المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

الغارديان: بوتين وحد أوروبا ضد روسيا لكن المخاطر عالية

رأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أن الرئيس الروسي فلايديمير بوتين، حقق ما كان يخشاه أكثر من أي شيء آخر وهو توحيد القارة الأوروبية ضد روسيا في مواجهة غزوها لأوكرانيا لكنها اعتبرت أن المخاطر عالية بشكل مخيف.

وأشارت الصحيفة في مقال لهيئة التحرير نشر يوم الثلاثاء، إلى أنه بينما تفكر الدول الأوروبية في حجم طموحات بوتين الانتقامية والمدى الذي يمكنه الوصول إليه لتحقيقها، يتم ”إعادة رسم الافتراضات الأمنية“ القائمة منذ عقود وإعادة التفكير فيها في غضون أيام.

ولفتت الصحيفة، إلى أنه في عطلة نهاية الأسبوع، تخلى المستشار الألماني أولاف شولتس، عن مفاهيم قديمة للسياسة الخارجية الألمانية، ونقل ”أغنى وأقوى دولة في أوروبا إلى أرض جديدة.“

وأوضحت أنه في مواجهة غزو بوتين، رفض شولتز بشكل غير متوقع حظر ما بعد الحرب العالمية الثانية بشأن إرسال أسلحة فتاكة إلى مناطق الصراع، وأعلن أنه سيتم إرسال صواريخ ستينغر ومعدات أخرى إلى أوكرانيا وإنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو على الفور لتعزيز قوة القوات المسلحة الألمانية إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.

وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب قراره الأسبوع الماضي، بوقف مشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 – والذي سيضاعف تدفق الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا – ودعم قوي لعقوبات غير مسبوقة تهدف إلى انهيار الاقتصاد الروسي.

واعتبرت الصحيفة أنه بالنسبة لألمانيا، تشكل هذه القرارات محورا هائلا للسياسة الخارجية، مشيرة إلى أنه في ظل تاريخها في القرن العشرين، تبنت ألمانيا ما بعد الحرب مكانة عسكرية منخفضة وسعت إلى تعزيز الترابط الاقتصادي كطريق للاستقرار الجيوسياسي.

وقالت ”يبدو أن ألمانيا التي أصبحت الآن أكثر حزما عسكريا، إلى جانب فرنسا، ستكون في قلب بنية أمنية أوروبية تخضع هي نفسها لعملية تحول.“

وقالت الصحيفة ”كانت حماقة بوتين تتمثل في خلق الظروف التي كان يخشى منها من خلال العدوان القاتل وهي توحد أوروبا في تضامن مع كييف وانضمامها إلى العداء العنيف تجاه نظامه المارق .. إن المخاطر من استمرار الكرملين المنبوذ بإلقاء التهديدات ضد فنلندا والسويد بشأن الناتو، والإعلان عن القدرات النووية لروسيا، تعتبر عالية بشكل مخيف وهي تتزايد يوما بعد يوم.“

اترك تعليقا