المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

السعودية تجتمع بمسؤول كبير في حزب الله اللبناني، ماذا دار بينهما؟

كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الثلاثاء، إن وفداً من المملكة العربية السعودية اجتمع بنائب أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم في بيروت في مارس/آذار الماضي، عندما فشلت المحادثات المباشرة مع الحوثيين.

وأوضح الموقع بحسب مصادر خاصة إن “الاجتماع أدى إلى ضمان وقف إطلاق النار في اليمن واستقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في أبريل/نيسان الماضي”.

ووفق المصادر فإن “الاجتماع استثنائي لأن الطرفين يعتبران بعضهما البعض أعداء لدودين، وفي الاجتماع الذي عقد في أواخر مارس الماضي، قدم نعيم قاسم، نائب السيد حسن نصر الله، للسعوديين قائمة مطالب كشرط لوقف فوري لإطلاق النار في اليمن”.

وشملت الإطاحة بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة الرئيسي ومطار صنعاء، وتبادل الأسرى، ليس كلهم ​​من اليمنيين ولكن بعضهم من الشيعة المسجونين في البحرين ودول الخليج الأخرى.

وأشار تقرير الموقع البريطاني إنه “بعد ثلاثة أسابيع، حدث معظم هذه الشروط، رغم أنه لم يتم الإفراج عن جميع السجناء المدرجين في قائمة حزب الله”.

وفي ذلك الوقت، جاءت استقالة هادي في 18 أبريل ونقل صلاحياته إلى مجلس رئاسي فجأة بعد ثماني سنوات من الدعم السعودي للرئيس اليمني.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أجبره على ترك منصبه ووضعه تحت الإقامة الجبرية الفعلية.

ولكن حتى اليوم ، لم يكن السبب وراء قيام الحاكم الفعلي للسعودية بذلك غير معروف، بخلاف رغبته في تخليص نفسه من تدخل عسكري مكلف وغير فعال لمدة سبع سنوات كان قد شنه ضد الحوثيين في واحدة من أولى أعماله كوزير للدفاع.

ووفقًا للأمم المتحدة  أسفر الصراع في اليمن عن مقتل 377 ألف شخص بحلول نهاية عام 2022، وقد نزح ما يقدر بنحو أربعة ملايين شخص، ويعتمد 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات.

وفي يونيو / حزيران الماضي، تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال مصدر خليجي إن الحوثيين كادوا أن يصطدموا بالرمال بعد أن واصل الحوثيون عملياتهم العسكرية حول مدينة مأرب بوسط اليمن والمحافظة المحيطة بها.

ورداً على ذلك نقل موقع ” ميدل إيست آي”، إن السعودية هددت بمقاطعة الجولة التالية من المحادثات بين الوفدين السعودي والإيراني، والتي عُقدت في بغداد لمعالجة القضايا الإقليمية بين الحين والآخر لعدة أشهر.

وسافر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي لعب دور الوسيط في المحادثات السعودية الإيرانية، إلى كلا البلدين، وأثار القضية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يوم الأحد.

وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء العراقي مساء الأحد: “أكدوا خلال الاجتماع دعم الهدنة في اليمن وتعزيز الجهود لإحلال السلام هناك ، كما أكدوا أن الحل السلمي للأزمة يجب أن يعكس إرادة الشعب اليمني”.

وأكدت مصادر متعددة في الخليج وخارجه الاجتماع في لبنان، فيما رفض حزب الله التعليق على وجود اجتماع مع مسؤولين سعوديين في بيروت.

لكن مصدرا على اطلاع على أعلى المستويات في حزب الله أكد أن “السعوديين اقتربوا من حزب الله”، ولم ترد السفارة السعودية في لندن على طلب للتعليق.

الحوثي يتحدث عن الطاولة

نعيم قاسم ـ نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني

وبدأت الخطوة الدبلوماسية غير العادية في أحد الاجتماعات السعودية والإيرانية وجهاً لوجه في بغداد.

وقال مصدر خليجي لموقع Middle East Eye: “السعوديون طلبوا من الإيرانيين فتح الملف اليمني، وأصر الإيرانيون على أن اليمن دولة مستقلة وأنهم لم يتدخلوا في الشأن اليمني، وقال الجانب الإيراني إن الشيء الوحيد الذي يمكنهم فعله هو تسوية العلاقات”.

وبحسب المصدر، قال السعوديون إن أي تسوية للعلاقات لا يمكن أن تتم إلا بلقاء مباشر بينهم وبين الحوثيين.

وتقول مصادر خليجية إن الإيرانيين ضغطوا من أجل لقاء الجانبين ورفض الحوثيون مثل هذا الاجتماع. وتقول مصادر مقربة من حزب الله عكس ذلك.

وقال مصدر مقرب من حزب الله، مستخدماً الاسم الرسمي لحركة الحوثي، “لم يرغب السعوديون [في مقابلتهم] لأنهم لا يريدون التعرف على أنصار الله”.

وقال مصدر خليجي “لقد انطلق السعوديون نحو حزب الله اللبناني، لكنهم بعد ذلك اقتربوا من الفكرة وأرسلوا وفدا إلى لبنان”.

ولدى وصوله إلى بيروت، قيل للوفد السعودي أن الشيخ نعيم قاسم سيلتقي بهم، وليس نصر الله نفسه، ورفضوا ذلك وعادوا على الفور إلى فندقهم، وفي اليوم التالي اتصل بهم حزب الله وأقنعهم بمقابلة قاسم.

ووفق المصادر فقد استمر الاجتماع 25 دقيقة، لفترة قصيرة بالنظر إلى مدى تعقيد ما تم مناقشته، مضيفة إن “الوفد السعودي بدأ بخطوط دبلوماسية معيارية في الشرق الأوسط بالقول “كلنا عرب، كلنا إخوة، يجب أن نلتقي، وفيما نحى الشيخ نعيم قاسم هذا الأمر جانباً، وأخرج قطعة من الورق وقدمها للسعوديين”.

وتابعت المصادر “وكان على الورقة قائمة بنحو عشرة مطالب بدأت بإقالة هادي وتنصيب مجلس رئاسي موسع، واستمرت بتبادل الأسرى ورفع الحصار عن مطار الحديدة وصنعاء”.

وسأل السعوديون قاسم ماذا سيكون رد الحوثيين إذا تم تلبية هذه المطالب، أجاب قاسم: “بمجرد أن تدرك أننا جادون تمامًا، سيكون هناك وقف فوري لإطلاق النار”، وفقاً لمصدر مطلع على الاجتماع.

وبعد ثلاثة أسابيع، بدأ السعوديون في تطبيق هذه الإجراءات وأعلن الحوثيون وقف إطلاق النار.

وهدد السعوديون مرة أخرى بالانسحاب من لقائهم مع الإيرانيين في بغداد إذا لم يرد الحوثيون بإيجابية، مما أدى إلى زيارة الكاظمي إلى طهران.

اترك تعليقا