المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

امكانية عودة الإرهاب الدولي شبكة حقاني أنموذجا

سلطت مجلة ”فورين آفيرز“ الأمريكية الضوء على أزمة أفغانية محدقة قد تكون غائبة عن أذهان قادة العالم، وهي ”عودة الإرهاب الدولي“ المتمثلة في ”شبكة حقاني“ المتطرفة.

وقالت المجلة في تقرير ، إنه في الأسابيع الأخيرة، تعهد زعماء العالم بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لمواجهة حالة الطوارئ الإنسانية في أفغانستان التي تحكمها حركة ”طالبان“ المتشددة.

ورأت أنه بالإضافة إلى أن هذه الأموال ستخفف معاناة الشعب الأفغاني، إلا أنها ”ستخدم أيضا أهدافا إستراتيجية حاسمة، وستكون بمثابة حصن ضد زعزعة الاستقرار عبر الحدود، والإرهاب، وتهريب المخدرات، وانتشار الأسلحة، والنزوح على نطاق واسع“.

وأشارت المجلة إلى أن ”شبكة حقاني“ هي الأقوى في حكومة ”طالبان“، إذ إنها تحافظ على علاقات مع تنظيم ”القاعدة“ وبعض عناصر الفرع المحلي لتنظيم داعش في أفغانستان، والمعروف باسم ”داعش ولاية خراسان“.

وأوضحت المجلة أن ”الأنشطة الإرهابية الأخيرة التي تبناها داعش -على سبيل المثال، الهجمات على جامعة كابول، ومدرسة البنات- مرتبطة بحقاني، علاوة على ذلك، فإن الشبكة لديها مقعد على الطاولة على أعلى مستويات حكومة طالبان“.

وقالت المجلة الأمريكية في تحليل لها ”زعيم المجموعة، سراج الدين حقاني، هو وزير الداخلية الآن، فضلا عن الوظائف المدنية، مثل: السيطرة على جوازات السفر وبطاقات الهوية للأفغان الذين يسعون للسفر إلى الخارج. ويشغل أعضاء آخرون من عشيرة حقاني مناصب رئيسة في حكومة طالبان، بما في ذلك وزارات التعليم واللاجئين والزراعة؛ ما يمنح الشبكة المتطرفة نفوذاً لا مثيل له في أفغانستان“.

وأضافت ”حتى الآن، فشل قادة العالم في تطوير إستراتيجية متماسكة لاحتواء شبكة حقاني، ويعود هذا جزئيًا إلى المصالح المتنافسة للدول المجاورة في المنطقة، بما في ذلك باكستان وإيران، اللتان اعتبرتا تاريخيًّا (حقانيون) أصولًا إستراتيجية“.

وتابعت المجلة ”في غضون ذلك، يبدو أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين وروسيا يحول دون توثيق التعاون الأمني ​​في أفغانستان. وبالوقت نفسه، أدت المعرفة الضعيفة بالانتماءات الإرهابية متعددة الدول للشبكة إلى ميل خاطئ إلى تصنيف المجموعة على أنها مشكلة أمنية محلية بدلاً من كونها هيئة إرهابية دولية تستهدف بشكل متكرر المصالح الأمريكية“.

وأضافت ”في الوقت الذي قد تصل فيه أموال المساعدات الجديدة إلى أفغانستان قريبًا، فإن هذا الإهمال يعد خطيرًا بشكل خاص، ودون خطة منسقة لمنع تدفق الأموال إلى حقاني، فإن أي مساعدة يتم تقديمها للحكومة الأفغانية الجديدة قد تخاطر بتقوية الإرهابيين ويمكن أن تؤدي إلى منافسة جديدة وخطيرة بين طالبان وداعش“.

ورأت المجلة، أنه ”فقط من خلال معالجة مشكلة حقاني وجهاً لوجه، ستكون الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى قادرة على منع أفغانستان من أن تصبح مرة أخرى أكبر ملاذ للإرهاب في العالم“، مشيرة إلى أنه ”على الرغم من أنهم حافظوا على مكانة أقل بكثير من تنظيم القاعدة وداعش، فقد أثبت أتباع حقاني أنهم يتمتعون بالحيلة والقدرة على الصمود بشكل ملحوظ“.

اترك تعليقا