المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

تدخل الناتو في أوكرانيا قد يشعل حربًا نووية

دعت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، اليوم الجمعة، إلى وقف الدعوات لحلف ”الناتو“ للتدخل المباشر في الحرب الأوكرانية، محذرة من أن ذلك قد يؤدي إلى حرب نووية.

ولفتت المجلة إلى كلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جلسة خاصة للكونغرس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، قال فيها إن ”روسيا حولت سماء أوكرانيا إلى مصدر موت لآلاف الأشخاص، وإن هذا إرهاب لم تشهده أوروبا منذ ثمانين عامًا“، مكررًا دعوته للولايات المتحدة وحلفائها بفرض منطقة حظر جوي في أوكرانيا.

ورأت المجلة أن طلب زيلينسكي كان متوقعا، لافتة إلى أن الأوكرانيين ومراكز الفكر والنشطاء المؤيدين لأوكرانيا لم يكفوا عن دعواتهم إلى منطقة حظر طيران.

وأوضحت المجلة أنه يمكن للمرء أن يتعاطف مع الأوكرانيين، لكنهم لسبب ما ”توقعوا وصول سلاح فرسان الناتو فوق التلال الأوكرانية بسرعة“، في حين تم تضليل الأوكرانيين على مدى عقود بشأن فرصهم في الانضمام إلى الناتو.

زيلينسكي وتشرشل

واعتبرت أن زيلينسكي كان مثاليًا وشجاعًا في قيادته، مبشرًا بالعودة إلى نظرية الرجل العظيم في التاريخ وعقد مقارنات مع ونستون تشرشل.

ورأت أنه إذا كان هناك تشابه صارخ بين زيلينسكي وتشرشل، فهو أن زيلينسكي يفهم بقدر تشرشل أن جر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية محتملة – حتى حرب نووية – هو في مصلحة بلاده، ولكن ”ما إذا كان ذلك في مصلحة الولايات المتحدة هو سؤال مختلف تمامًا“.

ووفقًا للمجلة، أظهر استطلاع جديد أن الدعم الأمريكي لمنطقة حظر الطيران تراجع بشدة عندما يتم إخبار المستجيبين أن منطقة حظر الطيران تعني أن ”الجيش الأمريكي سوف يسقط الطائرات العسكرية الروسية التي تحلق فوق أوكرانيا، ما قد يؤدي إلى اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وروسيا“.

منطقة حظر طيران

وقالت المجلة في تقريرها: ”كان ذلك متوقعا، إذ إنه في وقت سابق من الشهر الجاري وقع ثمانية وسبعون خبيرًا على خطاب مفتوح يعارض فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، ما زاد من ثقل الحجة ضد وضع القوات الأمريكية في اشتباك مباشر مع الروس.“

وأضافت: ”كانت المحاولة المستمرة من جانب أوكرانيا لجر الناتو إلى حرب ضارية مع روسيا مفهومة على أنها دعوة للعواطف، ووسيلة للتلاعب بعواطف الغربيين الذين أغضبتهم الوحشية الروسية حقًا.. لكن أنصار المزيد من الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا لا يدركون مخاطر تصعيد الصراع.. والخوف ليس أن يخسر حلف الناتو حربًا تقليدية، لكنه سيدفع روسيا إلى الزاوية التي سيكون الرد النووي منها هو الخيار الوحيد لموسكو“.

ونبهت المجلة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت محقة في قولها إنها لن تدعم ”منطقة حظر طيران“ فوق أوكرانيا، لكن هذا لا يعني أن الناتو لن يدعم أوكرانيا.

أوروبا وإعادة التسلح

ورأت المجلة أن إعادة التسلح في الدول الأوروبية تقدم الآن فرصة ذهبية لإعادة تركيز الاستراتيجية الأمريكية الكبرى وتضييق المصالح الوطنية.

وقالت في ختام تقريرها: ”يمكن لأوروبا أن تتحمل المسؤولية الأساسية عن الدفاع التقليدي لأوروبا، مع قيام القوات البحرية والنووية الأمريكية فقط بدور التوازن البحري.. يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لتعقيدات حقبة تعدد الأقطاب قبل الحرب العالمية الأولى، عندما كانت التحالفات مترابطة معًا، وجرّت الدول الصغيرة قوى عظمى نحو كارثة مطلقة“.

اترك تعليقا