المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الاستخبارات الأمريكية تنفي وجود دليل على مرض بوتين

قال موقع Insider الأمريكي في تقرير نشره يوم الأحد 29 مايو/أيار 2022 إن شائعات قد انتشرت في الأسابيع الأخيرة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مريض، وأن زمام سيطرته على الأمور أخذ يفلت من بين يديه على نحو ما. وعزا القائلون بذلك مزاعمهم إلى معاناة بوتين من عواقب الحرب على أوكرانيا والكارثة التي لحقت بالقوات الروسية هناك.

حيث أشاع بعضهم أن الرئيس الروسي يعاني تدهوراً في حالته العقلية، وزعم آخرون أنه مصاب بمرض خطير، واستدلوا على ذلك بتفاصيل جمعوها من سلوكه العام، حتى إن زلة القدم كانت كافية للخروج بتكهنات لا حدَّ لها حول صحته.

تكهنات حول إصابة بوتين بالسرطان
مع ذلك، قال ثلاثة خبراء استخباراتيين وعسكريين أمريكيين، لموقع Insider، إنهم لا يولون أهمية كبيرة للتكهنات المستمرة بأن الزعيم الروسي يعاني تدهوراً صحياً ما، فهو أمر لم يقره أطباء موثوقون، ولا خبراء في المجال الطبي.

قال جيفري إدموندز، المدير السابق لقسم الشؤون الروسية في مجلس الأمن القومي والمحلل العسكري السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إنه “لا يرى أي شيء موثوق به حقاً” لتأييد القول بأن بوتين يعاني خطباً ما.

أوضح إدموندز: “الحق أن ما رأيته ورآه آخرون أن هناك تغيراً واضحاً في سلوكه. لأن بوتين عادة ما يكون صوت الهدوء في روسيا، لكنه أصبح مؤخراً أكثر عاطفية وأشد تعبيراً عن غضبه في العلن. وهذا إن دلَّ على شيء، فيدل على أنه منزعج لأمر ما”.

صدرت المزاعم حول تدهور صحة بوتين من عدة مصادر مشكوك فيها. فقد ادعى رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الميجور جنرال كيريلو بودانوف، في مقابلة أجراها مع شبكة Sky News منتصف مايو/أيار 2022، ادعاءً دون دليل أن بوتين مصاب بالسرطان، وقال إن انقلاباً قريباً سيخلع بوتين عن الحكم.

نواب في الكونغرس يتحدثون عن صحة بوتين
كذلك فقد شارك نواب في واشنطن، مثل السيناتور ماركو روبيو، أبرز نواب الحزب الجمهوري في لجنة شؤون الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، الترويج لهذه المزاعم، فقد نشر تغريدة على موقع تويتر في أواخر فبراير/شباط 2022، قال فيها: “تمنيت لو كان بإمكاني قول المزيد، لكن ما أستطيع قوله في الوقت الحالي إنه من الواضح جداً لكثيرين أن بوتين أصابه أمر ما”.

جاءت كثير من المزاعم بشأن صحة بوتين من رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، والواقع أنه بحكم منصبه يحاول تقويض سلطة الزعيم الروسي وبث الفتنة في أروقة الكرملين، لكن ذلك يقدم في الوقت نفسه سبباً وجيهاً للتشكيك في صحة هذه المزاعم.

من جانبه، قال كيفين رايان، العميد الأمريكي المتقاعد والملحق العسكري السابق في روسيا، إن التكهنات المنتشرة قد تكون ضرباً من ضروب التفكير بالتمني في أن وفاة بوتين ربما تنهي الحرب الوحشية على أوكرانيا. وأشار رايان إلى أنه لم يطالع “أي دليل” على أن بوتين يوشك على الموت، أو أنه مصاب بمرض يضعفه، وأكد أنه حتى لو مات بوتين، فإن ذلك لا يوجب وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

كانت بعض الصحف البريطانية وخبراء سياسيون استدلوا على إصابة الرئيس الروسي بمرض باركنسون بسلوكه في مقطع فيديو ظهر فيه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إلا أن راي تشادهوري، طبيب الأعصاب بجامعة لندن، قال لشبكة DW الألمانية، بعد مشاهدة المقطع: “لا أجد في مقطع الفيديو دليلاً يدفعني إلى القول بأن بوتين مصاب بمرض باركنسون”.

لافروف يفند المزاعم

وتطرق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الحالة الصحية للرئيس فلاديمير بوتين في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية TF1. وبدوره نشر الكرملين المقابلة على قناته على منصة “روتيوب”، النسخة الروسية من اليوتيوب.

وقال لافروف: “كما تعلم، يظهر الرئيس بوتين علنًا يوميًا. يمكنك رؤيته على شاشات التلفزيون وقراءة خطاباته وسماع خطاباته، لا أعتقد أن أي شخص عاقل يمكن أن يرى في هذا الشخص علامات مرض أو تعب ما”.
وتابع وزير الخارجية الروسي: “أترك هذا لضمير أولئك الذين ينشرون مثل هذه الشائعات على الرغم من الفرص اليومية للتأكد من صحة الأنباء المتداولة “.

وانتشرت بعض الشائعات بشأن صحة الرئيس الروسي منذ فترة وكثيرًا ما نفى الكرملين صحتها.

ويذكر أن ظهور بوتين مع وزير دفاعه سيرغي شويعو أثار تكهنات قبل أسابيع حول صحة الرئيس الروسي الذي بدا ممسكا بالطاولة بينما ظهر وجهه منتفخا قليلا.

اترك تعليقا