المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

التهديد النووي يرعب الغرب !


الردع المتبادل يتوهج ومخاوف من أمرِ “غير محسوب”

بعدما أمر الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين بوضع الأسلحة الاستراتيجية النووية في حالة تأهب قصوى، ظهر التساؤل عن رغبته في استخدامها فعلاً.
تحويل #بوتين إلى منبوذ على المسرح الدولي يجعله أكثر خطورة ولا يُمكن التنبوء بخطواته.

وتناول مراسلو صحيفة #فايننشال_تايمز  البريطانية في بروكسيل #هنري_فوي، وفي موسكو #ماكس_سيدون، وواشنطن #ديميتري_سيفاستوبولو الأمر، لافتين إلى أن العواصم الغربية لطالما كانت قلقة من العقيدة العسكرية لموسكو، التي تتيح استخدام الأسلحة النووية لوضع حد لنزاع في جزء من استراتيجية “تصعيد لخفض التصعيد”.

وقوبل قرار بوتين بتنديد فوري من #الولايات_المتحدة وحلف الناتو اللذين اعتبرا أن الأمر يجعل “العالم أكثر خطورة بكثير”.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي بارز: “هذه ليست خطوة غير ضرورية فحسب، وإنما خطوة تصعيدية”. وأضاف “إنها غير ضرورية لأن #روسيا غير مهددة من الغرب أو الناتو وبالتأكيد غير مهددة من #أوكرانيا. وهي خطوة تصعيدية لأنها تقحم قوات، تجعل أي خطأ في حساباتها، الأمور أسوأ بكثير”.

ردا على عقوبات مشلة
جاء قرار بوتين في خضم الأزمة وبذله جهوداً لتحقيق أهداف موسكو الأساسية وغداة اتخاذ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفاء غربيين آخرين، قراراً بعقوبات اقتصادية مشلة، ما ترك #الكرملين دون خيار إلا تصعيد تهديداته، وفق ما يقول محللون.

وقالت #كاتلين_تالمدج الخبيرة في السياسة النووية في جامعة #جورج_تاون: “ثمة احتمال حقيقي أن يلجأ بوتين إلى الأسلحة النووية، إذا استمر في التعرض لنكسات عسكرية، ورأى أن الوضعين الديبلوماسي والسياسي ينهاران”.
وأضافت “إنها ليست فقط رداً على الكيفية التي تسير بها حملته في أوكرانيا، هي رد على التطورات الأخرى، مثل العقوبات، وإرسال #ألمانيا أسلحة إلى أوكرانيا، الصورة بكاملها تبدو له، قاتمة جداً. وإذا أراد استخدام أسلحة نووية تكتيكية لتحقيق  في أوكرانيا، فيمكنه أن يفعل”.

ويوضح الكاتبان أن قرار بوتين الذي ينطبق على أسلحة الردع النووية التقليدية وصواريخه الجديدة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، لا يعني أنه أمر باستعدادات لتوجيه ضربة نووية.

لكن استناداً إلى العقيدة النووية الروسية، التي نشرت في 2020، فإن الكرملين “يحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية” بما فيها “لمنع تصعيد الأعمال العسكرية ووضع حد لها بشروط مقبولة من الإتحاد الروسي وحلفائه”.

معايير استخدام النووي

وأضاف الكاتب أن الدول الغربية فسرت ذلك على أنه خفض لمعايير استخدام الأسلحة النووية، وحتى 2020، كانت سياسة موسكو تقوم على منع استخدام الأسلحة النووية، إلا “عندما يكون وجود الدولة مهدداً”.
ورأى الخبير النووي في مجلس الأطلسي #ماثيو_كروينغ أن “هذه استراتيجية عسكرية روسية لوقف اعتداء تقليدي، بأسلحة نووية، أو ما يعرف بإستراتيجية التصعيد لخفض التصعيد”.
وهذا يبعث برسالة إلى الغرب وناتو والولايات المتحدة مفادها “لا تتدخلوا وإلا في إمكاننا تصعيد الأمور إلى الأقصى”.

ويقول الخبير في سياسة المخاطر #أندريوس_تورسا: “بينما يبدو الأمر محاولة لردع الغرب من فرض مزيد من العقوبات القاسية الجديدة على القطاع المالي للدولة، أو تزويد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة، فإن هذه الخطوة تصعد في الوقت نفسه التوترات بين روسيا والغرب إلى مستوى غير مسبوق، تحويل بوتين إلى منبوذ على المسرح الدولي يجعله أكثر خطورة ولا يُمكن التنبوء بخطواته”.

اترك تعليقا