المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

المحافظون في بريطانيا يخشون من خسارة الانتخابات المقبلة

ذكر تحليل إخباري أن أعضاء البرلمان البريطاني المحافظين يخشون من أن جمع التخفيضات الضريبية إلى جانب الإنفاق العام الضخم لمساعدة الناس على التعامل مع فواتير الطاقة، وارتفاع التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض الجنيه، سيجعل الفوز في الانتخابات العامة المقبلة أمرًا مستحيلًا.

وأوضح التحليل الذي أوردته شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية أن الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في الأيام الماضية بعد إقرار ميزانية مصغرة مثيرة للجدل يمكن أن يؤدي إلى خسارة حزب المحافظين البريطاني في الانتخابات المقبلة.

وواجهت رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس، بحسب الشبكة، أسبوعا صعبا بسبب تراجع الجنيه إلى أدنى مستوى له منذ عقود، مشيرة إلى أنها تواجه أيضا موقفا صعبا في المؤتمر السنوي للحزب في مدينة برمنجهام وسط إنجلترا الأسبوع المقبل.

وقالت الشبكة: ”حزبها منقسم بشدة… ومنذ أن أصبحت رئيسة وزراء تراجعت تقييمات الاستطلاعات أقل مما كانت عليه حتى في ظل القيادة المشينة لبوريس جونسون“.

ولفتت الشبكة إلى أن الخبراء يقارنون تراجع الجنيه السريع بالأربعاء الأسود في عام 1992، عندما انهارت العملة بما يكفي بحيث اضطرت المملكة المتحدة إلى الانسحاب من آلية سعر الصرف الأوروبية، مضيفة أن رئيس الوزراء آنذاك جون ميجور لم يتجاوز الأزمة وأنه رغم الانتعاش الاقتصادي خسر الانتخابات التالية في عام 1997.

سياسة راديكالية

ونقلت الشبكة عن عضو في حزب المحاظفين في البرلمان قوله: ”الحكومة عالقة الآن… الشيء الذي يتعلق بالسياسة الراديكالية الذي يهز ثقة السوق هو أن التراجع الآن والتحول إلى الاتجاه المعاكس يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار ولن يعيد ثقة السوق“.

واعتبرت الشبكة في تقريرها أن السبب الأكثر أهمية الذي يحتمل أن يجعل تراس تتمسك بسياستها هو أنها تعتقد بصدق أن خطتها الاقتصادية هي الشيء الصحيح بالنسبة لبريطانيا، في الوقت الذي يجادل فيه مؤيدوها بأن المملكة المتحدة شهدت نموًا ضعيفًا منذ سنوات ويعتقدون أن النظام الضريبي الأكثر تنافسية والنظام التنظيمي الجديد هو أفضل طريقة لتشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل وتنمية الاقتصاد.

وقالت: ”في حد ذاتها، هذه ليست فكرة مثيرة للجدل… ما يخشاه البعض هو أن الجمع بين التخفيضات الضريبية والاقتراض لتمويل الإنفاق العام هو مزيج كارثي من السياسات التي لم يتم توصيلها للشعب بشكل جيد في أسوأ الاوقات“.

مقامرون متهورون

ونقلت الشبكة عن وزير سابق من حزب المحافظين قوله: ”نحن نبدو مثل المقامرين المتهورين الذين لا يهتمون إلا بالأشخاص الذين يمكنهم تحمل خسارة المقامرة…أخشى أن يكون الدور للطرف الآخر للفوز في الانتخابات المقبلة“.

وقال وزير سابق آخر: ”يرى الناس العاديون أن قروضهم العقارية ترتفع بمعدل يفوق أي دعم حكومي لفواتير الطاقة أو الأموال التي يتم توفيرها من خلال التخفيضات الضريبية“. وتابع: ”الشيء الجنوني هو أن بوريس جونسون فاز بأغلبية 80 مقعدًا مع تحالف انتخابي لا يزال قائمًا حتى اليوم… لم يكن تمزيق سياسات حكومته ضروريًا“.

ورأت الشبكة أن المزاج السائد في مؤتمر حزب المحافظين ”قاتم بلا شك“، مشيرة إلى أن الجميع لا يعتقدون أن الانتخابات المقبلة قد خسرت بالفعل، لكن الغالبية تعتقد أن الوضع الحالي عبارة عن فوضى تحتاج إلى حل سريع للغاية.

وقال نائب من حزب المحاظفين: ”إنهم بحاجة إلى شرح قواعدهم المالية، وخفض الإنفاق على مشاريع الأفيال البيضاء وألا يظهروا أنفسهم بأنهم يفعلون كل شيء على عجل“.

ووفقا للشبكة، يعتقد منتقدو تراس أيضًا أن هناك طرقًا لتغيير هذا الوضع دون فقدان ماء الوجه، بما فيها إمكانية الاحتفاظ بالسياسات وتطبيقها ببطء.

وقالت: ”هناك أيضًا احتمال حقيقي أن تنجح خططها… يمكن أن يتعافى الجنيه الإسترليني، وقد ينمو الاقتصاد ضد الصعاب وقد تحقق بعض المكاسب الحقيقية في الانتخابات المقبلة، التي ربما لا تزال على بعد أكثر من عامين“.

اترك تعليقا