المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

العراق يقود وساطة بين إيران ومصر

قادت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وساطة جديدة بين إيران ومصر وذلك على خلفية نجاح وساطة سابقة قادتها بغداد بين طهران والرياض والتي أدت إلى استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بعد قطيعة دامت أكثر من سبع سنوات.

وقالت  مصادر عراقية رفيعة المستوى، لـ”العربي الجديد”:، إن “ممثلين عن الجانبين المصري والإيراني عقدوا لقاء في بغداد، الشهر الماضي، بوساطة عراقية، تبنتها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تهدف إلى تكرار الوساطة العراقية بين السعودية وإيران التي نجمت عنها 6 جولات من الحوار التمهيدي بين الجانبين”.

وأضافت المصادر إن “اللقاء تم على مستوى تمثيل منخفض بترتيب وحضور من قبل الجانب العراقي، ممثلاً بالمكتب الخاص للسوداني، ووزير الخارجية فؤاد حسين، ومستشارية الأمن القومي، والهدف هو إعادة العلاقات طبيعية بين الجانبين، خاصة مع تطورات المصالحة السعودية الإيرانية، والأجواء الإيجابية”.

وأوضحت المصادر إن حكومة السوداني “تحظى بدعم ومقبولية في المنطقة، وهذا يساهم في نجاح الوساطة الحالية بين الإيرانيين والمصريين وفرص نجاح العراق في هذه الوساطة كبيرة”، مشيرة إلى أن “رغبة إيران في إعادة العلاقات مع كافة دول المنطقة هي رغبة جادة؛ وطهران لن تجد أفضل من بغداد لتجري لها وساطات لإعادة تلك العلاقات”.

فيما ذكرت تقارير لوسائل إعلام إيرانية إن “طهران والقاهرة أصرت على إبقاء الاجتماع سرياً”.

رد إيران ومصر الإيجابي على وساطة العراق

وأطلع مصدر دبلوماسي عراقي على رد إيران ومصر الإيجابي على الوساطة العراقية بهدف كسر الجمود بين البلدين، لكنه قال “إنه لا يزال من السابق لأوانه الحديث عن تقدم في الوساطة بين البلدين”، مبيناً “إن العراق يرتب لقاء آخر بين ممثلي البلدين في المرحلة المقبلة”.

وقال مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى، إن الهدف هو إعادة العلاقات بين البلدين وتطبيعها، خاصة مع تطورات تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران، وتقييم الأجواء بشكل إيجابي.

وقال عن ممثلي البلدين إنهم أمنيون ودبلوماسيون ولم تتم مناقشة تفاصيل كثيرة في الاجتماع الأول ويفترض أن يكون الاجتماع الثاني أكثر أهمية وأعمق.

إزالة الشك بين مصر وإيران

وفي هذا الصدد قال عامر الفايز عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، في معرض تأكيده لهذه المعلومات، أن العراق بدأ وساطة بين البلدين بهدف تقريب وجهات النظر وإزالة الشكوك بينهما.

السوداني: لم نلمس من ايران سوى الدعم

من جانبه، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في سياق إجابته حول طبيعة العلاقة بين العراق وايران خلال الاشهر الـ6 الماضية: العلاقة مع ايران خلال المدة المشار اليها اتسمت بالنضج والتفهم الايراني لطبيعة الوضع في العراق والتطورات السياسية التي أدت الى تشكيل هذه  الحكومة، ولم نلمس من الجارة ايران بمختلف المستويات الرسمية وغير الرسمية سوى الدعم لوحدة العراق بكل مكوناته، وكل أحاديث المسؤولين الايرانيين مع وفودنا الرسمية والسياسية تؤكد على وحدة العراق وأستقراره والمصالح المشتركة بين البلدين اللذان يشتركان بمشتركات كثيرة وعلاقات تاريخية.

وأضاف السوداني “إيران وقفت مع الشعب العراقي ضد النظام الدكتاتوري، ووقفت مع العراق في العملية السياسية بعد 2033، وكانت حاضرة أيضاً في الحرب ضد داعش، وهذه هي خصوصية العلاقة مع الجارة ايران، وهناك تفهم للكثير من القضايا، واليوم انتقل العراق للعب دور للتقريب بين ايران والعديد من دول المنطقة، واستجابت ايران لهذا المسعى”.

اترك تعليقا