المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: بايدن قد يتورط بحرب أوكرانيا.. وموسكو “عاجزة” عن إسقاط كييف

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الخميس، مستجدات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي دخلت أسبوعها الرابع، وسط تقارير تكشف أن خطاب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الكونغرس الأمريكي قد يورط الرئيس الأمريكي جو بايدن، في الحرب بطريقة مباشرة.

كما تطرقت الصحف لـ“عجز“ موسكو الواضح حتى الآن عن السيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف، في ظل تقارير أخرى تتكهن بهجوم أكثر شراسة على المدينة لإخضاعها.

تورط بايدن

اعتبرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن حديث الرئيس الأوكراني، في الكونغرس الأمريكي عبر الفيديو أمس الأربعاء، بمثابة ضغط متزايد قد يغير حسابات واشنطن الدقيقة تجاه الحرب الدائرة في أوكرانيا، وقد ينتهي به المطاف إلى توريط الرئيس بايدن مباشرة في الصراع.

وعرض زيلينسكي، مقطع فيديو مؤلما ظهرت فيه صور أطفال ملطخة بالدماء وأجساد ملقاة في الخنادق، قائلا لـ بايدن ”أن تكون زعيم العالم يعني أن تكون زعيم السلام“.

وتلقي زيلينسكي، ترحيبا حارا من قاعة مزدحمة بالمشرعين الأمريكيين، مشيرة إلى أن ”كثيرا منهم يطالب بايدن بفعل المزيد“.

ورأت المجلة أن مناشدات زيلينسكي ”البليغة“ سلطت الضوء على مدى ”ضيق المكانة الجيوسياسية“ لبايدن في الوقت الحالي، وهو أمر لم يضطر سوى عدد قليل من الرؤساء الأمريكيين للتنقل فيه، لكنها أشارت إلى أن ”بايدن، يواجه معتديًا وحشيًّا عبر المحيط الأطلسي“، في إشارة إلي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأضافت ”هدد بوتين، تقريبًا ببدء حرب نووية حال تدخل الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي مباشرة في أوكرانيا.. ومن ناحية أخرى، يجد بايدن، نفسه مضغوطًا أكثر لمساعدة أوكرانيا في حرب تلقى زخما في العالم أجمع“.

وأشادت ”فورين بوليسي“، بتعامل الرئيس الأمريكي – وإن كان ضعيفا – مع الأزمة، قائلة ”إنه وحد الحلفاء الغربيين في الإعلان عن عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا والمساعدات العسكرية لأوكرانيا مع إبقاء القوات والطائرات الأمريكية خارج الصراع لعدم المخاطرة بغضب بوتين“.

في المقابل، اعتبرت المجلة أنه ”مع تزايد الضغط السياسي على بايدن، أصبح الوضع غامضا وخطرا“. مضيفة أنه ”مما زاد الطين بلة، أن رؤساء وزراء بولندا وجمهورية التشيك وسلوفينيا – ثلاثة أعضاء في الناتو – سافروا إلى العاصمة الأوكرانية واجتمعوا مع زيلينسكي، مخاطرين بحياتهم لإظهار الدعم لأوكرانيا.. ويشير ذلك إلى أنه قد يكون هناك بعض الشقوق داخل الحلف نفسه“.

ونقلت عن السناتور الجمهوري، جيمس ريش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، قوله بعد خطاب زيلينسكي ”دعونا نرسل إليهم طائرات، دعونا نرسل إليهم أنظمة دفاع جوي، ولنفعل ذلك بشكل أسرع“.

وذكرت ”فورين بوليسي“ أن بايدن، يتعرض لضغوط لإمداد أوكرانيا بأنظمة صواريخ أرض – جو أكثر تطورا، بما في ذلك الأنظمة السوفيتية السابقة مثل ”S-300s“ التي يستخدمها بعض حلفاء ”الناتو“، والتي تفوق قدرة صواريخ ”ستينغر“ و“غافلين“.

واختتمت تحليلها بالقول ”أصبح المأزق السياسي لبايدن، أكثر إلحاحًا بسبب النهج الخجول للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، الذي عندما كان بايدن نائبًا له، رفض مرارًا التعامل مع بوتين، بعد ضمه لشبه جزيرة القرم في 2014.. وفرضت الولايات المتحدة آنذاك عقوبات محدودة على روسيا – بما في ذلك قطاعات الطاقة والدفاع والتمويل – لكنها قللت من أهمية التهديد الذي تمثله موسكو“.

تباطؤ روسي.. وتجميع الصفوف

ميدانيًا، ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أن العاصمة كييف، تشهد ”انتظارا مضطربا“ لسقوطها في أيدي الروس، لكنها أشارت إلى أن الهجوم الروسي حول المدينة يبدو وأنه قد توقف لحد كبير على الرغم من القصف المنتظم للمناطق السكنية، إذ تحاول القوات الروسية إعادة تجميع صفوفها وإعادة الإمداد في شمال غرب وشرق أوكرانيا.

ورأت الصحيفة أنه من غير المرجح أن يكمل ”الغزاة“ تطويق كييف في المستقبل القريب، كما يقول ”معهد دراسة الحرب الأمريكي“ الذي يتابع القتال، والذي غير رأيه بعد أن توقع سابقًا أنه يمكن تطويق كييف في غضون 24 إلى 96 ساعة منذ بدء العملية العسكرية.

وأشارت إلى أن ”هذا التغير الجذري قد جاء بعد فشل الجيش الروسي يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين في تكثيف هجماته على المدينة في ظل المقاومة الأوكرانية؛ ما دفع الخبراء لاستنتاج أن القوات الروسية كانت على الأرجح غير قادرة على استكمال تطويق كييف أو استئناف العمليات الهجومية المتنقلة في شمال شرق أوكرانيا في المستقبل القريب“.

وقالت ”الغارديان“: ”يعود جزء من هذا للمقاومة الحماسية من القوات الأوكرانية، التي تمكنت من منع التقدم الروسي على جانبي العاصمة إلى الضواحي خارج المدينة، حول بروفاري في الشرق، وعلى الأخص حول إيربين في الشمال الغربي“. وأضافت ”يبدو أن القوات الروسية قد ثبت أنها غير قادرة على عبور نهر إيربين، الذي يمتد على طول الحافة الغربية للمدينة؛ ما يستبعد الاستخدام القاسي للمدفعية قصيرة المدى ضد السكان التي أثبتت أضرارها الشديدة في مدينتي ماريوبول وخاركيف الشرقيتين“.

ورأت الصحيفة أنه بالنسبة لكلا طرفي الحرب، ”تعد كييف هي كل شيء“، لكنها حذرت من أن حالة عدم اليقين التي تحوم حول ما يمكن أن يحدث إذا لم تستطع روسيا الاقتراب من المدينة، قد تؤدي إلى ”زيادة الإحباط والمجازفة من قبل الكرملين“.

واختتمت قائلة ”عبر زعماء غربيون مرارا عن قلقهم من أن موسكو قد تستخدم أسلحة كيماوية في أوكرانيا، حتى لو لم تتحقق هذه المخاوف، يمكنها شن هجمات بصواريخ كروز على أهداف بالمدينة، كما حدث في خاركيف، أو ضربات جو- أرض، كما حدث ضد قاعدة يافوريف العسكرية في نهاية الأسبوع الماضي“.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية، أن ”جرأة الكمائن الأوكرانية“ قد أدت بشكل كبير لوقف تفوق ”الآلة الحربية الروسية“، مشيرة إلى أن حطام الدبابات الروسية المشتعلة أصبح مشهدا مألوفا في جميع أنحاء أوكرانيا، حيث نجحت ”التكتيكات الذكية“ الأوكرانية في جعل الجنود الروس في مأزق.

وأشارت إلى أن فشل روسيا في السيطرة على الجو، مع إسقاط العديد من الطائرات والمروحيات الروسية، أدى للحد بشكل كبير من دعم قواتها على الأرض، حيث تقدر الولايات المتحدة أن موسكو فقدت بالفعل 10% من قوتها القتالية إلى الآن.

ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم، إن الرئيس بوتين، على الجانب العسكري ”لا يمكنه المضي قدماً“، لكنهم أوضحوا أنه من الناحية السياسية لا يستطيع التراجع، قائلين ”لأن الرجل القوي يجب أن يحافظ على صورته كمنتصر لا يرحم“، مشيرين إلى أن ”هذا هو المأزق الذي هو فيه الآن. لقد أطلق مغامرة عسكرية هائلة غير مدروسة، لكنه لم ينجح، وخياراته تنفد“.

عملية تجسس صينية

ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية، أن مدعين فيدراليين أمريكيين قد اتهموا 5  أشخاص بالتجسس في الولايات المتحدة بأمر من الشرطة السرية الصينية.

ووفقا للمجلة، كشف المدعون العامون عن 3 شكاوى جنائية منفصلة تزعم أن المتهمين قد نفذوا ”عمليات مطاردة ومضايقات وتجسسوا على مواطنين أمريكيين وصينيين في ولايات مختلفة”.

وجاء في بيان لوزارة العدل الأمريكية ”إن المتهمين الـ 5 بتوجيه من الشرطة السرية الصينية، عملوا على إسكات السكان الأمريكيين الذين يعارضون الحكومة الصينية“.

ونقلت المجلة عن مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي ”إف. بي. آي“، مايكل دريسكول، قوله ”كما يزعم، فإن جميع المتهمين شاركوا في سلسلة من الإجراءات الرامية لإسكات حرية التعبير للمعارضين الصينيين في الولايات المتحدة“.

وأضاف المسؤول ”تشكل مخططات القمع العابرة للحدود، تهديدًا متزايدًا ضد المقيمين في الولايات المتحدة الذين يختارون التحدث علانية ضد الصين وأنظمة أخرى“.

وتابعت ”نيوزويك“: ”يزعم أيضا أن المتهمين قد شاركوا في مخططات مختلفة بما في ذلك ابتزاز مرشح للكونغرس بدعوى الدعارة بما في ذلك إيذاؤه جسديا، ومحاولة رشوة موظف دائرة الإيرادات الداخلية مقابل الإقرارات الضريبية للضحية“.

وأوضحت أن الضحية ”زعيم طلابي سابق في احتجاجات ميدان تيانانمين عام 1989، التي دعت إلى الديمقراطية  في الصين، وهرب لاحقًا إلى أمريكا، وأصبح مواطنًا متجنسًا وخدم في الجيش الأمريكي“.

وأضافت ”وفي شكوى جنائية أخرى، قال المدعون إن 3 من المتهمين، تآمروا لإسكات فنان معارض ورشوة مسؤول اتحادي للحصول على إقرارات ضريبية لناشط مؤيد للديمقراطية مقيم في الولايات المتحدة“.

اترك تعليقا