المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

تفكيك الشخصية المتطرفة وإعادة تشكيلها في ضوء النظريات النفسية المعاصرة

ا.م.د. كمال محمد سرحان الخيلاني[1]

                                 كلية الاداب– قسم علم النفس

Dr.kamalserhan @gmail.com                                          

هدف البحث الى التعرف على البنية النفسية للشخصية المتطرفة وتحديد العوامل النفسية التي تعمل على تهيئة الفرد ليكون تطرفا وانعكاسات كل ذلك على سلوكه في الحياة اليومية فضلا عن إمكانية اعادة تشكيل البنية النفسية للشخص المتطرف اعتمادا على نتائج التحليل .

ولتحقيق ذلك استعمل الباحث منهجا تحليليا معتمدا على ماتوصلت اليه النظريات النفسية المعاصرة في تحديد عناصر تشكيل السلوكيات ومنها السلوك المتطرف والاستجابة المقترنة به .

وقد توصل الباحث الى تحديد عددمن التي ترتبط بالطرف من قبيل التصلب، الجمود، النفور من الغموض، والتعصب. وتداخل هذه المفاهيم مع مفهوم التطرف حتى ان بعض الباحثين قد عزا الباحثون هذا التداخل إلى صعوبة تحديد كل واحد منها بمعزل عن الآخر، كونها تشترك فيما بينها ببعض الخواص، من قبيل المقاومة للتغيير، والميل لاستخدام الحلول القاطعة، فضلا عن اشتراكها في قدرتها على التمييز بين أشكال السلوك الناضج وغير الناضج. كما وحلل الباحث الإشكاليات التي خلصت اليها محاولات علماء النفس  وسعيهم الى  تفسير الاستجابة المتطرفة، فمنهم من عدّها خصيصة من خصائص الشخصية لها أبعادها الادراكية والوجدانية والسلوكية، والتي تظهر في مواقف النفور من الغموض والتوتر النفسي ، ومنهم من عدّها إحدى السمات الأساسية للشخصية المتصلبة ، ومنهم من عدّها عرضا مرضيا يدل على جنوح سلوكي عام ، ومنهم من ربط ظهورها بقوة ألانا وقدرتها على المقاومة، وهناك من حدد مفهومها من خلال مجموعة العوامل المنتجة لها من قبيل  (التصلب، الجمود، التوتر النفسي، النفور من الغموض، المحافظة، التسلطية، التمييز) وعليه فقد خلص الباحث ان الطريقة العلمية لتخفيف وتعديل التطرف والغلو لا يتم بصورة مباشرة بل من خلال تعديل البنى الادراكية للفرد المتطرف والتي ترتبط بالعوامل الفرعية المسببة له .

وقد خرج البحث بعدد من التوصيات والمقترحات المنبثقة من النتائج التي توصل اليها .


  • [1]رئيس قسم علم النفس / كلية الآداب –جامعة بغداد.
  • رئيس منظمة نفسانيون بلا حدود.
اترك تعليقا