثم جماعة كرسي الخلافة، والمقابلين لهم، ثم ظهرت مصطلحات (أهل السنة) مقابل (أهل البدعة: وهم المعتزلة والاشاعرة والماتريدية والصوفية والشيعة والخوارج ...الخ) وظهور (من حسن اسلامه، ومن تحوط اسلامه الشبهات)، وبهذا الشكل الانشطاري للمجتمع ضاعت القوة الاجتماعية، وعندها ستكون لهذا المجتمع قابلية الوقوع في فخ العنف المتقابل عنف السلطة ضد معارضيها، وعنف الجماعات ضد الاخرين والدولة، وواضح اننا في الثمانينات وجدنا من يصرّح بتكفير الدولة والجيش والشرطة وموظفي الدولة في خطابات الجهاديين.

مما تقدم يتضح ان فكرة الاممية الاسلامية كانت شعارا سياسيا اكثر منه سياسات فعلية يلزم بها الحكام والعلماء، ولعل الانشغال بالانقسامات الاجتماعية جعل العلم والمعرفة حكرا على المسلمين من غير العرب، وترك للعرب الولايات والادارة وقياده جحافل «الفاتحين!»..

إن تلاشي «النزعة نحو الحوار والتفاهم والتعارف: في ظل القمع الممنهج الذي اعتمدته تجربه الحكم بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم ألجأ الكثير من الناس الى الطريق الاسهل وهو فرض واقع ديني او قراءة محددة للنص على الجميع من خلال وسائل العنف الناعمة والوسائل القسرية.

إن التراجع الاجتماعي عن بيئة الحوار والتعايش والتفاهم لم يبق على (جماعات أيديولوجية) انما اقنع المتطرفون السلاطين على خلق واقع اجتماعي أحادي الرؤية، ولعل مثال ذلك سياسة القادر بالله العباسي (420 هـ) الذي اصدر (مانيفستو) لسياسة الدولة ومذهبها ورأيها الذي على مواطنيها ألّا يتخطوها والا فالعقاب، والتعاون الذي كان بين ابن تيمية والسلطات في عصره في حمله اياهم على غزو (ماردين) وإبادة اهلها جميعاً بوصفهم مرتدين، وهكذا قفز التطرف من مساحة المجتمع الى منصة القرار السياسي.

وإلا: فقاعدة الولاء والبراء ليست قاعدة دينية محضة بقدر ما هي قاعدة لهندسة مجتمع مكبل (بالبراء!!) من كل مختلف معهم، وعقيدة الفرقة الناجية هي المسوغ الشرعي لقتل (72) فرقة من المسلمين لأنهم جميعا في النار في نص ما وضعوه من حديث سميّ حديث الفرقة الناجية.

أخلص من ذلك الى ان (الهندسة المجتمعية) تدرجت بضخ كل مقدمات القبول الذهني للفكر المتطرف والسلوك العنيف من الازمنة المبكرة الى نهاية القرن العشرين وما بعده.

حوار الفكر: طيب دكتور مع هذه التعقيدات، هل هناك برأيكم حلول عملية لمشكلة العنف الديني؟ وما هي الاليات التي يمكن من خلالها الحد من انتشار العنف القائم على دوافع دينية؟

د. عبد الأمير زاهد: برأيي هذا سؤال صعب؛ لأن صناعة الاستراتيجيات عمل (حاضنات التفكير العلمي) ومراكز الابحاث ولكني سأشير الى مجموعه افكار اوليهة للمواجهة مع موجات العنف:

أ. على المستوى الاعتقادي: ارى ان اشاعة منهجيات نسبية المعرفة الدينية  وإقناع الناس، بها ربما يكون حلا منهجيا في مواجهة العنف، وأن تراعي المؤسسات الدينية المرجع المنهجي في تلك الدراسات (الدراسة المقارنة، المنهج النقدي، العقلانية البرهانية) وبذلك يكون العقل الديني قد تأسس على مرتكزات رصينة.

ب. الاهتمام البالغ بالتنشئة الوطنية والاخلاقية من خلال مادة دراسية في كل مراحل الدراسة، تعزز قيمة الوطن وتضع الايديولوجيات على معيار ما تقدمه من اسعاد للانسان والاوطان وترسخ بامعان القيم الاخلاقية واعلاها (قيمة الانسان) وحقوقه الفطرية وحرياته الاساسية ومنها حق اختيار عقيدته دون المساس بالعقائد الأخرى، واتقان ايجابية التعبير عن المعتقدات وتجريم الاساءة الى الآخر.

ج. استحداث مراكز ابحاث (تقوم بدراسات قياس الرأي العام) تتولى رصد الاتجاهات الفكرية والدينية وتعمل على بناء عقل علمي موضوعي يراعي متطلبات عصورنا الراهنة، والتعامل مع التجارب القديمة كأنها نتاج عصرها مع كامل التوقير لها لكنها ليست تجارب تصحح للازمان اللاحقة بعدها.

د. دعوة النجف والازهر الى تشكيل مجلس علمي مشترك على غرار مجلس الحكماء، هو مجلس التدين المتحضر، وتقوم بالافادة منه في توجيه المجتمعات نحو البناء، والابتكار، وصناعة الرشد، والتنمية، والرصانة وصناعة التقدم في كل المجالات، وتفعيل الاجتهاد الشامل في كل مجالات المعرفة، لأن التعصب والطائفية والعنف لا تنمو الا في مجتمع متخلف ودولة هشة لذلك: بناء مجتمع منفتح على بعضه متسامح ينأى بنفسه عن العنف ويعتبره من القيم المنبوذة والمخجلة يعني (سد الأبواب) على بيئة ينمو فيها هذا السلوك.

وربما هناك اليات وافكار اخرى لعل المقام هنا يضيق في استعراضها، وقد يكون لها فرصة أخرى.

حوار الفكر: كيف ترون أن هذا الكتاب يمكن أن يؤثر على الفكر الشيعي المعاصر؟ وهل تتوقعون أن يساهم في تغيير بعض المفاهيم السائدة؟

د. عبد الأمير زاهد: إذا استعرضنا تاريخ تعدد موجات المؤثرات على الفكر الشيعي، نجد هذا المجتمع «مجتمع يتلقى وينفع ويتأثر» فهو بعد أن كان ملتزماً بالرواية والمرويات انتقل الى الاجتهاد والنظر والمقارنة في القرن الخامس (400 الى 500 هـ) حيث مسلك ابن الجنيد، والمفيد، والمرتضى والطوسي الاباء المؤسسون للاجتهاد والعقلانية والحكمة

ونلحظ انه في زمن غزو المغول، لم ينخرط الشيعة مع الغزاة، وانشغلوا بترميم البيت الشيعي في موقف ابن طاووس، وتأثر المجتمع به، ورحّب هذا المجتمع بالابداع المنهجي عند العلّامة الحلي في تقسيمه الرباعي للمرويات رغم أن ذلك اثار تحفظات كبيرة من لدن «اهل الحديث» والتضامن مع البهبهاني في مناظراته المنهجية ضد المسلك الاخباري في القرن الحادي عشر هـ. وهذه التطورات في غاية الاهمية لانها تحولات مفصلية 

ان أهم ما يلفت النظر في امتناع الشيخ القطيفي عن أن ينساق مع توجه الشيخ الكركي في التنظير لمشروعيه سلطه طهماسب الشاه الصفوي للحفاظ على استراتيجيته في بناء المجتمع قبل بناء السلطة أقول:

ان تلك الموجات الفكرية التي اثرت في المجتمع الشيعي اكثر مما تأثرت بقية الجماعات الاسلامية بسبب استمرار الاجتهاد هنا، وتوقفه هناك، وأن المجتمع الذي تحكمه مقولات الإتباع لرجال الدين يتأثر بمعطياتهم، لذا؛ اظن ان عدداً من علماء الشيعة المتنورين أفصحوا عن موقفهم الرافض لاستعمال العنف حتى في حال وجود مبررات زمنية لاعتماده مثل الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والسيد فضل الله والسيد السيستاني والشيخ منتظري ونعمة الله نجف ابادي واخرون.

وانقياد الجمهور الشيعي تاريخياً انقياد لرجال الدين، ولعل الحاجة لهم تكون ماسة عند ظروف العنوان الثانوي «الازمات المجتمعية، التخلخل البنيوي، انهيار الدولة، الصراعات البينية...الخ» عند ذلك يلزم عقلا ان يتدخل المؤثرون لابتكار رؤية للمعالجة، فالعنف مشكلة اجتماعية وسياسية مدمرة، ومن ابرز محركاته الطائفية.

لذلك التأثير لا يأتي فقط من كتاب او بحث ولو أنه يحقق تقدماً في وتيرة الوعي، إلا أنه متى تبنت المؤسسات القائدة منهجه سيكون فعلاً مؤثراً، ومما يميز مسالك هذا التأثير أن ظنون المجتهد في العقل الشيعي تعامل بمثابة العلم القطعي.

ولعل دراسة مستفيضة لمباحث التقليد العملية التي ظهرت مؤخرا كنمط من تداعيات عصر ما بعد الحرب العالمية الاولى ستكشف انهم انتهجوا آليات الضبط الاجتماعين ويقال أن السيد كاظم اليزدي هو أول من جعل في كتابه (العروة الوثقى) مبحث التقليد واستغرق في تفصيل البحث فيه.

والشيء اللافت ان التقليد خرج من دائرة الفتوى في نطاق العبادات الى نطاق السياسات، لذلك سيتطلع الفرد الشيعي الى موقف المجتهد ليتبناه.

نخلص ان المنظومة الشيعية تملك آليات لضبط الاستجابة الاجتماعية إزاء أي حدث سياسي او اجتماعي.

واعتقد ان تجديد العقل الديني لا يتأتى بالمحاولة الأولى، فمساهمات الكتاب والنقاد والمتابعين والعلماء وحراكهم سيسهم بصوره انسيابية - ربما غير محسوسة - الى حصول متغيرات مهمة في العقل الشيعي، فموقف الشيعة من ضرورة التقارب والتفاهم مع الاديان والمذاهب جاء نقلة لموقف القدماء من حرمة التعامل معهم الى مندوبية الحوار والتعاون المثمر معهم وايجاد ارضية للتعايش وكذلك موقفهم من طهارة الانسان مطلقا، نقلة من فقه نجاسة الكافر والكتابي والناصبي ...الخ، 

فكما حصلت تلك التحولات يمكن أن يكون رفض العنف والغلو والطائفية والتطرف نقلة نوعية في الفكر والممارسة.

حوار الفكر: كيف يمكن لهذا الكتاب ان يساهم في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة؟ وما هو الدور الذين يمكن ان يلعبه في بناء مجتمعات اكثر تسامحاً؟

د. عبد الأمير زاهد: لقد عرف تاريخ العالم عشرات الحروب تحت دوافع دينية ومئات المعارك والاقتتالات (للتغاير العقائدي)، ولعل ذلك لا يزال مركوزاً حتى في العقل الاوروبي والامريكي بيد أن تحولات التنمية الشاملة واختراعات المعلوماتية والتواصل سيؤسس فسحة للتفاهم على ضرورة التعايش الانساني مع وجود تعدديات الاعتقاد.

ولعلي لا استكثر على نفسي إذا قلت ان الفقه الشيعي أكثر تقبلا للتعارف والحوار والتسامح والقبول مع ضرورة الفصل بين الاعتراف الواقعي والاعتراف الشرعي، وقد ركزت الاطروحة في الفصل الرابع منها على آثار الافتاء بطهارة عموم بني الانسان، وايجابية الامر بالمعروف والوسائل الرشيدة في حوار المعتقدات والتنظيم القانوني الايجابي لفقه الجهاد بوصفه آلية لصد العدوان، لا لفرض الدين على الاخرين وغير ذلك يعد مقاربات عقلية لتقبل التنوع الديني في عموم العالم وفي عموم الوطن.

إن سلوك فقهاء شيعة إبان الحرب الاهلية اللبنانية ورفض متبنياتها فتح المسالك للتواصل مع الآخر الديني، وهنا اذكر مثالاً هو فكر وسلوك السيد موسى الصدر قد صار حلقة وصل بين شيعه لبنان وبين الدروز والمسيحيين وظل داعية للتسامح لذا اجد ان رؤيه شيعية للمستقبل يمكن ان تجد تأصيلا لها في فقه الشيعة وعقائدهم.

حوار الفكر: كيف يمكن تطبيق النتائج التي توصلتم لها في هذا الكتاب على الواقع المعاصر؟ وما هي السياسات التي يمكن تبنيها للحد من العنف الديني؟

نجد من التطبيقات العملية المعاصرة، التجانس بين الشيعة والفاتيكان، وأبرز حدث هو استقبال المرجع الشيعي الاعلى للقائد العالمي للكنيسة الكاثوليكية، (بابا الكنيسة الكاثوليكية) وتنتظر النجف زيارة فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر 

ومن التطبيقات الدعوة للتعاون والتقارب والمساهمة بأعياد ومناسبات اهل المعتقدات الاخرى والتطلع الى البحث عن المشتركات والتوافقات.

ومن المهم الاشارة الى ان الاطروحة وجدت توافقاً بين الفقه الشيعي والمعتقد الشيعي أو مع عموم بنية الفكر الشيعي وهذا التوافق يصنع تراث سلميا متسامحا يترفع عن الراديكاليات غير المبررة عقلاً واخلاقاً.

ومن التطبيقات توسع الحديث عن ان اهمية الدين تحقيق الاطمئنان النفسي والشعور بالامل والخلاص من الشقاء وهذا لا ينسجم مع أية دعوة للعنف والدمار، وعلى هذا تتركز مسؤولية المؤسسات الدينية وصارت الدعوة الى تنقية التراث من التحريض على التمييز والعنف والعدوان تجد طريقها إلى مجموعات من الشباب وأن المشكلة ليست في الدين إنما في فهم الدين، والأخذ بالتراث السقيم للتجربة التاريخية هو الذي يجب ان يفكك

ولعل الابرز ان هذا المسلك يقلل من دور الايديولوجيات ويركز الاذهان على الانماء الإنساني، بحيث سيكون التحول في العالم الاسلامي تحولا نحو حياة الانسان 

أن التشكلات الاجتماعية ستتمايز بمشروعاتها لإسعاد الانسان وليس بحراسة الهوية الدينية وغدا مفهوم العدل ليس فقط مفهوماً اخلاقياً انما هو ناموس كوني، والعدل قيم سايكولوجية ضد العدوان وسحق الاخر، بحيث يتشكل نسق فلسفي لإنقاذ الفكر الديني من النزعات غير الإنساني.

ثمة نتيجة خطيرة:

إن الفهم الشيعي الحديث للإيمان هو معرفة الله ومعرفة قوانين الخلق وقيم اسعاد الانسان، إذ ورد ان اول الايمان معرفه الله، والذي يوجد خارج دائرة الايمان فإنه محتاج للمعرفة وليس لفرض الايمان عليه بالقوة.

إن الحوار مع اتباع الاديان الآن يحتاج إلى ضبط وقائع وتراتبيات وأولويات، هيأ الفكر الشيعي الاولوية الاولى وهي «أفضلية التعايش على التنافس» وترك الخوض في المقارنات العقائدية للتركيز على أن حاجة الانسان الفطرية الطبيعية هي: العيش الآمن الكريم، والثانية تعايش المعتقدات بدل صراعها الوجودي، والثالث اكتشاف المشتركات، والرابع وضع ميثاق انساني للتعاون وتبادل المنافع من أجل العدل والوقوف ضد العدوانية من اين صدرت.

حوار الفكر: في الختام دكتور، ما هي النصيحة التي تقدمونها للباحثين الشباب المهتمين بدراسة ظاهرة العنف الديني؟

د. عبد الأمير زاهد: عالمنا مضطرب ومشوش، ووسائل الاتصال والمعلوماتية اسدت عملاً ممتازاً بفتح الافاق امام الباحث عن المعلومة، لكن الطبيعة البشرية (النفس الشريرة) استغلت وسائل الاتصال لترويج الافتراءات والكذب، والدجل، لأننا الان نكاد ندمن على التطبيقات الالكترونية فإن أول نصيحة أقدمها: هي ضرورة التحقق الدقيق في البيانات عندما نحاول تفكيك ظاهرة معقدة ومركبة، وحينما نرصد التحولات فتأكدوا ان اعلى نمط في التحولات الايجابية للفرد قبول الآخر لأن إقصاء الاخرين وازدرائهم موقف غير انساني، وإنه يقلص فسحة التسامح ذلك أن الاختلاف احد قوانين الوجود، وأن تبجيل الذات يفضي الى وهم العظمة، مع ان حال من يبجل الذات هش وضعيف.

ليس لدينا خيار الا ان نتبنى (تراثنا) أو نتركه بقطيعة معرفية، فاذا تركناه فان اية امة بلا تراث كالشجرة بلا جذور، لكننا يجب ان ننتقي ما يعلي امر حاضرنا، وعلينا ان نحترم تراثنا عندما نكون قد صنعنا منه دافعا لتحقيق فرص عظيمة للتقدم وامتلاك القوة، ولا يتحقق هذا الا بالتوسل بلغة العلم ومنطق الموضوعية كأداة تعبيرية عن محبتنا للتراث الذي هو بقدر عشقنا للأفكار الجديدة من اين جاءت إذ كانت تسهم في خلاصنا من الشقاء.

بالختام اعبر عن محبتي واعتزازي بالأخ الاستاذ علي المعموري والمدونة الراقية التي يعمل فيها كونها مدونة لحوار الفكر واشكركم على الثقة الغالية على نفسي، وارجو ان اكون قد قدمت شيئا نافعاً. 

تعليقات الزوار