المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: أمريكا غير مستعدة لقتال الصين .. وأوروبا قلقة

أوردت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، تقارير تكشف عما وصفته بـ”عدم استعداد” الولايات المتحدة لقتال مسلح مع الصين في منطقتي المحيط الهندي والهادئ، بسبب تفوق البحرية الصينية من حيث عدد السفن الحربية.

كما أبرزت صحف مخاوف في أوروبا وتأهبها لاحتمالية نشوب حرب مسلحة جديدة، بعدما كثفت صربيا من تواجدها داخل كوسوفو.

وفي إسرائيل، رصدت الصحف ما سمّته بـ”سخط سياسي” واسع من قبل أبرز الشخصيات السياسية، بما في ذلك رئيس البلاد، بسبب الصفقات الائتلافية التي أبرمها رئيس الوزراء المقبل بنيامين نتنياهو، مع شركائه من اليمين المتطرف.

أمريكا “غير مستعدة” للقتال

ذكرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية أن الولايات المتحدة ليست مستعدة لقتال الصين في المحيطين الهندي والهادئ، مشيرة إلى أن وعد وزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن تعزيز قواتها في المنطقة خلال العام المقبل يواجه شكوكًا من قبل بعض المسؤولين العسكريين السابقين والمحللين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت تعهدت بنشر قدر كبير من القوة النارية في المحيطين الهندي والهادئ العام المقبل، وذلك لـ”ردع” الصين عن أي جهد لغزو تايوان، لكنها قالت إن مشرعين وحلفاء قد صرحوا بأن “الأوان قد فات بالفعل”.

وكان إيلي راتنر، مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن في المحيطين الهندي والهادئ، صرح أوائل الشهر الجاري بأنه “من المرجح أن يكون عام 2023 هو العام الأكثر تحولًا في وضع القوات الأمريكية في المنطقة منذ جيل”.

ووفقًا لتقرير الصحيفة، قال مشرعون جمهوريون إن “البنتاغون” يواجه تحديًا شديدًا في الوفاء بهذا التعهد، مشيرين إلى أن بكين تمتلك الآن قوة بحرية كبيرة – مدعومة بالقوة الجوية والصواريخ البالستية “المدمرة” – لتحدي الهيمنة البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة في المحيطين الهندي والهادئ.

وأضاف النواب الأمريكيون، في حديثهم للصحيفة، أن شحنات الأسلحة الأمريكية بمليارات الدولارات إلى تايوان متراكمة، بسبب مشكلات سلسلة التوريد المتعلقة بوباء كورونا والتي تفاقمت بسبب الصراع في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن النائب الجمهوري، مايك غالاغر، قوله “لدينا التزام خطابي بتغيير وضع القوة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ولكن هذا تناقضه حقيقة ما يحدث بالفعل”.

وأضاف المشرع أن التخطيط العسكري الأمريكي “يواجه تحديًا خطيرًا”.

كما صرح ألكسندر غراي، رئيس الأركان السابق لمجلس الأمن القومي في إدارة الرئيس، دونالد ترامب، بأن مواجهة التهديد العسكري الصيني “ستتطلب هيكل قوة بحرية أكبر مما لدينا في المستقبل المنظور”.

وأضاف غراي لـ”بوليتيكو” أن هذا سيغذي المخاوف من أن تستغل بكين ميزة قوتها البحرية المتنامية من أجل غزو تايوان قبل أن يتمكن الجيش الأمريكي من اللحاق بالركب؛ ما يؤدي إلى نشوب صراع إقليمي مدمر من شأنه أن يجبر واشنطن إما على التدخل وإما التخلي عن وعدها بحماية تايبيه.

وكان راتنر صرح بأن الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة سيصبح “أكثر فتكًا وأكثر قدرة على الحركة وأكثر مرونة” في الأشهر الـ12 المقبلة، ملمحًا إلى أن شراكات جديدة قيد الإعداد.. ولكن النقاد، وفقًا لـ”بوليتيكو”، جادلوا بأن الولايات المتحدة قد تكون متأخرة لدرجة تجعل هذا الهدف مستحيلًا.

في غضون ذلك، قالت الصحيفة إن الصين أصبحت “أكثر عدوانية” في المياه المحيطة بتايوان، حيث تبني بكين المزيد من السفن الحربية، وترسل طائرات قاذفة ذات قدرة نووية إلى المجال الجوي للجزيرة وتهدد باستخدام القوة للسيطرة عليها.

وتابعت الصحيفة أن البحرية الصينية – التي يبلغ قوامها 340 سفينة حربية – تعد حاليًّا الأكبر في العالم، إذ وصفها “البنتاغون” الشهر الماضي بأنها “قوة حديثة ومرنة بشكل متزايد”، وذلك مقارنه بـ292 سفينة لدى البحرية الأمريكية.

سخط من نتنياهو

وفي إسرائيل، ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن مسؤولين إسرائيليين كبارًا أعربوا عن إدانتهم أمس، الثلاثاء، لصفقات رئيس الوزراء المقبل، بنيامين نتنياهو، الائتلافية مع حلفائه من اليمين المتطرف، وذلك قبل أداء الحكومة اليمين المتوقع الأسبوع الجاري.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، والمدعية العامة، غالي بهاراف ميارا، ورئيس الشرطة وآخرون قد أدانوا التشريعات المقترحة من قبل الحكومة المقبلة، بما في ذلك التشريع الذي يسعى إلى إضعاف القضاء ومنح السياسيين سلطة أكبر على إنفاذ القانون.

وأضافت الصحيفة أن هرتسوغ – الذي يتولى دورًا شرفيًّا ويمتنع عادة عن الحديث عن سياسات محددة – أدان الآراء المعادية بعد أن خطط شركاء نتنياهو لتضمين تشريع في صفقة ائتلافية من شأنها أن تسمح بالتمييز الديني ضد المثليين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في خطوة نادرة، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اتصالًا هاتفيًّا بنتنياهو لتحذيره من خطة لمنح زعيم حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتش – الذي يدعم ضم الضفة الغربية المحتلة – السيطرة على الهيئات العسكرية الإسرائيلية المسؤولة، قائلًا إن الجيش بحاجة إلى مزيد من المشاركة في القرارات الأمنية الحساسة.

ورأت الصحيفة أن إدانة كبار المسؤولين تؤكد المخاوف المتزايدة بين قطاعات معينة من المجتمع الإسرائيلي بشأن الحكومة المقبلة، والتي يقول محللون سياسيون إنها ستكون أكثر حكومة يمينية ودينية في تاريخ إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن أمير فوكس، الباحث البارز في “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية”، ومقره القدس، قوله “لم نشهد من قبل موجة من التشريعات كهذه. إن التغييرات المقترحة تعد ضربة حاسمة للديمقراطية”.

وكان مسؤول في حزب “الليكود”، الذي يتزعمه نتنياهو، صرَّح بأن الحكومة الجديدة ستؤدي اليمين غدًا الخميس، على الرغم من أن رئيس الوزراء المقبل لا يزال يتفاوض على اتفاقات ائتلافية نهائية مع العديد من الشركاء.

ويواجه نتنياهو، تهم فساد تهدده بقضاء سنوات في السجن إذا تمت إدانته؛ ما دفع معظم شركائه السابقين في الوسط إلى رفض الانضمام إليه بسبب محاكمته.

وقال محللون إن نتنياهو يعتمد بشكل مفرط على شركائه من اليمين المتطرف، وإنه ليس لديه أمل في الحصول على السلطة من دونهم؛ ما يتركه في موقف تفاوضي ضعيف.

ومن بين التغييرات المقترحة الأخرى التي تم تداولها في الصفقات الائتلافية، تغيير من شأنه أن يسمح للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، بتجاوز قرارات المحكمة العليا بأغلبية بسيطة؛ ما من شأنه أن يعطي المشرعين، وليس المحكمة، القول الفصل بشأن القوانين التي يمكن سنها.

كما وافق الائتلاف المقبل على توسيع صلاحيات وزير الأمن القومي الجديد، إيتمار بن غفير، وهو قومي متطرف أدين بالإرهاب والتحريض على العنصرية ويدعو إلى طرد الإسرائيليين الذين يعتبرهم غير موالين.

وقام بن غفير، الذي يتزعم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، بوضع تشريعات مثيرة للجدل تسمح له بتحديد أولويات الشرطة بشكل مباشر والإشراف على التحقيقات؛ ما دفع قائد الشرطة الإسرائيلية، كوبي شبتاي، للتعبير عن قلقه من إمكانية تسييس الشرطة.

قلق أوروبي من “حرب مسلحة” جديدة

ذكرت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية أن أوروبا تتأهب الآن لاحتمالية نشوب حرب مسلحة جديدة، بعدما كثفت صربيا من تواجدها داخل كوسوفو، حيث أقامت القوات الصربية المزيد من حواجز الطرق في شمال كوسوفو، الثلاثاء.

وقالت الصحيفة إن صربيا تحدت المطالب الدولية بإزالة الحواجز الموضوعة في كوسوفو، ما أدى لمخاوف من تصاعد التوترات إلى نزاع مسلح سيكون هو الثاني خلال عام، بعد الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضافت الصحيفة أن الحواجز الجديدة، المكونة من شاحنات محملة بشكل كبير، قد ظهرت في ميتروفيتشا، وهي بلدة في شمال كوسوفو مقسمة بين صرب كوسوفو والألبان الذين يمثلون الأغلبية في كوسوفو بشكل عام.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، أنه وضع الجيش في حالة تأهب قصوى والاستعداد “لحماية شعبنا (في كوسوفو) والحفاظ على صربيا”. يشكل صرب كوسوفو ستة في المائة من السكان، وقد ادعى المسؤولون الصرب مرارًا وتكرارًا أنهم وقعوا ضحية للتمييز في كوسوفو.

وقالت الصحيفة إن الرئيس الصربي ادعى أن القوات الكوسوفية تستعد “لمهاجمة” صرب كوسوفو في شمال البلاد وإزالة العديد من حواجز الطرق التي بدأ الصرب نصبها قبل 18 يومًا احتجاجًا على اعتقال ضابط شرطة سابق من صرب كوسوفو.

وكانت صربيا، المدعومة من روسيا، قد زعمت في وقت سابق من الشهر الجاري أن بعثات حفظ السلام الحالية – التي يقودها الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” – قد فشلت في حماية الأقلية الصربية في كوسوفو.

ووفقا لتقرير “ديلي إكسبريس”، اتهم فوسيتش الغرب وسلطات كوسوفو الألبانية بالتآمر معا “لإثارة الاضطرابات وقتل الصرب”.

ونقلت عنه: “هدفهم هو طرد صربيا من كوسوفو بمساعدة عملائهم في بلغراد”، في إشارة على ما يبدو إلى المعارضة الصربية ووسائل الإعلام المستقلة، التي تنتقد أسلوب تعامله مع أزمة كوسوفو واستبداده المتزايد.

وفي المقابل، قالت الصحيفة البريطانية إن مسؤولي كوسوفو اتهموا فوسيتش باستخدام وسائل الإعلام الحكومية الصربية لإثارة الاضطرابات وإثارة حوادث يمكن أن تكون بمثابة ذريعة للتدخل المسلح في الإقليم الصربي السابق.

وطلبت كوسوفو من قوات حفظ السلام التي يقودها “الناتو” والمتمركزة هناك إزالة الحواجز الصربية، وألمحت إلى أنها ستفعل ذلك إذا لم تتصرف “قوة كوسوفو”، وهي قوات حفظ السلام التي يقودها التحالف العسكري الغربي. ويتمركز قرابة 4 آلاف جندي من “الناتو” في المنطقة.

ورأت “ديلي إكسبريس” أنه من المرجح أن يؤدي أي تدخل عسكري صربي في كوسوفو إلى صدام مع قوات “الناتو”، الأمر الذي سيتبعه تصعيد كبير للتوترات في البلقان، التي لا تزال تعاني من تفكك يوغوسلافيا الدموي في التسعينيات.

وكانت التوترات بين كوسوفو – التي أعلنت استقلالها بعد حرب عام 2008 – وصربيا قد وصلت إلى ذروتها خلال الشهر الماضي، حيث فشلت المحاولات الغربية للتوصل إلى تسوية تفاوضية، في حين رفضت صربيا الاعتراف بدولة كوسوفو.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين قد أرجعوا التوترات الأخيرة إلى غزو روسيا “الفاشل” لأوكرانيا. ومع ذلك، ألقى مجلس الأمن في كوسوفو باللوم على صربيا، واتهم جارته “بالعمل بكل الوسائل المتاحة ضد النظام الدستوري لجمهورية كوسوفو”.

اترك تعليقا