المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

حسابات مزيفة تجتاح تويتر والتليغرام من أجل التلاعب بأسعار العملات الرقمية

شهدت أسعار العملات الرقمية المشفرة تقلبات شديدة بين االارتفاع المفاجئ في الأسعار ما تلبث أن تنهار سريعاً، إذ لا يتردد مضاربون في شن عمليات خاطفة لتضخيم قيمة الأصول الرقمية المتقلبة للغاية لتحقيق مكاسب.

ففي منتصف أيار/مايو انتقل سعر عملة “انزايم” المشفرة والتي لم تكن معروفة من قبل، في دقائق معدودة من 30 إلى 74 دولاراً مع حجم تعاملات مرتفع للغاية. وبعد ساعات قليلة تراجع سعرها كثيراً واستقرت اليوم على 27 دولاراً.

واختار قراصنة العملات المشفرة منصتي تويتر والتليغرام  ليستهدفوا مستثمرون عدة  وكذلك من أجل إعطاء زخم أكبر لتحركهم على صعيد عملة  “أنزايم”، فقد استخدموا شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي الأكثر انتشاراً لحث آخرين على الاستثمار أيضاً. فالأمربنظرهم يستحق عناء المحاولة”.

وحاولت شركة “انزايم فاينانس” التي تدير هذه العملة المشفرة تهدئة الوضع داعية إلى التنبه من “الحسابات المزيفة” التي تسعى إلى تضخيم قيمتها فجأة. لكن بعد فوات الأوان  إذ كان الكثير من المستثمرين قد تحركوا متبعين مساراً خطراً، حيث كانوا يشترون ومن ثم يبيعون بسرعة قبل أن تتراجع الأسعار وينضب الطلب.

وخسر جميع الستثمرين في هذه العملة تقريباً لأن من المهم التحرك بسرعة فائقة. فعلى صعيد انزايم “استمر ارتفاع السعر لدقائق معدودة، والوحيدون الذين لم يخسروا المال هم من يقف وراء هذه المبادرة”، بحسب ما قال خبراء في الاقتصاد.

ويوضح الخبير في السلوكيات الاقتصادية ستيوارت ميلز من لندن سكول أوف إيكونميكس “في كل هذه التلاعبات الجميع على ثقة” بأنه سيستفيد من ارتفاع الأسعار. وثمة مجموعات أخرى تروج لعملية مشابهة في الأيام المقبلة.

ويقول خبير البيانات مات رينجر إن غالبية هذه التحركات يطلقها أشخاص يتمتعون خصوصاً بحس تسويق قوي. ويؤكد: “لا حاجة إلى أن يكون الشخص يعرف التشفير أو البرمجة”، بل يكفي صوغ رسائل تلقى صدى لدى مستثمرين في العملات المشفرة من خلال التشديد مثلاً على موضوع ضعف المؤسسات الاقتصادية الكبيرة.

وتكثر نظريات المؤامرة ويشتبه البعض بأن صناديق استثمار أمريكية كبيرة خططت للانهيار الحالي في العملات المشفرة لكي تشتريها بعد ذلك بأسعار بخسة.

ويقول ستيوارت ميلز: “فجأة، كل هذه السلوكيات غير الأخلاقية تصبح مبررة أكثر”، فالمستثمرون يقولون “لقد انخدعت وجاء دوري لأخدع الآخرين”.

وقال إن “أوامر الشراء الوحيدة تصدر عن هؤلاء الأشخاص عبر تلغرام وتويتر” قبل أن تأتي ساعة ينتفي فيها الطلب الفعلي من جانب المستثمرين على العملة المعنية “وينهار كل شيء”.

يذكر أنه قبل أيام قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن العملات المشفرة/الرقمية “تستند إلى لاشئ” ويجب تنظيمها لدفع الناس بعيداً عن المضاربة من خلالها بمدخراتهم. وأعربت لاجارد في تصريحات للتلفزيون الهولندي عن شعورها بالقلق إزاء الناس “الذين لا يدركون مخاطر هذه المسألة، والذين سيخسرونها (العملات)، وسيصابون بخيبة أمل قوية… ولذلك أعتقد أنه يتعين تنظيمها.”

تعليقات لاغارد جاءت في وقت  تشهد فيه سوق العملات المشفرة تقلبات ضخمة، حيث تراجعت قيمت العملتين “بيتكوين” و”إثر” بنحو 50% مقارنة بما وصلت إليه من ذروة خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي تخضع فيه فئة الأصول (مجموعة استثمارات ذات خصائص مماثلة وتخضع للوائح نفسها) للتدقيق من قبل الجهات الرقابية على خلفية المخاطر التي قد تسببها للنظام المالي على نطاق أوسع.

اترك تعليقا