المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة خطيرة

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، الضوء على مرحلة خطيرة من الحرب الروسية الأوكرانية، بعدما شنت كييف هجمات بطائرات مسيرة داخل الأراضي الروسية، في خطوة تنذر بتصعيد العنف في الأيام المقبلة.

قصف روسي عنيف.. و”براعة” أوكرانية

تعرضت المدن الأوكرانية لواحدة من أعنف الضربات الروسية على الإطلاق، حيث أطلقت موسكو وابلاً من الصواريخ، أمس الإثنين، استهدفت من خلالها البنية التحتية في البلاد، فيما اتهم الكرملين حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالتورط المباشر في مواجهة عسكرية مع روسيا يمكن أن تشعل حربًا نووية.

وقالت صحيفة “تايمز” البريطانية إن صفارات الإنذار دوّت في جميع أنحاء أوكرانيا، إذ أطلقت روسيا نحو 100 صاروخ، بما في ذلك صواريخ “كاليبر كروز” التي تم إطلاقها من السفن الحربية في البحر الأسود وبحر قزوين، حيث زعمت القوات الأوكرانية أن القاذفات الإستراتيجية الروسية شاركت أيضاً في الهجمات.

يأتي ذلك تزامناً مع زيارة مفاجئة قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مساء أمس إلى جسر القرم للمرة الأولى بعد تفجيره في أكتوبر، وأيضاً بعد انفجارات وقعت في قاعدتين جويتين روسيتين.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات مسيرة أوكرانية ضربت قاعدتين جويتين، بينما أكد مسؤولون أوكرانيون قدرة بلادهم على “ضرب أعمق” داخل الأراضي الروسية.

ورأت الصحيفة البريطانية أن زيارة بوتين للجسر – التي بثها التلفزيون الحكومي الروسي – تهدف إلى إثبات أن الرابط البري الحيوي لروسيا مع شبه جزيرة القرم يعمل مرة أخرى بشكل كامل.

ونقلت “تايمز” عن وسائل إعلام روسية قولها إن قاذفات من نوع “Tu-95” القادرة على حمل أسلحة نووية، والمعروفة باسم “الدب الروسي”، تعرضت لأضرار عندما سقطت طائرة مسيرة على مدرج في قاعدة “إنجلز” الجوية في ساراتوف، وهي مركز لأسطول القاذفات الإستراتيجية الروسي على بعد نحو 450 ميلاً من أوكرانيا.

وفي حادث منفصل، أسفر انفجار آخر عن مقتل ثلاثة وإصابة خمسة آخرين في مطار “دياجيليفو” العسكري بالقرب من مدينة ريازان، على بعد نحو 120 ميلاً جنوب موسكو. كما تضررت طائرة عسكرية مجهولة الهوية. وقالت وسائل إعلام روسية رسمية إن ناقلة وقود انفجرت، لكنها لم تذكر سبب الانفجار.

واعتبرت الصحيفة أن الضربات الأوكرانية هي الأجرأ والأكثر طموحاً لدى البلاد حتى الآن، مشيرة إلى أن كييف كانت زعمت في أكتوبر الماضي أنها تطور طائرة مسيرة بمدى يقدر بـ620 ميلاً، وهو ما سيغير قواعد اللعبة في ساحات القتال.

وأشارت الصحيفة إلى أن الانفجارات الأخيرة في روسيا ستزيد من مخاوف موسكو من تعرضها بشكل متزايد للضربات الأوكرانية، إذ صرح ألكسندر كوتس، مراسل حربي روسي “لقد أصبح من الواضح أنه لا توجد مرافق إستراتيجية متبقية في روسيا يمكن اعتبارها آمنة تمامًا”.

ورأت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الضربات العميقة داخل روسيا تسلط الضوء على براعة أوكرانيا التكتيكية، معتبرة أن الانفجارات في القواعد الجوية الروسية أحدث مثال على قدرة كييف المستمرة على المباغتة.

ونقلت الصحيفة عن أندريه زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، قوله “نحن نهاجم عندما يكونون ضعفاء وندافع حيث يكونون أقوياء.” ووصف زاغورودنيوك التكتيكات العسكرية الأوكرانية بأنها “انتهازية” في الأساس.

كما نوهت صحيفة “التايمز” في الطرح السابق إلى سلاح أوكراني جديد كان قيد التطوير، نقلت “الغارديان” عن محللين عسكريين قولهم إن كييف طورت طائرة دون طيار “بحرية بارعة وقاتلة”، موضحين أنها تضمنت مكونات دراجة نفاثة معدلة وكاميرا يتم التحكم فيها عن بعد، مع بث مباشر إلى مركز القيادة والتحكم، بالإضافة إلى متفجرات مثبتة في الأمام.

وأبلغ مسؤولون غربيون بارزون الصحيفة أن كييف لا تخبر حلفاءها دائمًا قبل أن تقوم بأنواع معينة من العمليات العسكرية المحفوفة بالمخاطر، مشيرين إلى أن الأوكرانيين يتجنبون عمداً الكشف عن هجمات قد يحاول الغرب ثنيهم عن تنفيذها، بعد أن تعرضوا في السابق لضغوط للتخلي عن بعض الهجمات التي تستهدف الداخل الروسي.

تراجع دعم الأمريكيين لتسليح كييف

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن استطلاعاً للرأي جرى أخيراً أظهر تراجعاً ملحوظاً في دعم الأمريكيين فيما يتعلق بمواصلة تسليح أوكرانيا.

ووفقاً للصحيفة، خلص الاستطلاع، الذي نشرت نتائجه أمس، إلى أن غالبية كبيرة من الأمريكيين تواصل دعمها لإرسال أسلحة ومساعدات اقتصادية إلى أوكرانيا، لكن مع استمرار الصراع في الشتاء، انقسم الأمريكيون حول ما إذا كان ينبغي على واشنطن دفع أوكرانيا للتوصل إلى سلام تفاوضي في أسرع وقت ممكن.

وأيد أكثر من ثلثي المستجيبين للمسح – الذي أجراه “مجلس شيكاغو للشؤون العالمية” – إمداد أوكرانيا بالأسلحة والمساعدات الاقتصادية، بينما أيد نحو ثلاثة أرباع قبول اللاجئين الأوكرانيين وفرض عقوبات على روسيا.

وأشارت الصحيفة، وفقاً للاستطلاع، إلى أنه في حين أن الدعم الشعبي الأمريكي لتسليح أوكرانيا لا يزال قوياً، فقد تراجع الدعم الجمهوري منذ الربيع، إذ قال 55% من الجمهوريين إنهم يؤيدون إرسال مساعدات عسكرية، مقارنة بـ 68% في يوليو و80% في مارس.

ووجد الاستطلاع أنه مع دخول الحرب الروسية في أوكرانيا شهرها العاشر، انقسم الأمريكيون حول ما إذا كان ينبغي لواشنطن أن تحث أوكرانيا على التوصل إلى تسوية سلمية وشيكة مع روسيا. وقالت أغلبية تمثل 40%، بحسب ما نقلته الصحيفة، إن على الولايات المتحدة أن تواصل مستوياتها الحالية من الدعم لأوكرانيا إلى أجل غير مسمى.

وفي يوليو، قال 58% من المشاركين الأمريكيين في استطلاع آخر إن على بلادهم مساعدة أوكرانيا حتى انتهاء الحرب، حتى لو كان ذلك يعني ارتفاع أسعار الغاز والغذاء للمستهلكين. لكن وفقاً للاستطلاع الأخير، قال 47% إن على واشنطن دفع كييف للتوصل إلى تسوية سلمية قريبًا.

ومع ذلك، فإن عددًا كبيرًا من الجمهوريين سيختار سحب دعم الولايات المتحدة تدريجيًا من أوكرانيا. وبشكل عام، يتبنى 29% من المشاركين في الاستطلاع الأخير هذا الرأي، بينما قال ربعهم تقريبًا إنه يجب على واشنطن وحلفائها التدخل عسكريًا لمساعدة أوكرانيا على كسب الحرب بسرعة.

ونوهت “واشنطن بوست” أنه مع استيلاء الجمهوريين قريبًا على مجلس النواب، وإطلاق حقبة من الحكومة المنقسمة، قد تواجه مقترحات تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا مقاومة أكبر. وأشارت إلى أنه قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي جرت الشهر الماضي، شن بعض المرشحين الجمهوريين حملة لإنهاء الدعم المالي لأوكرانيا.

اترك تعليقا