المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

حوار بغداد.. ستراتيجية التحوّل إلى دولة فعّالة

 أهمية الانسجام الداخلي في ضوء التحوّلات الدولية والإقليمية ودوره في صياغة استراتيجية وطنية لعراق فاعل ومؤثر في المنطقة والعالم، بعد استكشاف مسارات البناء الداخلي وتحديات البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والإعلامية، يأتي مؤتمر حوار بغداد الدولي بنسخته الرابعة لقاء بين نخبة من المفكرين وصنّاع الرأي والقرار في المعهد العراقي للحوار، لوضع الحلول المثلى والعملية والمناسبة لاهتزاز الوضع العالمي وتطوراته على خلفية جائحة كوفيد-  19. 

ان التغييرات الأساسية في شكل النظام الدولي ومفهوم الدول القائدة له والقوى التعديلية.. على وفق مسارات تحوّل العراق إلى فاعل إقليمي، في ظل التحوّلات الإقليمية والدولية: قراءة في الاتفاقيات الستراتيجية العربية والصينية، واميركا والتحوّلات الدولية: قراءة من الداخل والشرق الأوسط والتحولات الجيوسياسية، وأثر أمن الطاقة في مستقبل النظام الدولي. إذ يتطلب الحفاظ على استقلالية العراق بوصفه بلداً محورياً وفاعلاً إقليمياً، صياغة ستراتيجية خارجية دولية وإقليمية فعّالة لتحقيق الاستقرار الداخلي المستدام، وجعله قبلة للاستثمار الاقتصادي العالمي، عبر ممارسة العَلاقات العامة الدولية الهادفة إلى تحقيق قدر من هذا الانسجام الجماعي، بموقف البلد المتوازن في اتفاقياته وتعاملاته وهي وسيلة تأثير ذات خصوصية عالية. 

تكشف متابعة الشأن العراقي عن هذا التحوّل الفاعل في طبيعة واقعه الاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي، بوساطة العَلاقات الخارجية الإقليمية والدولية والتطلع إلى آفاق المستقبل، فضلاً عن التعرف على طبيعة العَلاقات الثنائية بين القوى العالمية الصاعدة الجديدة ومواقفها تجاه أزمات دول منطقة الشرق الأوسط وصراعاتها، وتحليل سياسات وستراتيجيات الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والصين وأوربا، مع بروز التحالفات بما يعزز توضيح الصورة الإجمالية للعَلاقات العربية الإقليمية، بهدف فهم ديناميكيات الأحداث والصراعات الأخيرة، وتأثيرها في مستقبل هذه العَلاقات ورصد التغييرات في النظام الدولي وانعكاساتها على العَلاقات العربية العربية، وكذلك المشكلات الناجمة عن الصراع الدولي والإقليمي وأبعادها المختلفة وحيثياتها السياسية والأمنية والاقتصادية.

 من ذلك يتوجب العمل على وضع اجراءات كفيلة وقادرة على إحداث التحوّل لإرساء دولة تنموية فاعلة ذات مسؤولية اجتماعية، والتحري عن خطط مواجهة هذه التحوّلات، بوساطة ستراتيجيات أكثر فعّالية ترتكز على عناصر استقرار متعددة الجنسيات، والعراق الآن مقبل على استضافة أعمال قمة بغداد لقادة دول الجوار الإقليمي وعدد من الدول الأوربية، هذه المبادأة تؤشر منذ أكثر ثمانية عشر عاما، الى حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة في عَلاقاتها الثنائية لتكامل ملف الاقتصاد والاستثمار. 

 د. محمد وليد صالح ـ جريدة الصباح العراقية

اترك تعليقا