المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الاقتصاد الامريكي والاستفادة من الحروب

بالتزامن مع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما ترتّب عليها من استنفار عسكري وشعبي في دول حلف شمال الأطلسي وإقرار أعضاء الحلف بميزانيات ضخمة ، تجدد السؤال حول من هو المستفيد الحقيقي من الحرب؟ وهل الحرب مفيدة للاقتصاد أصلًا؟

لورين طومسون، مدير العمليات بمعهد ليكسينجتون قال : بالنسبة لصناعة الدفاع، عادت الأيام السعيدة هنا مرة أخرى، فعندما ترتفع ميزانية الدفاع، فإنها تميل إلى رفع جميع القوارب في الصناعة.

السياق التاريخي
في بداية القرن التاسع عشر بُنِيَتْ هياكل الاقتصاد لمدينة #واشنطن بميناءً لتجارة الأخشاب والقمح، وخلال الحرب العالمية الأولى، غذّى الإنفاق الفيدرالي نمو أحواض بناء السفن، وبدأ في منح واشنطن قاعدة صناعية، غير أن الإلغاء المفاجئ لبناء السفن في نهاية الحرب قضى على هذه القاعدة .

وبينت دراسة صادرة عن «معهد الاقتصاد والسلام»، أنه يمكن تحليل الدور الذي لعبته الحرب العالمية الثانية في إنهاء الركود الاقتصادي المُسمى بالكسادالكبير منذ عام 1929 حتى عام 1940. في سبتمبر (أيلول) 1945، انطلقت تظاهرات ضخمة في سياتل بشعار، لا لتخفيض الإنفاق العسكري والسبب كانت هناك أوامر بإلغاء شراء طائرات شركة بوينج B- 29 وتخفيض النفقات العسكرية الأمر الذي دفع شركة لـ فصل ٢٠ الف عامل .

استفادت واشنطن من الحرب العالمية الثانية ، إذ شهدت سنوات الحرب عمل أكثر من 20% من السكان في القوات المسلحة بوظائف عالية الاجر وانخفض معدل البطالة بشكل كبير من 14.6% في العام 1940 إلى 1.9% في العام 1945، كان مئات الآلاف يرتقون اجتماعيًا.

وفي الستينيات، أرادت البحرية بناء غواصات «ترايدانت» التي تعمل بالطاقة النووية، فجرى بناء موقع دعم لها بمدينة بانجور في واشنطن، واليوم، تعد «بانجور» الميناء الرئيسي لجميع الغواصات النووية الأمريكية الموجودة في المحيط الهادئ. ‏

وفي أوائل السبعينيات اتضح أن اقتصاد واشنطن لا يزال مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالإنفاق العسكري، حينما خسرت شركة بوينج العقود العسكرية وواجهت ركود حينها فصلت الشركة ثلاثة أرباع قوتها العاملة وتراجع الاقتصاد الامريكي . التقرير الاصلي بعنوان “معاركُ قومٍ عند واشنطن فوائد.. هكذا تستفيد عاصمة أمريكا من الحروب.

اترك تعليقا