المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الصين تعزز علاقاتها مع الدول العربية بعد تبادل تجاري تجاوز الـ 300 مليار دولار

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار”

روجت وسائل الإعلام الحكومية الصينية لآفاق التعاون بين الصين والدول العربية قبل زيارة الرئيس شي جين بينغ للسعودية في الفترة من 7 إلى 9 ديسمبر الجاري، وأصدرت وزارة الخارجية تقريراً عن “القمة العربية الصينية في العصر الجديد”.

وأشار الخبراء إلى أن دول الخليج كانت على استعداد لإقامة علاقات أوثق مع الصين في مواجهة “الدبلوماسية القسرية” الأمريكية، ورأوا الدور المحتمل لمنظمة شنغهاي للتعاون في صياغة استراتيجية طاقة مشتركة عبر أوراسيا.

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية السعودية “واس”، فإن وسائل الإعلام الحكومية الصينية قبل زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة، حيث سيشارك في القمة الصينية – السعودية، وقمة مجلس التعاون الخليجي الصيني، و القمة الصينية العربية الأولى، تطرقت إلى تعزيز آفاق التعاون بين الصين والدول العربية.

كما أفادت الوكالة السعودية أنه من المتوقع توقيع أكثر من 20 عقدًا بقيمة تزيد عن 110 مليارات ريال سعودي (أكثر من 29 مليار دولار) في القمة الصينية السعودية، ومن المتوقع أن يحضر القمة الصينية العربية نحو 30 من قادة الدول ورؤساء المنظمات الدولية.

وتأتي زيارة شي جين بينغ إلى المملكة العربية السعودية وسط تدهور العلاقات بين الدولة الخليجية والولايات المتحدة.

كما أكدت الحكومة الصينية على التعاون بين الصين والسعودية قبل هذه الرحلة، وفي 3 كانون الأول (ديسمبر)، نشرت وزارة الخارجية الصينية تقريراً بأكثر من 19 ألف شخصية عن “اجتماع القادة الصينيين والعرب في العصر الجديد” وأبرزت آفاق “تعميق التعاون الاستراتيجي” مع الدول العربية.

وفي هذا التقرير، تم التأكيد على أن الصين “لم تسعى أبدًا لتحقيق مصالحها الجيوسياسية” وتعتقد أنه “لا يوجد” فراغ سلطة “في الشرق الأوسط” وأن شعوب الشرق الأوسط “أصحاب المستقبل وهم من يقررون مصير المنطقة”.

وسلطت وكالة أنباء شينخوا في 4 ديسمبر/ كانون الأول الضوء على الفوائد الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع البنية التحتية الصينية في الدول العربية، ونشرت مقطع فيديو مدته 6.5 دقيقة في 5 ديسمبر للترويج للقمة الصينية العربية والمساعدة المتبادلة خلال وباء كورونا، كما سلطت الضوء أيضًا على التعاون في مجال الطاقة والبنية التحتية ونقل التكنولوجيا المتقدمة كجزء من مبادرة الحزام والطريق.

توسيع التعاون وخلق استراتيجية طاقة مشتركة

وسلطت وكالة الأنباء المركزية التي تديرها الدولة في تايوان الضوء في 4 ديسمبر على أن زيارة شي جين بينغ تأتي في وقت يكون فيه تحالف أوبك + على خلاف مع الولايات المتحدة لأن التحالف، على عكس تحذيرات الرئيس جو بايدن، قرر تأييد روسيا.

وقال لي هايدونغ، أستاذ العلاقات الدولية في مقابلة مع صحيفة “جلوبال تايمز” القومية الصينية المملوكة للدولة إن “المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الأخرى اتخذت القرار الصحيح لتطوير العلاقات مع الصين ردًا على “الدبلوماسية الأمريكية القسرية”.

وأشارت جلوبال تايمز إلى أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 كانت عبارة عن سلسلة إصلاحات تهدف إلى تحويل البلاد “من دولة تقليدية تعتمد على الطاقة إلى دولة حديثة ذات اقتصاد متنوع”.

ونقلت جلوبال تايمز عن خبراء قولهم إن “التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية يمكن أن تساعد هذه الأهداف”.

بدورها، قالت صحيفة “جريدة جنوب الصين الصباحية” وهي صحيفة هونغ كونغية تصدر باللغة الإنجليزية، “أن المملكة العربية السعودية هي شريك حوار لمنظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين وتهتم بالترقية إلى صفة مراقب”.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر وقطر أصبحتا شريكتين في حوار منظمة شنغهاي للتعاون، وانضمت إيران إلى الكتلة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ونقلت الصحيفة عن “لي ليفان” الخبير في منظمة شنغهاي للتعاون قوله إن “عضوية إيران في منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن تساعد الكتلة على توسيع نادي الطاقة لديها بطموحات لتطوير استراتيجية طاقة مشتركة عبر أوراسيا”.

وأنطلقت اليوم أعمال القمة العربية الصينية في الرياض، حيث أكد الرئيس الصيني إن “القمة العربية الصينية ستقود إلى مستقبل أكثر إشراقاً”، مشيراً إلى أن “التبادل التجاري بين الدول العربية والصين تجاوز 300 مليار دولار”.

وشدد على أن منطقة الشرق الأوسط تشهد تغيرات كبيرة وعميقة، مضيفاً “علينا دعم مبدأ عدم التدخل بشؤون الدول الداخلية”، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على سلام المنطقة وتحقيق الأمن المشترك ودعم الجهود العربية للتوصل إلى حلول سياسية للمسائل الملحة.

وقال “ندعم بكل ثبات إقامة دولة فلسطينية بحدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، وسنواصل العمل لبناء مستقبل مشترك مع الدول العربية”.

اترك تعليقا