المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

العراق يعيد إيران والسعودية إلى طاولة المفاوضات

على الرغم من الملفات الشائكة والمعقدة بين إيران والسعودية، استطاعت الدبلوماسية التي ينتهجها العراق في تقريب وجهات النظر بين البلدين، والعودة إلى طاولة المفاوضات في بغداد مجدداً.

ونقل موقع “امواج” الإيراني عن مصدر مطلع قوله إن “جولة الحوار الخامسة بين الطرفين يُرتقب أن تُعقد في  21 أبريل/نيسان في مطار بغداد الدولي بحضور ممثلين معينين من قبل القيادة العليا في كل من طهران والرياض”.

وأوضح المصدر إن “المحادثات ستركز على الجوانب الأمنية بين إيران والسعودية، كما يتم التطرق إلى ملفي اليمن و تطبيع العلاقات بين البلدين”.

والعلاقات بين إيران والسعودية مقطوعة منذ مطلع يناير/كانون الثاني لعام 2016 على خلفية إعدام المملكة رجل الدين الشيعي المعارض الشيخ محمد باقر النمر وما أعقبه من احتجاجات في طهران أسفر عن اقتحام وإحراق سفارة السعودية وقنصليتها بمدينة مشهد شمال شرق إيران.

وكانت المفاوضات بين الرياض وطهران توقفت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في أعقاب انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران، بعد أربع جولات من المفاوضات التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد.

وكانت الرياض وطهران بدأتا المفاوضات الثنائية المباشرة، منذ شهر أبريل/نيسان 2021، لمناقشة العديد من القضايا الإقليمية الثنائية العالقة بين الجانبين.

وبحسب مصدر أمني عراقي مقرب من رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، فإن الأخير هو من لعب دوراً كبيراً في التوسط بين الرياض وطهران لإقامة جلسات التفاوض.

وقال المصدر لـ”عربي بوست”، إن العلاقة القوية بين الكاظمي وولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لعبت دوراً بارزاً في إقامة المفاوضات بين الرياض وطهران.

وفي السياق نفسه، يقول مصدر إيراني أمني، مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن الجلسة الخامسة ستضم مسؤولاً أمنياً إيرانياً رفيع المستوى، تم اختياره بعناية من قِبل المرشد الأعلى الإيراني، بدون حضور علي شمخاني، رئيس المجلس.

وأضاف “من المقرر في الجولة الخامسة المقبلة أن يتم تنفيذ خارطة من خمس أو ست نقاط فيما يخص الملف اليمني، كما أنه من المقرر البدء الفوري في إعادة فتح القنصليات السعودية في إيران والعكس”.

ولم يفصح المصدر عن تفاصيل الخطة ذات الخمس أو الست نقاط الخاصة بالملف اليمني، وقال “القيادة العليا الإيرانية ترى أن الأمور بشكل عام في اليمن بعد الهدنة، تسير بشكل إيجابي إلى حد ما، كما أنها ترى أن الوقت مناسب للعمل على إنهاء الحرب في اليمن من خلال التفاوض السياسي مع المملكة العربية السعودية”.

الجدير بالذكر أن الجلسة الرابعة في العام الماضي، من الحوار الإيراني السعودي، والتي تمت في مطار بغداد الدولي كانت تضم وفوداً أمنية رفيعة المستوى من كلا البلدين.

و ترأس الوفد الأمني الإيراني الأمين العام للمجلس الأعلى الإيراني، الجنرال علي شمخاني، الذي اجتمع بوزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، في اجتماع امتدّ لست ساعات، بحسب المصادر العراقية التي تحدثت لـ”عربي بوست” في ذلك الوقت.

وبالنسبة للوفد السعودي الذي سيقود الجولة الخامسة المقرر عقدها -بحسب المصادر العراقية والإيرانية- خلال الأسبوع الجاري، فإنه يضم مسؤولين أمنيين من جهاز المخابرات السعودي.

وفي هذا الصدد، يقول مصدر أمني عراقي مطلع ومقرب من الكاظمي، “تم إبلاغنا بأن الوفد السعودي سيضم حوالي أربعة مسؤولين أمنيين، على رأسهم مسؤول أمني بارز، تم اختياره من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بشكل مباشر”.

كما أشار المسؤول الأمني الإيراني، إلى أن طهران مصممة على البدء العاجل في إعادة فتح السفارات بين البلدين، وقال “يرى القادة الإيرانيون أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز العلاقات مع الرياض، كما أن لها فوائد أخرى ستدعم استقرار المنطقة وتعزيز الأمن في الخليج”.

لماذا توقفت المحادثات ولماذا استؤنفت؟

بحسب المصادر الإيرانية والعراقية، فإن جلسات الحوار الإيراني- السعودي توقفت، في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2021، بسبب حالة الجمود السياسي في العراق، والذي أعقب نتائج الانتخابات البرلمانية الخامسة، والتي تم إجراؤها في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وتشير التقارير إلى أن “الجولة الخامسة من الحوار السعودي الإيراني كان من المقرر عقدها قبل نهاية عام 2021، لكنها توقفت بسبب عدم الوصول إلى حل في أزمة تشكيل الحكومة العراقية”.

ووصف مراقبون إن  “الجولة الرابعة كانت مثمرة للغاية، لكن التوقف الأخير كان خارج إرادة كل من الطرفين السعودي والإيراني”.

اترك تعليقا