المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا ووساطة مصرية بين حماس وإسرائيل

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة الأحد، الضوء على آخر التطورات الميدانية للحرب في أوكرانيا، وسط تقارير تتحدث عن هجمات روسية مكثفة في معظم أنحاء البلاد، وذلك في وقت تستعد فيه موسكو لشن هجوم أوسع في الشرق والجنوب.

وتناولت الصحف تقاريراً تحذر من المجاعة والموت إذا تم غلق الموانئ الأوكرانية جراء الحرب، فيما زعمت صحف عبرية أن مصر منعت هجوماً صاروخياً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل رداً على اشتباكات المسجد الأقصى.

تكثيف الهجمات الروسية على اوكرانيا

ورأت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن القصف الروسي الذي استهدف أهدافاً عسكرية بوابل من الصواريخ في جميع أنحاء أوكرانيا السبت، كان رداً على غرق سفينة بحرية روسية في البحر الأسود، واستعداداً لهجوم شرس في منطقة دونباس بشرق البلاد.

وأوضحت الصحيفة أن الضربات الروسية دمرت ورش عمل في مصنع دبابات في العاصمة الأوكرانية، كييف، ومنشأة لإصلاح المعدات العسكرية في مدينة ميكولايف بجنوب البلاد، كما استهدفت المصنع العسكري الأوكراني في ضواحي كييف، المسمى ”فيزار“، الذي أنتج صاروخ ”نبتون“ المضاد للسفن الذي أغرق السفينة الرئيسية لأسطول البحر الأسود الروسي، ”موسكفا“.

وقالت إن الهجمات الصاروخية  كانت مدروسة بعناية لإضعاف قدرة أوكرانيا على مقاومة هجمات المدرعات الروسية المتوقعة في معركة دونباس، مشيرة إلى أنها أيضاً تظهر قدرة موسكو على ضرب أي مكان في البلاد.

وذكرت أن ”قذيفة روسية سقطت على مصفاة نفط في مدينة ليسيتشانسك في منطقة لوهانسك بالشرق، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير، وفي خاركيف، حيث تحاول روسيا إبقاء القوات الأوكرانية مقيدة بينما تحاول قواتها التقدم إلى مناطق أبعد جنوباً، قتل شخصان وأصيب 18 آخرون عندما سقطت صواريخ موجهة على ما يبدو على مركز تسوق في قلب المدينة المحطمة.“

وتابعت أنه ”في دنيبرو، قالت الحكومة المحلية إن صاروخًا روسيًا أصاب مزرعة دواجن مهجورة. كما وردت تقارير من مسؤولين أوكرانيين محليين ومواطنين عن هجمات صاروخية روسية على بولتافا وكيروفوهراد ودنيبروبتروفسك وميكولايف.“

وأفادت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ بأن القوات الروسية توسع انتشارها في شرق أوكرانيا، وأنها جددت قصفها أمس السبت في الشرق والجنوب واستهدفت أهدافاً مدنية والبنية التحتية العسكرية لكييف.“

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن ”القوات الروسية تحاول بسط سيطرتها الكاملة على مدينة ماريوبول المحاصرة، وإنه يتوقع موجة قتال عنيفة في شرق البلاد حيث تعزز موسكو مواقعها هناك“.

وأشارت إلى أن مصير ماريوبول، وهي مدينة ساحلية على بحر آزوف كانت موقعًا لبعض أعنف قصف الحرب، له أهمية استراتيجية ونفسية، وأنه إذا سيطرت روسيا على المدينة، فسيكون ذلك علامة مهمة على التقدم لأنها تتوسع من المناطق التي تسيطر عليها بالفعل في منطقة دونباس باتجاه شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014.

الطاقة النووية

في هذا الصدد، ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا أثارت الاهتمام في جميع أنحاء أوروبا لبناء محطات طاقة نووية جديدة أو إطالة عمر المحطات القديمة لتحرير القارة من اعتمادها الكبير على النفط والغاز الطبيعي الروسيين، وأنه بالرغم من الخطر الذي تحمله الطاقة النووية في طياتها، تدرس الدول الأوروبية الفوائد المناخية مقابل مخاطر تعريض محطات الطاقة النووية للأذى.

وقالت الصحيفة في تحليل لها، ”أجرت بلجيكا تغييرًا جذرياً في خططها، حيث قررت الإبقاء على مفاعلين نوويين كان من المقرر إغلاقهما، ودعت التشيك الشركات الغربية لتسليم وقود نووي ليحل محل الإمدادات الروسية.. وتتفاوض بولندا حالياً لبناء مفاعلات جديدة في بلدة ساحلية هادئة.“

وأضافت، ”يأتي الاهتمام المتزايد في الوقت الذي تظهر فيه الحرب في أوكرانيا مخاطر بناء مفاعلات نووية على خط المواجهة لحلف شمال الأطلسي، وأثار القتال حول المواقع النووية الأوكرانية إنذارات حول الأضرار التي قد تلحقها قوات العدو والطائرات بدون طيار والصواريخ بالمنشآت، وهي أضرار قد تؤدي إلى انبعاثات إشعاعية خطيرة على صحة البشر والحيوانات أيضاً.“

وتابعت أن ”كثيرًا ما يصف المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون الذين يدعمون الطاقة النووية المفاعلات في أوكرانيا بأنها قوية لأنها صمدت أثناء الحرب مع روسيا، لكن الخبراء النوويين يقولون إن برك الوقود المستهلك وخطوط النقل وطاقة الديزل الاحتياطية هي نقاط ضعف لم يتم استهدافها بشكل مباشر بعد في المعركة.“

ونقلت الصحيفة عن داريل جي كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، قوله، ”الحقيقة البسيطة هي أن الهجوم الروسي على أوكرانيا وبنيتها التحتية النووية الكبيرة تظهر نقاط ضعف هذه المنشآت في الصراع، وهي مخاطر أوروبا لن تقدر على تحملها.“

وعن سبب آخر يعوق الدول عن بناء محطات الطاقة النووية، أوضحت أن المفاعلات باهظة الثمن، ويستغرق بناؤها مدة طويلة للغاية، مما يجعل الاعتماد على الطاقة النووية حلما بعيد المنال بالنسبة للدول الأوروبية.

وفي هذا الإطار، قال ميكل شنايدر، مستشار الطاقة النووية في باريس، إنه ”من المرجح أن معظم هذه المشروعات لن تؤدي أبدًا إلى أي توليد للكهرباء، وستكون العملية هي مزيج من التكلفة والوقت. ومن المحتمل أن يستغرق التخطيط والترخيص والبناء 15 عامًا على الأقل لأي من هذه المشروعات.“

في المقابل، رأت الصحيفة أن الطاقة النووية ليست مستثناة من مشكلة الاعتماد على روسيا أيضاً، حيث تمتلك روسيا حوالي 40٪ من قدرة العالم على تخصيب اليورانيوم. وتضاعفت الأسعار الفورية العالمية تقريبًا، لكن القادة الأوروبيين والأمريكيين تركوا وقود اليورانيوم خارج قائمة العقوبات، على الرغم من القتال في أوكرانيا.“

وأضافت أنه ”منذ الغزو الروسي، واصلت كل من سلوفاكيا والمجر، اللتان تعتمدان بشكل كبير على الطاقة النووية، قبول شحنات وقود اليورانيوم من موسكو لمحطاتها النووية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. وتسعى دول أخرى لتقليل اعتمادها على اليورانيوم وعلى روسيا.“

المجاعة والموت

على صعيد آخر، نقلت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية عن الأمم المتحدة تحذيرها من أن إغلاق الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود قد يؤدي إلى هجرة جماعية ومجاعة وعدم استقرار سياسي، مشيرة إلى أنه مع تعطل سلسلة التوريد بسبب الغزو الروسي، يمكن أن يؤثر نقص الغذاء على حوالي 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على إنتاج الحبوب في البلاد.

ووفقاً للمجلة، يأتي تحذير المنظمة الدولية مع توقع هجوم عسكري روسي في شرق وجنوب أوكرانيا، مما يهدد الموانئ البحرية في أوديسا وتشورنومورسك ويوجني وميكولايف. وقال ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي زار أوكرانيا مؤخرًا للبحث في طرق توصيل الطعام إلى ما يقرب من مليون أوكراني، ”إن تخصيص الغذاء يعتمد على الوصول.“

وشدد بيسلي على أن ”هذا هو المكان الذي يتعين على المجتمع الدولي أن يأتي إليه ويتخذ بعض القرارات الجادة للغاية بشأن حماية الموانئ للأغراض الإنسانية وفتحها للعالم بأسره الذي سيدفع الثمن إذا لم نبقيها مفتوحة.“

كما حذر المسؤول الأممي من أن نقص الغذاء العالمي وارتفاع أسعار المواد الغذائية من شأنه أن ”يتسبب في كارثة“ للدول الفقيرة، قائلاً ”ستعاني هذه البلاد من الموت والمجاعة، فضلاً عن زعزعة استقرار عدة دول ستشهد هجرات جماعية.“

وأوضحت المجلة الأمريكية أن تأثير الحرب بدأ بالفعل على العالم، حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها ستخفض كميات الطعام إلى شمال غرب سوريا اعتبارًا من الشهر المقبل بسبب محدودية التمويل وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

مزاعم إسرائيلية

من ناحية أخرى، نقلت صحيفة ”تايمز أوف إسرائيل“ العبرية عن التلفزيوني الإسرائيلي زعمه بأن مصر منعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إطلاق صواريخ على إسرائيل رداً على الاشتباكات التي وقعت بين المصلين وقوات الاحتلال عندما اقتحمت الأخيرة باحات المسجد الأقصى أمس الأول، الجمعة، مما أسفر عن إصابة أكثر من 158 فلسطينياً واعتقال 470 آخرين.

وأفادت أخبار ”القناة 12“ الإسرائيلية في تقرير بأن المؤشرات الواردة من قطاع غزة الذي تديره ”حماس“ تشير إلى أن الاشتباكات في المسجد الأقصى يمكن أن تتصاعد إلى صراع كامل.

وزعمت القناة أن ”الحركة الفلسطينية كانت ستطلق على الأرجح صواريخ على إسرائيل بسبب الاشتباكات العنيفة،“ مشيرة إلى أن ”مسؤولي المخابرات المصرية تدخلوا في محاولة لتهدئة التوترات“.

ونقلت“ تايمز أوف إسرائيل“ عن ”القناة 12“ زعمها أن ”إسرائيل وافقت على المقترحات المصرية بالإفراج عن المعتقلين خلال الاشتباكات مقابل عدم تصعيد حماس الموقف.“ ولم تكشف الشبكة العبرية بعد عن مصدر معلوماتها.

اترك تعليقا