المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الدكتور حمزة الصفوي ـ مركز العالم الاسلامي للدراسات المستقبلية

انا حمزة الصفوي ادرس في جامعة طهران، اشكر نائب رئيس مجلس النواب الدكتور همام حمودي على هذا المؤتمر رغم انه كان جدا صعب..

 يمضي 100 سنة على قرار سايكس بيكو من سنة 1916 والى اليوم ومنطقة الشرق الأوسط ومنطقة غرب آسيا تحت صراع وإدارة وسيطرة الدول العظمى، وأرجو منكم ان تدققوا في هذه ال100 سنة ما هي حصيلة تدخلهم في هذه المنطقة.. أنا درست في الغرب في أوربا واعرف طريقة تفكيرهم، أنهم لا ينظرون إلينا، نحن أناس في غرب آسيا متساوون معهم وأقول لكم ان مصالحهم ليس في تطبيق الأمن لمنطقتنا، وكلما سعينا لإيجاد الحل الأمني من خارج المنطقة توصلنا إلى فوضى اكبر..

 أرجو ان تنتبهوا الى نظرية الأمن الإقليمي، هذه النظرية هي تابعة لمدرسة كومهافن وباري بازو هو صاحب هذه النظرية.. ان المستوى الأمني يجب ان يكون إقليمي وليس دولياً.. تقول هذه النظرية إننا يجب ان ننظر الى مقولة الأمن وموضوع الأمن من إبعاد مختلفة وجهات مختلفة.. إني انهي القسم النظري بان الأمن سوف يتحقق من خلال الأمن الإقليمي وانهي الجانب النظري بهذه الآية (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

والآن سوف أتكلم حول الفرص والتهديدات التي أحدثت من بعد الانتصار أو التي سوف تحدث من بعد الانتصار على داعش:

من الفرص التي أنتجتها داعش أو الانتصار عليها هي:

أولا، أنكم سوف تتمكنون من التمييز بين الصديق والعدو من بعد انتصاركم، وتستطيعون ان تروا من كان ضدكم في هذه الفترة.

النقطة الثانية في موضوع الفرص التي أحدثتها داعش ان اليوم أصبح إجماع على ضعف دور المدرسة التكفيرية والفكر التكفيري. ربما قبله كان هناك بحث عن مدى خطورتها أما اليوم أصبح ذلك شي واضح.

النقطة الثالثة تبينت موقعية المرجعية كثروة اجتماعية للشعب العراقي بشكل واضح وأمكنت الدولة العراقية ان تفتح يدها أو تبسط علاقاتها الدولية بشكل أسهل.

الآن سوف أتكلم حول التهديدات التي توجد من بعد الانتصار على داعش:

التهديد الأول- هو انه سوف يكون هناك تهديد في فرض اتفاقية جديدة، مذكرة تفاهم جديدة، على العراق من قبل الدول الكبرى.

التهديد الثاني- هو النزاع على المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد والتي حررت، مع ان الحكومة العراقية فتحت يدها ومدتها لكل الدول لتصنع علاقة ايجابية معهم، لكن هناك دول اقل ديمقراطية لا تتحمل ان ترى نموذجا ديمقراطيا ناجحا في العراق وسوف تبحث عن سيناريوهات أخرى لعرقلة الديمقراطية ولعرقلة هذه التجربة في العراق.

التهديد الثالث- من بعد تحرير الموصل سوف تتحول العمليات والمشكلة من مشكلة عسكرية الى مشكلة أمنية.

النقطة الرابعة من التهديدات- اثبتت التجربة في الأنظمة الديمقراطية ان في زمن الحرب سوف تنخفض المطالبات الشعبية لكن من بعد الحرب، من بعد ان تتحرر الموصل، سوف يكون هناك مطاليب شعبية وعلى الحكومة العراقية ان تفكر في حلول لذلك.

النقطة الخامسة- سوف تزداد الهجمة على الحشد الشعبي، فقد اثبتت التجربة في العالم انه كلما تنتهي الحرب سوف تكون هناك حركة قوية لمنع من شارك في الحرب للوصول الى السلطة والإتيان بالتكنوقراط.. سوف تكون حالة لجلب التكنوقراط للحكم وإبعاد الآخرين الذين شاركوا، واطلب منكم جميعا ان لا تنسوا من لم يترككم لوحدكم في هذه الايام الصعبة.

أحييكم شعبا ونخبا، فقد وقفتم بصمود وعزيمة أمام كل الخطط التي حيكت ضد وطنكم.. وانهي كلامي بهذه الآية الشريفة (فإذا فرغت فانصب).

نهاية داعش هو بداية إعادة اعمار العراق، أرجو لكم كل التوفيق في ذلك..

اترك تعليقا