المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الحرب في أوكرانيا ستؤثر بشكل كبير على تركيا

رأى موقع ”المونيتور“ الأمريكي أن ”الحرب في أوكرانيا ستؤثر بشكل كبير على تركيا، ولكن من غير المعروف ما إذا كانت ستؤدي إلى تعزيز وضع الرئيس رجب طيب أردوغان او إسقاطه، إلا أن الحرب أعادته إلى المشهد الدولي“، على حد تعبيرها.

ولفت الموقع إلى أن ”أردوغان شهد عزلة سياسية شديدة في السنوات الأخيرة، قبل أن تشهد أنقرة في الأسابيع الأخيرة نشاطا دبلوماسيا مكثفا تَمثل بزيارة الرئيس الإسرائيلي، واجتماع أردوغان مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس“.

وقال الموقع في تقرير، الأربعاء ”أدت هذه الاتصالات والاجتماعات، إلى إعادة أردوغان للمشهد الدولي، والآن يرى منتقدو الرئيس التركي أن الحرب الأوكرانية ستعطيه دفعة هو في أمس الحاجة إليها، فيما يرى آخرون أن المشاكل الاقتصادية، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في العالم، أو فقدان ملايين السياح الروس والأوكرانيين، ستزيد من سرعة سقوطه“.

وأضاف ”السؤال الأكثر أهمية هو ما الدروس، إن وجدت، التي استخلصها أردوغان من المأساة التي تتكشف في الجوار؟، العديد منها واضح على الفور وهو أنه في مواجهة تهديد وجودي محسوس، يمكن للغرب النائم أن يتجمع ويحشد نفسه، ويمكن أن تكون استجابته شرسة وشديدة إلى أقصى الحدود“.

ونقل الموقع عن نيكولاس دانفورث، مؤلف كتاب (إعادة تشكيل تركيا الجمهورية.. الذاكرة والحداثة منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية) قوله: ”يمكن للمرء أن يقول إنه لمدة عقد على الأقل أو أكثر، كان هناك إجماع على أن الغرب في حالة تدهور، وأن هذا التراجع نهائي. وفي الوقت نفسه، فإن العالم الذي يفضل الصين وروسيا آخذ في الصعود، لكن يبدو أن الأحداث الجارية تتحدى هذا الرأي إلى حد ما“.

وأشار دانفورث أن ”الدكتاتوريين الشعبويين الذين يحيطون أنفسهم برجال لا يقولون سوى نعم، ويجرمون كل الفكر النقدي، ينتهي بهم الأمر إلى ارتكاب أخطاء فادحة، والحقيقة أن بوتين أصعب مما يبدو، حتى بالنسبة لبوتين“.

ولفت الموقع أن ”المادة الخامسة لحلف الناتو، التي تنص على أن الهجوم المسلح على عضو أو أكثر، سيعتبر هجومًا ضد الأعضاء جميعًا، يوفر حماية قيّمة وهذا هو السبب في أن دول الكتلة الشرقية السابقة – بما فيها أوكرانيا – كانت جميعًا في أمس الحاجة للانضمام“.

وأوضح أنه ”منذ بداية الصراع في أوكرانيا، سعى أردوغان للتوسط بين الكرملين وكييف، إذ اجتمع وزيرا خارجية البلدين معًا في تركيا للمرة الأولى منذ الغزو الروسي“.

وفي الوقت ذاته، نددت أنقرة مرارًا بالعدوان الروسي، وأغلقت مضيق البوسفور أمام السفن الحربية الروسية، ونقلت المزيد من الطائرات المقاتلة دون طيار إلى أوكرانيا مع إبقاء مجالها الجوي مفتوحًا أمام الطائرات الروسية.

واعتبر الموقع أن ”تركيا هي ممر حيوي للجهود الحربية الروسية في سوريا، وهذا يفسر جزئيًّا سبب حرص الكرملين على إظهار التجاوب مع أنقرة“.

ولفت إلى أن ”هذا الجهد ظهر في أعقاب لقاء وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع الروسي سيرجي لافروف في موسكو“.

وأشار إلى أن ”لافروف اعترف بالخلافات بشأن أوكرانيا، لكنه أشاد بتركيا ”لموقفها المتوازن في مراقبة اتفاقية مونترو لعام 1936 التي تحكم مضيق البوسفور والدردنيل، والتي تنص ،أيضا، على عدم السماح لسفن الناتو الحربية بدخول البحر الأسود“.

وقال ديميتار بيشيف، محاضر زائر في مدرسة أكسفورد للدراسات العالمية والإقليمية ومؤلف الكتاب الذي نُشر أخيرًا بعنوان ”تركيا تحت أردوغان“، إنه ”رغم انتقاد الرئيس التركي المتواصل للغرب، إلا أنه خلف الكواليس فالحديث مختلف“.

وأردف قائلا ”واشنطن مستعدة لمنح أنقرة قدرًا من الحرية في الحفاظ على تناقضها الإستراتيجي، لكنها مخاطرة واضحة لواشنطن وأوروبا في إحداث خلاف مع أنقرة في وقت يعتبر فيه الإجماع أمرا حيويا لإنهاء الأزمة“.

اترك تعليقا