المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الدور الصيني.. هل ساعد عبد القدير خان في نقل التكنولوجيا النووية لبعض الدول؟

يفيد مقال بموقع ناشونال إنترست (National Interest) الأميركي أن إسلام آباد وشبكة العالم النووي الباكستاني الراحل عبد القدير خان قامتا معا بمساعدة من الصين ببناء قنابل نووية لباكستان وساعدتا في نشر التكنولوجيا النووية في بعض دول العالم.

ويوضح المقال -الذي كتبه بيتر هويسي رئيس التحليل الجيوستراتيجي ومدير دراسات الردع الإستراتيجي بمعهد ميتشل الأسترالي للطيران- أن إدراك كيف هندست الصين أو ساعدت في انتشار التكنولوجيا النووية أمر مهم لأنه يكشف عن كيفية استخدام بكين للأسلحة النووية أداة للدبلوماسية وفن الحكم.

قصتان نوويتان

وقال الكاتب إن قصتين نوويتين ظهرتا مرة أخرى باعتبارهما قضايا رئيسية للولايات المتحدة. أولا، طور الإيرانيون قدرة تخصيب لا تترك لهم سوى بضعة أشهر من الحصول على رأس نووي، لتكملة أكبر مخزون للصواريخ الباليستية في المنطقة. وثانيا، كوريا الشمالية -التي تمتلك بالفعل ترسانة من الرؤوس النووية- تختبر كثيرا من الصواريخ الجديدة، بعضها قادر على نشر رأس حربي نووي والوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة. وكلا التهديدين خطيران، وأصولهما مرتبطة ببعضها بعضا.

وأضاف أن القاسم المشترك بينهما هو عبد القدير خان، العالم النووي وأبو الأسلحة النووية الباكستانية، الذي توفي مؤخرا عن عمر يناهز الـ85.

ومضى هويسي يقول إن الناس يعتقدون أن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي أبرمت عام 1970 كانت ناجحة، لكن 3 دول امتلكت بعدها رسميا أسلحة نووية (باكستان والهند وكوريا الشمالية). أما إسرائيل -التي لم تؤكد أو تنكر قدراتها في مجال الأسلحة النووية- فتقوم بدور ناشر رابع لهذه الأسلحة، علما بأن هذه الدول الأربع ليست طرفا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا، التي كانت تمتلك أسلحة نووية ذات يوم، تم إقناعها بالتخلي عن أسلحتها بطريقة غير مسبوقة.

الدور الصيني

وأردف بقوله إن على الولايات المتحدة أن تفحص أصول البرنامج النووي الباكستاني، على وجه الخصوص، لفهم تهديدات الانتشار النووي التي واجهتها في الماضي وستواجهها في المستقبل “وهذا بدوره يتطلب فهم الدور الذي لعبته الصين في انتشار الأسلحة النووية

وأوضح أنه -وفقا لتوم ريد وزير القوات الجوية الأميركية السابق ونائب مستشار الأمن القومي للرئيس السابق رونالد ريغان- قررت الصين عام 1981 تسليح حليفتها باكستان بأسلحة نووية ونشر المزيد من تكنولوجيا الأسلحة النووية لدول مثل ليبيا وكوريا الشمالية وإيران، قائلا إنه بالنسبة للصين، كان توفير الأسلحة النووية للدول التي عارضت الولايات المتحدة أداة معقولة تماما لفن الحكم من أجل إعاقة القدرة العسكرية الأميركية والنفوذ الدبلوماسي.

وأضاف أن عبد القدير خان وباكستان استخدما مساعدة الصين لإنشاء منظمة طورت في البداية ترسانة نووية لإسلام آباد، ولكن بعد ذلك نقلت المعرفة والتكنولوجيا في مجال الأسلحة النووية إلى دول أخرى كانت جميعها متحالفة مع الاتحاد السوفياتي والصين وفي صراع مع الولايات المتحدة.

اترك تعليقا