المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

تحليل إسرائيلي: المرتكزات الجديدة لقوة إيران الإقليمية

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار”

كتبت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، تحليلاً قالت فيه إن إيران تنظر اليوم إلى الشرق الأوسط بوصفها قوة إقليمية جديدة بالمنطقة، مشيرة إلى أن ذلك سيزيد من عزلة إسرائيل بالمنطقة.

وقالت الصحيفة: لسنوات طويلة، حرّف نظام إيران الحقائق ليدّعي أنّه ينتمي إلى الجانب الفائز من التاريخ. وأعلن أنّ الولايات المتحدة في حالة انحدار، وأن إسرائيل ستتدمّر قريبًا. ولم يتحقق أيّ من هذا بالطريقة التي تعتقد إيران أنّها ستحدث، لكنّ طهران تنظر اليوم إلى الشرق الأوسط وتشعر بأنّها أثبتت صحة ما تعتقد.

ذلك لأنّ حلفاء إيران في سوريا يتجهون الآن نحو الجامعة العربية، وعاد الرئيس الإيراني من دمشق بينما كان وزير خارجيته في بيروت.

وقد نشرت وسائل الإعلام الإيرانية في الأيام الأخيرة بعض الأمثلة عن كيفية نظر إيران إلى المنطقة. فقد ذكرت وكالة مهر للأنباء أن اللواء محمد باقري سافر إلى عمان في عطلة نهاية الأسبوع مع وفد لتعزيز العلاقات الدفاعية مع دولة الخليج. “مشددًا على أن تطوير الدبلوماسية الإقليمية والدفاعية هو أحد المؤشرات الهامة للدبلوماسية العالمية، وقال إن توسيع الدبلوماسية الإقليمية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مع دول المنطقة هو في الواقع استراتيجية تفوز بها الجميع”.

تقول التقارير إن إيران تسعى إلى اقتراح مفهوم يهدف إلى منع “التدخل” من قبل دول أخرى.

وفي مقال آخر، تفاخرت إيران بتحسين العلاقات مع الدول التي كانت جزءًا من اتفاقات السلام الإبراهيمية. وتشير المقالة إلى علاقات إسرائيل مع الإمارات والبحرين والمغرب، وإن  مبادرة إيران الجديدة في لبنان وسوريا وعمان وغيرها تتنافس مباشرة مع إسرائيل. حيث ترى إيران هذا الصراع على أنه لعبة لا رابح ولا خاسر فيها؛ وإن إيران ماضية في تحقيق المكاسب على عكس إسرائيل المستمرة بتكبد الخسائر، أو العكس. كما تعتقد إيران -على حد تعبير الصحيفة- أن إسرائيل تتراجع بسبب الفوضى السياسية داخل حدودها.

وقد قدّمت زيارة رئيس إيران رئيسي إلى سوريا رسالة إيران حول هذه المسألة. ونشرت وكالة تسنيم للأنباء بيانًا عن محادثات الزيارة يصف فيه مستقبل التعاون بين البلدين في مواجهة “الأعداء الإقليميين”، وهو إشارة إلى إسرائيل – كما قصدت الصحيفة- وأنّ إيران ترى هذه اللحظة على أنها نقطة تحول.

وتعتقد إيران أن إسرائيل تدخل الآن في مرحلة “الشتاء إسرائيلي” على عكس “الربيع العربي” الفاشل. في جوهره -كما ترى الصحيفة- وترى بأنّ إيران تستهزئ بالاحتجاجات العربية عام 2011 وتحتفل بما تراه انتصار سوريا على الجبهات التي تشكلت في 2011. وأضافت إلى أن إيران ترى  بأن إسرائيل حاولت الاستفادة من الربيع العربي.

وأضافت: بأنّ إيران  عملت خلال الـ 12 عامًا الماضية على توحيد مختلف جبهات “المقاومة” ضد إسرائيل، بما في ذلك المجموعات الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، إضافة إلى حزب الله والميليشيات المختلفة في سوريا والعراق.

وتعتقد إيران أن إسرائيل فشلت في هزيمة الفلسطينيين وأن حزب الله اليوم هو “حربة” تستهدف إسرائيل، و”حزب الله انتقل من المرحلة الدفاعية إلى المرحلة الهجومية في معادلة الصراع مع إسرائيل، ويمكن رؤية المثال العملي للمعادلة الجديدة للمقاومة اللبنانية في عمليات الطائرات بدون طيار لهذا الحزب ضد المواقع البحرية.

كما ترى الصحيفة الإسرائيلية في نهاية التقرير أن “إيران تعتقد بأن حزب الله يقوم بمحاولات ردع لإسرائيل في هذا الوقت ، كما أنّ الصحيفة تتابع ردود الفعل الإسرائيلية على المساعي الإيرانية لإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية”.

اترك تعليقا