المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

أمريكا اللاتينية لم تعد “الفناء الخلفي” لأمريكا

ترجمة خاصة ـ المعهد العراقي للحوار

كثفت وسائل الإعلام الحكومية والإقليمية الصينية انتقاداتها للولايات المتحدة الأمريكية وذلك على خلفية عدم دعوتها لكوبا وفنزويلا ونيكاراغوا لحضور القمة القارية الأمريكية في لوس أنجلوس، قائلة إن الولايات المتحدة تعقد “قمة أمريكية”.

ولم يعد المعلقون الصينيون يعتبرون أمريكا اللاتينية “ساحة خلفية” للولايات المتحدة، وشددوا على أن واشنطن لا تستطيع استخدام القمة لتقويض العلاقات الصينية – الأمريكية اللاتينية.

وتؤكد وسائل الإعلام الصينية على “تمرد” زعماء أمريكا اللاتينية ضد الولايات المتحدة.

وبث التليفزيون المركزي الصيني الحكومي (CCTV) تعليقًا على شبكة سينا ويبو الاجتماعية الخاضعة لرقابة مشددة (Weibo)، قائلًا إن الولايات المتحدة استخدمت حيلة تشكيل دوائر معارضة بحجة الديمقراطية، الأمر الذي أدى إلى معارضة قوية من دول أمريكا اللاتينية.

وذكر التقرير أن “دول أمريكا اللاتينية ردت بقوة لأنها عانت من السياسات الأمريكية لفترة طويلة، منذ أن قدمت الولايات المتحدة مبدأ مونرو للسيطرة على أمريكا اللاتينية في عام 1823، ابتليت بالتدخل العسكري الأمريكي والتلاعب السياسي والعقوبات غير المبررة”.

وأضاف أن “العديد من دول أمريكا اللاتينية أثارت مسألة ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد عقد” القمة الأمريكية “أو” القمة القارية الأمريكية “.

وفي سياق متصل، أجرى موقع “بوليتيكو” الأمريكي مقابلات مع المشرعين والباحثين في نيكاراغوا الذين انتقدوا “الهيمنة” الأمريكية لاستبعاد بلادهم من القمة.

وصرح عضو برلماني فنزويلي “بأنه يجب على جميع الأطراف أن تعارض صراحة نهج الولايات المتحدة المناهض للتضامن”.

وذكرت صحيفة “شينمين إيفنينج نيوز” ومقرها شنغهاي أن دول أمريكا اللاتينية “ثارت ضد الولايات المتحدة معًا”، مضيفة أن غياب الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قد أحرج حكومة جو بايدن.

بدوره، ذكر تلفزيون “تلفزيون ساوث إيست” ومقره فوجيان الواقعة في الجزء الجنوب شرقي للصين، تقريراً بعنوان “استبعاد ثلاث دول من أمريكا اللاتينية، من هم القادة الذين ينتمون إلى القمة الأمريكية؟”.

ونقل التلفزيون عن عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قوله “إن الولايات المتحدة لن تتلقى دعمًا عندما تلتزم بمبدأ مونرو وتتدخل في شؤون الدول الأخرى أو تخلق انقسامات باسم الديمقراطية”.

لم تعد “الفناء الخلفي للولايات المتحدة”

وذكرت صحيفة تشاينا ديلي الحكومية التي تصدر باللغة الإنجليزية أن “العواقب القوية والبعيدة المدى” لقرار الولايات المتحدة بعدم دعوة كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا لحضور القمة تظهر أن إدارة بايدن سعت منذ فترة طويلة لممارسة نفوذها في أمريكا اللاتينية، الذي لطالما أطلقت عليه واشنطن اسم “الفناء الخلفي”، وكان يعتقد أنه في ورطة.

وبالمثل، نقلت جلوبال ناشيونال تايمز التي تديرها الدولة عن محللين صينيين قولهم إن أمريكا اللاتينية لم تعد “الفناء الخلفي” لأمريكا.

وقال جو كونهاي، الخبير في دراسات أمريكا اللاتينية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية في بكين، للصحيفة إن “معظم دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من المرجح أن ترى قادة يساريين يكتسبون السلطة، وأن المنطقة تريد التحرر من السيطرة الأمريكية”.

وأضاف أن الولايات المتحدة فقدت أيضًا الكثير من دعمها لدول أمريكا اللاتينية بسبب العقوبات والاتهامات ضد روسيا منذ بدء حرب أوكرانيا.

وفي أماكن أخرى من جلوبال تايمز، حقق التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية “مكاسب كبيرة” في إطار مبادرة الحزام والطريق، حسبما ذكر جو كونهاي، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة لا يمكنها استخدام هذه القمة لقطع العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية”.

وأشار موقع الإخباري الوطني الذي تديره الدولة الصينية إلى أن جو بايدن قدم خطة تسمى “الشراكة الأمريكية من أجل الازدهار الاقتصادي” خلال القمة، وهي مشابهة للإطار الاقتصادي الهندي والمحيط الهادئ الذي تم إطلاقه الشهر الماضي كجزء من جهد أمريكي مع حلفائها الآسيويين لاحتواء الصين.

وأفادت قناة شنجن الفضائية الصينية أن القمة القارية الأمريكية كانت في حالة من الفوضى، مما يلقي بظلال من الشك على نتيجة هذه الجولة من الجهود الدبلوماسية من قبل إدارة بايدن.

اترك تعليقا