المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

“ألا يفهم الناس؟”… رد فعل روسيا متوقّع منذ عقود

المصدر : النهار اللبنانية

في وقت يلوم الغرب #روسيا، وتحديداً رئيسها فلاديمير #بوتين على المسار الصداميّ في شرق أوروبا عموماً و#أوكرانيا خصوصاً، يوافق مراقبون أميركيون بارزون على هذا اللوم. لكنّهم بالمقابل، لا يوفّرون الولايات المتحدة من المسؤولية.

كان هذا ما عبّر عنه الكاتب السياسي في صحيفة “نيويورك تايمس” توماس فريدمان. واستشهد الأخير بما قاله الديبلوماسي الأميركي الأسبق في #الاتحاد السوفياتي جورج كينان.

وصف فريدمان كينان بأنّه أعظم خبير أميركي في الشأن الروسي. وحين سأله سنة 1994 عن رأيه بتوسيع #حلف شمال الأطلسي، أجاب:

“أعتقد أنّه بداية حرب جديدة. أعتقد أنّ الروس سيتصرفون تدريجياً بشكل عكسي وسيؤثر ذلك على سياساتهم. أعتقد أنه خطأ مأسوي. لم يكن هنالك أي سبب لهذا. لم يكن أحد يهدد أي طرف آخر. سيجعل هذا التوسع الآباء المؤسسين لهذه الدولة يتقلّبون في قبورهم”.

انتقد كينان التزام الولايات المتحدة الدفاع عن سلسلة من الدول على الرغم من أنه لم يكن لديها الموارد أو النية الجدية لفعل ذلك. كان النقاش في مجلس الشيوخ حول توسيع ال#ناتو غير مدروس وسطحياً ومفتقراً للدراية الواسعة بحسب ما قاله كينان لفريدمان في ذلك الحين. وانزعج بالتحديد من الإشارات إلى أنّ روسيا كانت دولة مستميتة لمهاجمة أوروبا الغربية.

وتابع: “ألا يفهم الناس؟ خلافاتنا في الحرب الباردة كانت مع نظام الاتحاد السوفياتي. ونحن الآن ندير ظهرنا للناس أنفسهم الذين قادوا أعظم ثورة غير دموية في التاريخ لإزالة النظام السوفياتي. والديموقراطية الروسية هي متطورة بمقدار تطور أي من تلك الدولة التي وقعنا معها للتو على الدفاع عنها بوجه روسيا، إن لم تكن متطورة أكثر”.

وتابع: “بالطبع سيكون هنالك رد فعل من روسيا، وعندها سيقول (موسّعو الناتو) إنّنا قلنا لكم دوماً إنّ هذا ما هم الروس عليه – لكنّ هذا خاطئ وحسب”.

يُذكر أنّ كينان يشتهر بـ”التيليغرام الطويل” الذي أرسله سنة 1947 إلى صنّاع القرار في واشنطن يحضّهم فيها على اعتماد سياسة الاحتواء تجاه الاتحاد السوفياتي. وكثيراً ما يُعزى الفضل في نجاح جهود واشنطن بإسقاط الاتحاد السوفياتي إلى هذا الديبلوماسيّ. وسلّطت “النهار” في تقرير سابق على بعض الجوانب في رسالة كينان.

اترك تعليقا