ا.م.د.علي عبد الامير الكعبي
استاذ الدراسات السكانية والديموغرافيا
جامعة بغداد / كلية الآداب / قسم الجغرافيا
الملخص :
العراق بلد متعدد الاديان والمذاهب والقوميات ورغم وجود اكثرية اسلامية واكثرية شيعية فيها فان هذا لا يمنع التعدد فيه وهو بهذا حاله كباقي دول العالم غير المتجانسة ديموغرافيا ، فلا يوجد سوى ( 15 )بلد متجانس قوميا في العالم من اكثر من (250) بلد في العالم ، والغريب ايضا اننا نرى ان البلدان المتعددة وغير المتجانسة ديموغرافيا تشهد استقرارا وازدهار سياسي واقتصاديا .
للديموغرافيا علاقة بالحياة السياسية لأي منطقة ، والتغير الديموغرافي يؤدي الى تغييرات سياسية متعددة الابعاد ، يتمحور هذا البحث في الكشف عن التغير الديموغرافي لمحافظة الموصل قبل وبعد حزيران 2014 عبر قياس التنوع قبل وبعد احتلال داعش ، واثر هذا التغير على التنوع الديموغرافي فيها .
للتغير الديموغرافي علاقة بالانقسامات والتقسيم ، وذلك لان للتداخل الجغرافي في مجتمع متعدد يفقره الى ميزة الانقسام بل حتى الفدرالية ، لذا من الخطورة ازالة هذا التداخل الجغرافي ويجب الحفاظ عليه ، يستعرض البحث مجموعة التغييرات الجغرافية ومنها الديموغرافية لمحافظة الموصل بعد حزيران 2014 ، ومن اهم هذه التغييرات هو نشوء اقلم سني شبه متجانس بعد ان كان اكثر المناطق تنوعا ، فقد تم تفريغه من المسيح والايزيديين والشيعة والاكراد .
يستعرض البحث سيناريوهات متعددة للمحافظة على اساس الديموغرافيا السياسية ويرسم صور متعددة لمستقبلها ، ويترض الباحث ان للوضع الديموغرافي للمحافظة بعد تحريرها ومعالجة التجانس الحالي علاقة بمستقبلها ، لذا فالبحث رسم عدد من السياسات ايضا التي يمكن عن طريقها معالجة هذا التحدي وفي حال تطبيقها يمكن استشراف مستقبل المنطقة .