المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

أوكرانيا ستطلب أسلحة ثقيلة عند زيارة بلينكن وأوستن إلى كييف

يزور وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن العاصمة الأوكرانية كييف، اليوم، حيث من المنتظر أن تطلب أوكرانيا أسلحة أكثر قوة في محاولة لتعزيز دفاعات البلاد في مواجهة الغزو الروسي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستتغلب على «الأوقات العصيبة»، وذلك في خطاب مؤثر من كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف التي ترجع إلى ألف عام بمناسبة عيد القيامة عند الأرثوذكس في وقت طغى فيه القتال في الشرق على الاحتفالات الدينية. ستكون الزيارة، التي أعلن عنها الرئيس زيلينسكي أمس، أرفع زيارة لمسؤولين أميركيين منذ أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو البلاد قبل شهرين.
لم يؤكد البيت الأبيض زيارة بلينكن وأوستن لأوكرانيا. وامتنعت وزارة الخارجية ووزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق. وكتب بلينكن على تويتر: «لقد ألهمنا صمود المسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا في مواجهة الحرب العدوانية الوحشية التي شنها الرئيس بوتين. نحن مستمرون في دعمهم، واليوم نتمنى لهم وللجميع الاحتفال بأمل عيد القيامة والعودة السريعة إلى السلام».
وبعد أن أجبرت المقاومة الأوكرانية روسيا على الانسحاب من محيط كييف، يتركز هجوم موسكو الآن على منطقة دونباس الشرقية وجنوب البلاد. ومع عودة الحياة إلى طبيعتها في العاصمة إلى حد ما، عاودت دول عدة فتح سفاراتها في الأيام القليلة الماضية، وعاد بعض السكان الذين فروا من القتال للاحتفال بعيد القيامة.
وقال حاكم منطقة لوغانسك في دونباس سيرهي غايداي إن احتفالات عيد القيامة قد تلاشت هناك، حيث ألحقت المدفعية الروسية أضرارا بسبع كنائس في المنطقة. وأضاف أن القصف الروسي تسبب في مقتل عدد غير محدد من المدنيين.
ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق من ذلك بصورة مستقلة. وتنفي موسكو، التي تصف تحركاتها في أوكرانيا بأنها «عملية عسكرية خاصة»، استهداف المدنيين وترفض ما تقول أوكرانيا إنه دليل على أعمال وحشية قائلة إن كييف لفقته لتقويض محادثات السلام.
ودعا البابا فرنسيس إلى هدنة في عيد القيامة قائلا: «أوقفوا الهجمات لمساعدة السكان المنهكين. توقفوا». وملأ اللاجئون الأوكرانيون الكنائس في جميع أنحاء وسط أوروبا.
وقالت ناتاليا كراسنوبولسكايا التي تقضي عيد القيامة في براغ، وهي من بين ما يقدر بخمسة ملايين أوكراني اضطروا للفرار من الحرب: «أدعو من أجل توقف هذا الرعب في أوكرانيا قريبا ليتسنى لنا العودة إلى ديارنا».
المزيد من العتاد
يعتزم المسؤولون الأوكرانيون إبلاغ بلينكن وأوستن بالحاجة الفورية لمزيد من الأسلحة، ومنها الأنظمة المضادة للصواريخ والطائرات، فضلا عن العربات المدرعة والدبابات، وفقا لما صرح به إيغور جوفكفا مساعد زيلينسكي لشبكة «إن بي سي نيوز» اليوم. أظهرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي استعدادا متزايدا لتزويد أوكرانيا بمعدات أثقل وأنظمة أسلحة أكثر تقدما. وتعهدت بريطانيا بإرسال مركبات عسكرية وقالت إنها تدرس توريد دبابات بريطانية لبولندا تمهيدا لإرسال دبابات روسية من طراز «تي – 72 إس» المملوكة لوارسو إلى أوكرانيا.
وأبلغ الرئيس رجب طيب إردوغان نظيره الأوكراني زيلينسكي خلال اتصال هاتفي بأن أنقرة مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة خلال عملية التفاوض مع روسيا. وقال زيلينسكي إنه ناقش مع إردوغان ضرورة الإجلاء الفوري للمدنيين من مدينة ماريوبول الجنوبية، حيث تدور أكبر معارك الصراع.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية حاولت مرة أخرى اقتحام مصنع آزوفستال للصلب الذي يعد المعقل الرئيسي المتبقي لأوكرانيا في ماريوبول اليوم. وأضافوا أن أكثر من 1000 مدني يحتمون هناك أيضا.
وقال سيرهي فولينا، قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية في ماريوبول، إن روسيا تقصف المصنع بالطائرات والمدفعية.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار للرئاسة الأوكرانية، إن القوات الروسية تحاول اقتحام المصنع، بدعم من القصف الجوي والمدفعي.
وقال فولينا: «نتكبد خسائر بشرية والوضع حرج… لدينا عدد كبير جدا من الجرحى (بعضهم) يموتون… الوضع يتدهور بسرعة».
وسبق أن أعلنت موسكو انتصارها في المدينة وقالت إنها لا تحتاج إلى الاستيلاء على المصنع.
وسيساعد الاستيلاء على المدينة روسيا على إنشاء رابط بري بين الانفصاليين المتحالفين معها، والذين يسيطرون على أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك اللتين تشكلان منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، مع شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بجنوب البلاد، والتي ضمتها موسكو في عام 2014.
وتقدر أوكرانيا أن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا في ماريوبول وتقول إن مائة ألف مدني لا يزالون داخل المدينة. وتقول الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن عدد المدنيين بالآلاف على الأقل.
«مأساة إنسانية»
دعا بطريرك القسطنطينية برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للطائفة المسيحية الأرثوذوكسية في العالم، إلى فتح ممرات إنسانية في ماريوبول ومناطق أخرى من أوكرانيا حيث قال إن «مأساة إنسانية لا توصف تتكشف». وأعلن بافلو كيريلنكو حاكم دونيتسك مقتل طفلين في قصف المنطقة اليوم.
وقال مكتب المدعي العام في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد إن شخصا لقي حتفه وأصيب ثلاثة في قصف روسي على بلدة تشوهيف اليوم.
وقال غايداي حاكم منطقة لوغانسك إن الهجمات الروسية يوم السبت قطعت خط أنابيب غاز وتسببت في نشوب حريق في محطة كهرباء فرعية مما أدى إلى قطع إمدادات الغاز عن 5500 شخص في لوغانسك.
وأشارت أوكرانيا إلى أن قواتها صدت 12 هجوما على دونيتسك ولوغانسك في اليوم السابق ودمرت أربع دبابات و15 وحدة من العتاد المدرع وخمسة من أنظمة المدفعية.
ولم يتسن للوكالة التحقق بشكل مستقل من هذه التقارير. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن مسؤول محلي قوله اليوم الأحد إن قرية في منطقة بيلجورود المتاخمة لأوكرانيا تعرضت لقصف عبر الحدود ولكن لم تقع إصابات أو أضرار.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن المقاومة الأوكرانية قوية خاصة في دونباس رغم تحقيق الجانب الروسي بعض المكاسب.
وأضافت في تقرير دوري: «المعنويات الروسية المنخفضة والوقت المحدود المتاح للاستعداد والتجهز وتنظيم الصفوف من هجمات سابقة تقلص على الأرجح من فاعلية القدرات القتالية الروسية».
وقالت روسيا اليوم إن صواريخها قصفت ثمانية أهداف عسكرية خلال الليل، بما في ذلك أربعة مخازن للسلاح في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا ومنشأة في منطقة دنيبروبتروفسك تنتج متفجرات للجيش الأوكراني.

المصدر : الشرق الاوسط

اترك تعليقا