حوار مجلة حوار الفكر مع رئيس جهاز المخابرات العراقي السيد مصطفى الكاظمي
أجرت مجلة حوار الفكر حواراً مع رئيس جهاز المخابرات العراقي السيد مصطفى الكاظمي وقد جرى نشر هذا الحوار في العدد (49) الصادر في أيلول 2029.
مقدمة الحوار
ما بين إيران وروسيا مختلفات كثيرة أيضاً ونوع من عدم الاطمئنان الإيراني إلى النيات الروسية بسبب تفاه تفاهماتها مع وليس مستبعدا نشوب اع محدود بين إيران وروسيا على تقاسم النفوذ والسيطرة لذلك لا تريد موسكو تحجيم دور إيران نهائياً في العراق لانها تحتاج لها بشكل ضروري في سورية، وفي نفس الوقت لا تقبل باستفزاز الفصائل العراقية ثمة رغبة عراقية قديمة تطمئن العودة ترسيخ العلاقات مع الروس بسبب الخشية من مغادرة أمريكا لدعمها لنظام ما بعد 2003 في العراق، وهذه الرغبة ترصدها امريكا وتحاول عرقلتها وتحييد المساحات المشتركة العراقية الروسية على مستوى الامن والاقتصاد. كل هذه الاستفهامات والتعقيدات عن العلاقات العراقية - الروسية، يجيب عنها معالي رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي السيد مصطفى الكاظمي في لقاء هو الاول له بعد تستمه منصبه وبعد ان اصبح رجل أمن يمسك بمعلومات خطرة، و خبير بمناطق القلق والاستقرار الأمني ..
حوار الفكر: إلى أين تتجه المنطقة بعد التصعيد الأمريكي الإيراني وأين العراق من كل هذا؟
السيد مصطفى الكاظمي: حتى إذا كان التصعيد قد اصبح لغة سائدة خلال الاسابيع هذا الهدف الماضية ، فأن الملاحظ وجود إتجاهات جادة من المنطقة وخارجها نحو التهدئة، فالتوتر معضلة ستنعكس أثارها على الجميع ، وان الحرب جنبنا الله شرورها ، وأن كانت مستبعدة حتى الآن، فهي خيار كارثي على المنطقة والعالم . أما أين العراق فهو وسط الاتجاهات المتصارعة يسعى إلى التهدئه واستغلال علاقاته الكبيرة مع جميع الأطراف التحقيق.
حوار الفكر: كيف تقدر مستقبل الأمن في المنطقة في ظل تبدل مناطق النفوذ وتحول خارطة الصراعات؟
السيد مصطفى الكاظمي: المنطقة التي ينتمي إليها العراق لم تهدأ منذ تحديد النفوذ فيها بعد الحرب العالمية الأولى ووعد بلغور المشؤوم، يحدث بين الحين والآخر فراغات وثغرات في الوضع الأمني والسياسي وحيثما كان الفراغ كانت المحاولات لاشغاله ، عبر تجاوز الإعتبارات والمعايير السائدة ، وهذا هو الوضع حاليا، هناك إسرائيل ، وهناك الوضع في سوريا، والعراق وهناك اليمن وغيرها ، وجميعها أحدثت فراغات، ومساعي الملأها والعراق يدرك هذا الواقع ويحاول تجنب الآثار الجانبية بالتحرك في جميع الإتجاهات ، أما مستقبل الأمن فتعتقد أن وضع العراق الآن أحسن بكثير من حيث القدرة على تحقيق الاستقرار المحلي في ظل أمن أقليمي ودولي سيستمر في وضعية عدم الاستقرار.
حوار الفكر: هل يمكن القول أن العراق تحول من منطقة غير أمنة إلى لاعب وساطة دولية ؟
السيد مصطفى الكاظمي: سياسة العراق وعلاقاته الخارجية وامكاناته التاريخية والبشرية وتمركزه الجيوسياسي تؤهله أن يكون لاعباً، والعراق متقدم في هذا المجال بخطوات للتعريف بوجهات النظر والسعى إلى تقريبها أحياناً بين الاطراف المختلفة، وهذه السياسة التي يتبناها السيد رئيس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي تمثل اساساً للإنفتاح على الجميع بعيداً عن سياسة المحاور، وهي السياسة الأكثر فاعلية في هذه المرحلة.
حوار الفكر: يعتبر معاليكم رجل أمن يمسك بمعلومات خطرة، وأصبحتم خبير بمناطق القلق والإستقرار الأمني حتى أطلق عليكم رجل المهمات الخطرة الى أين تتجه المنطقة أمنياً وسياسياً ؟
السيد مصطفى الكاظمي: سبق وأن أشرت الى أن المنطقة تشهد فراغات وثغرات في الجدار الأمني، وبدأ هذا منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي ومازال الصراع حاداً الملء هذه الفراغات، وهناك حسابات تتعلق بالاقتصاد العالمي وبإعادة ترتيب اولويات دول المنطقة، وجميعه وجميعها مشاريع قائمة لم تكتمل بعد، والى حين اكتمالها، مستمر هذه الإضطرابات التي تنهك المواطن والدول، ومرحلة الاضطراب والتوتر تتحول الى بيئة مناسبة في جهود الحرب النفسية لدفع المواطن والدولة في نهاية المطاف الى القبول بما إستقرار وأمن الاخرين، والعراق يسعى إلى الاستفادة من لا يمكن قبوله الان، وهنا يأتي دور البناء الاستراتيجي للامن وحماية الوعي العام من محاولات التأثير
حوار الفكر: ما هو تأثير أو علاقة التفاهم الروسي الإسرائيلي بالتحالف والتعاون الروسي الإيراني في إطار الترتيبات السياسية والأمنية على الساحة السورية ؟
السيد مصطفى الكاظمي: روسيا دولة عظمى تواجدت في المنطقة عسكريا وبشكل معلن اليوم، وهي تحسب حساب الاطراف المؤثرة في ساحة الصراع بينها إسرائيل المدعومة أميركياً، لذا يكون من الطبيعي أن تجري تفاهما معها واكيد هي تنظر الى إسرائيل من زاوية مختلفة عن تلك التي ينظر من خلالها العرب والمسلمون، أما تأثير هذا التفاهم على علاقاتها مع ايران فسيكون ذا صلة بمقدار الربح والخسارة التي تحققها روسيا التي الحمت نفسها في منطقة صراع ، وعموماً لا يوجد في السياسية اصدقاء دائمون بل مصالح دائماً.
حوار الفكر: هل ستؤثر العلاقة الروسية الإسرائيلية على التعاون الاستخباري في إطار الخلية الرباعية للتعاون الاستخباري ... خصوصاً وأنها عقدت اجتماعا قبل شهرين في دمشق على مستوى رؤساء الأركان غابت عنه روسيا ؟
السيد مصطفى الكاظمي: ان جهود الخلية الرباعية الاستخبارية مستمرة وتتركز على مكافحة التنظيمات الارهابية التي تهدد امن المنطقة وهذا لا يتعارض مع تفاهماتها وعلاقات روسيا الدولية، كما هو واضح من استمرار التعاون الروسي الايراني السوري من جهة بالتزامن مع التفاهم الروسي الاسرائيلي من جهة اخرى.
حوار الفكر: ماهي العوامل الداخلية الضرورية القادرة على تكوين موقف وطني في مجال التعامل مع إتفاقية الاطار الاستراتيجي .
السيد مصطفى الكاظمي: المعطى الأهم الذي ينبغي ان نضعه في الاعتبار هو مصلحة العراق، وأن نسعى جميعنا لتحقيق مصلحة العراق سواء مع الجانب الأميركي الذي وقعنا معه اتفاقية استراتيجية ام مع غيره، ومصلحة العراق ان نكون مظلة امنية تحول دون استمرار الارهاب وان نزيد من قدراتنا القتالية لتكوين جيش واجهزة امنية واستخبارية قادرة على تحقيق اهداف الدولة في تأمين الردع، وان لا يكون العراق ساحة للتأثير على خبرة وتجارب الاخرين بينهم الاميركيين والتحالف الدولي في سياق تحقيق هذه الغاية مع التركيز على الجانب التدريبي في الاتفاقية لتطوير القدرات، كذلك الاستفادة من مواد الاتفاقية التحريك عجلة التنمية، إذ مازال العراق يعتمد على السوق الدولية السد حاجاته.
حوار الفكر: ماهي التحديات التي تواجه العراق في مجال الأمن السيبرائي وماهي معضلات الفريق الوطني في عمليات الأمن السيبرائي؟
السيد مصطفى الكاظمي: الجيل القادم من الحروب سيكون في الفضاء السيبراني حيث القدرة على التأثير في الاراء والقناعات والافكار والتلاعب بارادة الانسان باتجاهات معينة، ولعب ادوار التأثير في الجميع في قضاء يمكن أن يتحكم به من هو أكثر قدرة من غيره فنياً وعلمياً ونفسياً على هذا ولكي تحمي الدولة مجتمعها ومتحسب القادم الايام لابد من تطوير إمكانياتها في هذا المجال من جهة، وأن منطة اجراءات حماية من جهة أخرى ، خاصة ما يتعلق بس الفوضى وانشاء مراكز المختصة وبدل جهود التوعية والاعتناء بالقدرات الوطنية في هذا المجال وأن تكون للدولة قدرة في التأثير على مجتمعها بما يقلل من تأثيرات الغير عليها.
حوار الفكر: ما تأثير الرؤى الاستراتيجية الترك تركية الإيرانية نية والسعودية على الأمن الوطني العراقي؟
السيد مصطفى الكاظمي: إن الدول لأنه من جيران العراق وكلا منها لها إستراتيجيات ومصالحها ورؤاها في الحاضر والمستقبل، وهي دول تتنافس فيما بينها لتحقيق مصالحها وهذه مسالة طبيعية في في السياسة الدولية، إلا أن التنافس إذا ما تطور الى مستوى النص التصارع كما و حاصل أحيانا بين السعودية وإيران وبين تركيا والسعودية يمكن أن يؤثر سلباً على العراق الذي يقع في نقطة الوسط من هذا التزاحم الاقل لاقليمي، ويحاول أن يبعد ساحته عن تأثيراته والأخطر عليه في ا الوقت الراهن والمستقبل هو أن يتحول الى ساحة لهذا الصراع مراع وهذا ما تسعى الحكومة لتجنيب البلاد
حوار الفكر: ما مدى إمكانية العراق في توظيف الانفتاح السعودي لبناء مرتكزات السلم في السياسيات الاقليمية السعودية – الايرانية؟
السيد مصطفى الكاظمي: لم يغلق العراق ابوابه امام اي دولة تمد اليد لعلاقة متوارية معه، والسعودية وإيران جاران تاریخیان لديهما إمكانيات جيدة يمكن الاستفادة منها خاصة في مجال الاستثمار وتبادل الخبرات والتعاون الإقتصادي وأمن السعودية ذي صلة بأمن العراق، وأي إضطراب في العراق يؤثر على السعودية إذ يمكننا القول اننا نتشارك والسعوديين في أمن قومي مشترك ومن مصلحتنا التنسيق والتعاون، كذلك فأن ایران لديها مشتركات كبيرة مع العراق تأريخية واجتماعية وثقافية ولدينا مصالح مشتركة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمن فضلاً عن وجود حدود مشتركة كبيرة تربطنا مع ايران وكل
حوار الفكر: رغم ثبات بنية النظام الاقليمي إلا أن الأدوار تتبدل ... ما مدى إمكانية تكون أدوار جديدة في ظل التوجهات الجديدة للسعودية والرؤية الأمريكية لدور إيران الإقليمي هل ستشهد تراجع في الدور الإيراني الصالح السعودية أم توافق إقليمي في المنطقة ؟
السيد مصطفى الكاظمي: يصعب التنبؤ في موضوع سوع الأدوار التي هي غير واضحة في الأصل، إلا إن المؤشرات رات العامة تبين أن مصلحة السياسة الدولية ية النافذة في المنطقة . التي تتأسس على الاقتصاد بالدرجة الاساس هو إستمرار الدوري ورين السعودي والايراني بنفس الإتجاه ، وإن حصل تغير فهو و طفيف سينال النهايات نفسها وينظمها بشكل أدق، ومهما كان كان الصراع طويلاً ومعقداً، فأن الأطراف في النهاية ستجلس س على طاولة الحوار لأن مصالح الشعوب ستفرض نفسها على الجميع.
حوار الفكر: هل العراق حليف ام صديق لروسيا؟
السيد مصطفى الكاظمي: لروسيا مصالح في المنطقة وللعراق مصالح تعزيز أمنه وإعادة بناء قدراته ومن مصلحته أن يكون صديقا للجميع وهذه سياسة ثابتة مكفولة دستورياً، جرب العراق من قبل العداءات والمسنا ما أصاب شعبنا من ضرر بسببها.
حوار الفكر: هل لروسيا رغبة في المشاركة بعمليات الإعمار في العراق بعد الإنتصار على تنظيم داعش؟
السيد مصطفى الكاظمي: لروسيا خبرات وإمكانيات جيدة ، ومن مصلحتها أن تشارك في الاعمار، وتعتقد إن لها نوايا أن تكون جزءاً من بناء العراق وعلينا أن توفر أجواء مناسبة للمشاركة سواء روسيا أو غيرها.
حوار الفكر: مؤتمر موسكو في نهاية نيسان حول دور روسيا في مجال إعادة الإعمار واللاجئين في سوريا والعراق هل يمكن أن يتجدد الدور التنسيقي الروسي في المجال المعلوماتي لدعم عملية بناء السلام في المناطق المحررة؟
السيد مصطفى الكاظمي: لقد تبدلت فلسفة التعامل مع المعلومة في الوقت الراهن إذ لم تعد فلسفة المعلومة لمن يحتاجها قائمة في الوقت الراهن وحلت فلسفة المعلومة لمن يتشاركها، والعراق كدولة ديمقراطية منفتح على دول العالم ليتشارك معها المعلومة المناسبة خدمة للسلم والأمن الدوليين، فالإرهاب مثلاً يهدد البشرية وعليه لابد من مشاركة الغير في المعلومات التي نحصل عليها ويشاركونا هم المعلومات التي يحصلون عليها وكذلك الحال في مجال الخيرات الجيدة التي يمتلكها العراق في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها وهذا منهج دولي نتفق معه ونسير على خطاه عراقياً.
المعهد العراقي للحوار الراعي اللوجستي لمعرض بغداد الدولي للكتاب يفتتح جناحه الخاص في المعرض
المعهد العراقي للحوار يصدر "الحقيبة الدبلوماسية" للدكتور كرار البديري
Official agreement between Iraqi Institute for Dialogue and the Iraqi Media Network to sponsor The Seventh Annual International Conference of “Baghdad Dialogue” 2025
استكتاب خاص بمؤتمر حوار بغداد الدولي السابع لكتابة أوراق بحثية
دعوة استكتاب في العدد (79) من مجلة "حوار الفكر"
إشادات بحوار بغداد الدولي: تعزيز دور العراق المحوري ونقطة التقاء للرؤى
رئيس الوزراء: طريق التنمية سيجعل العراق قوة اقليمية سياسة واقتصادية
تعليقات الزوار