المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: تحديات خارجية للملك تشارلز

ركزت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الأحد، على بعض التحديات التي تنتظر ملك بريطانيا الجديد، تشارلز الثالث، خارج إنجلترا، وكيف للعاهل المُنصب حديثاً أن يحافظ على توحيد المملكة المتحدة.

وعن أكبر حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تحدثت الصحف عن هجوم أوكراني كبير في شمال شرق البلاد، تسبب في انتكاسة روسية غير مسبوقة منذ بداية الحرب في فبراير.

تشارلز.. وتحديات كبيرة خارج إنجلترا

ذكرت صحيفة ”الغارديان“ أن تشارلز الثالث اعتلى عرش بريطانيا في وقت تتصاعد فيه القومية في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، حيث يريد أكبر حزبين سياسيين في اسكتلندا وأيرلندا الشمالية مغادرة المملكة المتحدة، بينما يدعم ربع السكان في ويلز الاستقلال.

وفي ما يخص اسكتلندا، أشارت الصحيفة إلى الارتباط الواضح الذي شعرت به ملكة بريطانيا الراحلة، إليزابيث الثانية، تجاه مرتفعات اسكتلندا والناس الذين عاشوا هناك.

وقالت إنه حتى في حدة الحزن، هناك اعتراف بين العديد من الاسكتلنديين أنه على الرغم من أن الملك تشارلز قد ورث لقب والدته، إلا أنه لن ينال التقدير الذي حظيت به الملكة الراحلة.

وأضافت: ”أظهر استطلاع أن الاسكتلنديين كانوا مرتبطين بشخصية وثبات الملكة نفسها أكثر من المؤسسة الملكية“.

وفي مايو، وجد مركز أبحاث المستقبل البريطاني أن 45٪ فقط في اسكتلندا أرادوا الاحتفاظ بالنظام الملكي، بينما اعتقد 36٪ أن نهاية عهد الملكة ستكون اللحظة المناسبة لتصبح جمهورية“.

وتابعت: ”مع توقع المزيد من الخلافات الدستورية هذا العام، حيث تدرس المحكمة العليا ما إذا كان البرلمان الاسكتلندي سيجري قانونًا استفتاءً ثانيًا على الاستقلال، هل سيعزز الملك الجديد الروابط بين اسكتلندا وبقية المملكة المتحدة أم سيساهم في تفككها بشكل أكبر؟“.

وفي هذا الشأن، نقلت ”الغارديان“ عن محلل سياسي اسكتلندي قوله إن الملك الجديد بحاجة إلى أن يصبح شخصية ”أكثر اعتدالًا وغير حزبية“.

وأضاف: ”أتساءل كيف سيختار التكيف مع الوضع الجديد، كما أشعر أنه يجب أن يفعل. لقد كان صريحًا فيما يخص المجتمع والعمارة على مر السنين. هذه الحرية سيقيدها منصبه الجديد“.

أما بالنسبة لويلز، فذكرت الصحيفة البريطانية أن المودة تجاه الملكة الراحلة في البلاد كبيرة بلا شك، وهناك ولع كبير بالأمير ويليام (الابن الأكبر للملك تشارلز والذي تم تنصيبه أميراً لويلز)، الذي عمل كطيار بحث وإنقاذ في شمال البلاد.

وقالت: ”ولكن على الرغم من أنه يحمل لقب أمير ويلز لأكثر من نصف قرن وهو زائر متكرر، إلا أن المواقف تجاه الملك تشارلز بين معظم مواطني ويلز ربما لا تكون دافئة“.

وعلى سبيل المثال، نقلت الصحيفة عن مواطنة ويلزية تدعى كاتي مال، قولها: ”لا أعتقد أن الناس يحبونه (تشارلز) مثل الملكة. أعتقد أن بعض الناس يحبون آراءه البيئية، التي ستنخفض بشكل كبير بسبب منصبه الجديد. إنه شعور غريب أن تقول الملك تشارلز!“.

وقالت ماريون لوفلر، الدارسة لتاريخ ويلز بجامعة كارديف، للصحيفة، إن علاقة الملكة الراحلة بالبلاد كانت قوية. وأضافت: ”أعتقد أنها حاولت نقل هذا إلى تشارلز لكنها لم تنجح كذلك. لقد تعلم القليل من الحياة الويلزية، لكن ليس بالقدر الكافي“.

وأوضحت الصحيفة أنه قبل أن يعلن تشارلز أن ويليام سيكون الأمير الجديد لويلز، تم تقديم عريضة تطالب بإلغاء اللقب لأنه يُنظر إليه على أنه رمز للقهر منذ أن منحه إدوارد الأول ملك إنجلترا لابنه عام 1301.

وأخيراً، تأتي أيرلندا الشمالية، حيث قالت الصحيفة البريطانية إنه بالرغم من أن رحيل الملكة إليزابيث كان بمثابة صدمة للمواطنين هناك، إلا أن العديد من النقابيين في البلاد يبدون محبطين من الملك تشارلز الثالث.

وأعربت مواطنة تدعى جوان ماكولو، للصحيفة عن مخاوفها بشأن تنصيب تشارلز. وقالت: ”لا أعرف ما إذا كان الناس سينظرون إليه بنفس الطريقة. لديه عمل صعب للغاية. أعتقد أنه لن يحظى بنفس الاحترام الذي كانت تتمتع به الملكة“.

هجوم أوكراني كبير.. و“انتكاسة“ روسية

على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، سلطت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الضوء على ما وصفته بـ“هجوم تلاه تقدم كبير“ عندما شنت القوات الأوكرانية عملية مفاجئة في شمال شرق البلاد، تمكنت من خلالها من ”طرد“ الروس من مدن الخط الأمامي الرئيسية.

وتحت عنوان ”أكبر مكسب استراتيجي لكييف“، ذكرت الصحيفة أن القوات الأوكرانية توغلت أمس، السبت، في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وسلمت كييف بعض البلدات والمدن الأكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية في شمال شرق البلاد، وقدمت للقوات الروسية المنسحبة ”واحدة من أكبر انتكاساتها“ منذ بداية الحرب.

وقالت الصحيفة إنه في غضون أيام، استعادت أوكرانيا ”مساحات شاسعة“ من منطقة خاركيف، حيث قاتل الروس بضراوة لأشهر، وخسروا أرواحاً وعتاداً للسيطرة على المدن المحيطة بثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع التي سبقت الهجوم الذي شنته في وقت سابق من الأسبوع الماضي، استخدمت القوات الأوكرانية أسلحة غربية الصنع، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الأمريكية العالية الحركة، المعروفة باسم ”هيمارس“، ضد خطوط الإمداد الروسية ومواقع الخطوط الأمامية.

ورأت الصحيفة أن النجاح المتزايد لأوكرانيا في الفترة الأخيرة يثبت للداعمين الغربيين فاعلية الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة وأوروبا إلى كييف، حيث يأتي ذلك في وقت حرج بشكل خاص للقوى الغربية، بعد أيام من تعليق موسكو إلى أجل غير مسمى تدفقات الغاز الطبيعي إلى أوروبا، مما ينذر بشتاء قارس.

وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن يهدف انسحاب روسيا من المدن الرئيسية إلى تجنب التطويق بعد أن استولت أوكرانيا على بلدة كوبيانسك، التي تقع على محور للسكك الحديدية والطرق، وقطع الشريان الأخير الذي يربط روسيا بالآلاف من قواتها في الخطوط الأمامية.

ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي بارز قوله عن انسحاب القوات الروسية بين مدينتي كوبيانسك وإيزيوم: ”إنه انهيار كامل. في معركة دونباس (شرق البلاد)، ربما تم نشر المزيد من القوات هناك أكثر من أي مكان آخر، ويبدو الآن أنهم غير قادرين على الاحتفاظ بأي شيء“.

وأوضحت الصحيفة: ”أخذ التقدم أيضًا القوات الأوكرانية إلى ضواحي إيزيوم، التي كانت موسكو تنوي استخدامها كجسر لشن المزيد من الهجمات على مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، آخر معاقل أوكرانية متبقية في منطقة دونيتسك الشرقية“.

مرحلة جديدة مثيرة

من جانبها، اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن التقدم الأوكراني في معقل إيزيوم العسكري الروسي الرئيسي أمس، بمثابة مرحلة جديدة مثيرة في الحرب التي استمرت أكثر من ستة أشهر.

يأتي ذلك بعدما أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس أنها سحبت قواتها من إيزيوم، بعد ستة أشهر من حصار قواتها للمدينة ثم السيطرة عليها، وقالت في ”بيان الانسحاب“ إنه خطوة مخططة مسبقاً تهدف إلى تعزيز جهودها في الشرق، حيث تعثر جيشها منذ أسابيع.

ورأت الصحيفة أن خسارة إيزيوم – وهو مركز سكك حديدية مهم استراتيجيًا استولت عليه القوات الروسية في الربيع بعد معركة دامية استمرت لأسابيع – يمكن أن يمثل نقطة تحول في الحرب، تتضاءل أمام هزيمة روسيا المهينة حول العاصمة الأوكرانية، كييف، في الأيام الأولى من الغزو.

وقالت الصحيفة إنه بينما احتفل المسؤولون الأوكرانيون بتحول الأحداث، أعرب بعض المدونين العسكريين البارزين الموالين للكرملين عن غضبهم وإحباطهم من التطورات السريعة و“النكسات“ التي ضربت قواتهم.

ونقلت الصحيفة عن تقرير أعده ”معهد دراسات الحرب“ بواشنطن قوله: ”أدى الهجوم الشرقي الأوكراني إلى تطهير القوات الروسية من أكثر من 2500 كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة خاركيف حتى أمس الأول، الجمعة“.

اترك تعليقا