المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صحف عالمية: صحوة روسية بالجنوب.. والفساد يهز أوكرانيا

سلطت أبرز الصحف العالمية الضوء على الفساد السياسي الذي يضرب أوكرانيا، حيث اعتبرته “مسيئاً” لصورة دولة في زمن الحرب بين حلفائها الغربيين، وذلك وسط تقارير تكشف أن الأزمة تبعد كييف عن “حلم” الانضمام للاتحاد الأوروبي.

كما تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم، الثلاثاء، تطورات الأزمة بين تركيا والسويد، بعد إعلان أنقرة رفضها دعم ستوكهولم بشأن الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)،الأمر الذي يبدد جهود السويد، وربما فنلندا، للانخراط في التحالف العسكري الغربي.

وفي واشنطن، تحدثت الصحف عما وصفته بـ”صداع” جديد يهددالرئيس، جو بايدن، وسط أنباء عن نية رئيس مجلس النواب الجديد زيارة تايوان، الأمر الذي ينذر بتصعيد التوترات مع الصين، كما أنه يربك حسابات الرئيس الديموقراطي الذي يعاني بالفعل من سلسلة أزمات داخلية.

“صحوة” روسية بالجنوب.. والفساد “يهز” أوكرانيا

تناولت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وسط هجمات روسية مكثفة على جنوب البلاد، بما في ذلك منطقة زابوريجيا، وذلك في وقت تنتظر فيه كييف الحصول على أسلحة ثقيلة من حلفائها الغربيين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز بالجيش الأوكراني أن القوات الروسية قصفت “بلا هوادة” بلدات وقرى على الخطوط الأمامية في منطقة زابوريجيا. وذكرت الصحيفة أن التقدم الروسي في الجنوب يعد خطوة مهمة”استراتيجيًا” بالنسبة للكرملين بعد سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها قواته في الأشهر الأخيرة.

وأضاف المسؤول العسكري أن القوات الروسية دفعت نظيرتها الأوكرانية للتراجع عن خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، مشيراً إلى أن الروس شنوا على مدار اليومين الماضيين سلسلة من الهجمات شرق نهر دنيبرو، بما في ذلك قصف 20 بلدة وقرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الزخم الروسي الأخير يتزامن مع خلافات شبت بين حلفاء كييف الغربيين حول ما إذا كان سيتم تزويد أوكرانيا بدبابات ألمانية الصنع من طراز “ليوبارد”، مما جعل برلين على خلاف مع العديد من حلفائها في “الناتو”.

وعن الأهمية الاستراتيجية لزابوريجيا بالنسبة لكييف، صرح محللون عسكريون للصحيفة بأن شن أي هجوم أوكراني في المنطقة الجنوبية قد يؤدي إلى قطع الأراضي التي “احتلتها”القوات الروسية، وتقسيم المناطق الشرقية والجنوبية التي يسيطر عليها الكرملين حاليًا، ويقطع الجسر البري الثمين لموسكو بين روسيا وشبه جزيرة القرم.

وقال المحللون إن هدف كييف من إلحاق خسائر في صفوف القوات الروسية في شرق أوكرانيا هو أيضًا سحب القوات بعيدًا عن الخطوط الروسية في مناطق أخرى، بما في ذلك زابوريجيا. وبالنسبة لروسيا، رأى المحللون أن التقدم في زابوريجيا يمكن أن يعزز قدراتها اللوجستية في الجنوب ويساعد قواتها على التوغل بشكل أعمق في أوكرانيا.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إن الجنرال الروسي، فاليري جيراسيموف، الذي تم تعيينه مؤخرًا لقيادة العمليات العسكرية في أوكرانيا، قد اتخذ على الأرجح إجراءات لتحسين الانضباط بين القوات الروسية التي تضررت معنوياتها بسبب مشكلات المعدات واللوجستيات.

وفي ضربة موجعة لأوكرانيا، قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن الفساد الذي يهز البلاد يضر بصورة الدولة التي مزقتها الحرب على المسرح الدولي، وذلك بعد تحقيقات أسفرت عن إقالة نائب وزير البنية التحتية بشبهة تلقيه رشوة، فيما أعلنت وزارة الدفاع عن فتح تحقيق آخر حول إبرام عقود بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصصة للعسكريين.

وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على وزير الدفاع، أوليكسي ريزنيكوف، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب تحقيقات الفساد داخل وزارته.

وقالت إن المسؤول ظل حتى الكشف عن التحقيقات أحد أبرز وجوه الحرب الذي يتعاطف معه الغرب ويدعمه.

وقالت الصحيفة إن مسؤولي كييف يعملون منذ بدء الحرب على إظهار أن البلاد “تطهر” نفسها من الفساد السياسي التاريخي هناك، في محاولة لرسم مسار نحو حلم الانضمام للاتحاد الأوروبي، لكنها أشارت إلى أن الكشف عن تحقيقات فساد جديدة يعد ضربة قوية لهذه الجهود.

وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من أن ريزنيكوف لم يوقع شخصيًا على الصفقة المشبوهة، إلا أن مصادر أوكرانية مطلعة قالت إنه يتحمل المسؤولية الكاملة لأنه تعهد مراراً بعدم التسامح مع الفساد.

وتابعت أنه بدلاً من اتخاذ موقف حازم، زعم ريزنيكوف أن الغرض من الاتهامات هو التشهير والإضرار بصورته أمام شركائه الدوليين.

“غضب أردوغان”.. شكوك حول انضمام السويد للناتو

وفي موضوع آخر، اعتبرت وكالة أنباء “بلومبيرغ” الأمريكية أن آمال السويد بشأن الانضمام للناتو باتت محل شك بعد أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،صراحة أن بلاده لن تدعم هذا الجهد رداً على إحراق المصحف الشريف خلال مظاهرة بستوكهولم.

وبعد عمل استفزازي قام به أحد النشطاء اليمينيين المتطرفين وجلب إدانات عربية واسعة وكذلك غربية، رأت الوكالة الإخبارية في تقرير لها أن تصريحات أردوغان الغاضبة جاءت ليست فقط بسبب إحراق نسخة من القرآن، ولكن نتيجة ثلاثة أيام من المظاهرات بالسويد شهدت شنق دمية للرئيس التركي من قبل متظاهرين تابعين للحركات الكردية.

وفي تهديد شديد اللهجة، صرح أردوغان أنه : “إذا لم تتمكن من إظهار الاحترام لنا..فلن ترى أي دعم منا بشأن قضية الناتو”، دون الإشارة إلى غلق باب المفاوضات.

وقالت “بلومبيرغ” إن التصريحات تجعل جهود السويد وفنلندا المجاورة للانضمام إلى الناتو “بعيدة تماماً”عن تحقيق أي اختراق، نظرًا لأن موافقة البرلمان التركي مطلوبة للمضي قدمًا في هذه الخطوة.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع أعضاء الناتو الثلاثين، باستثناء تركيا والمجر، قد صادقوا على طلبات السويد وفنلندا. وبينما قالت المجر إنها تخطط للقيام بذلك عند افتتاح البرلمان الشهر المقبل، يجعل ذلك تركيا المعوق الوحيد للتوسع أمام البلدين.

وكانت تركيا قد وافقت من حيث المبدأ على انضمام السويد وفنلندا للناتو، لكنها استمرت في المطالبة بتنازلات من ستوكهولم، أبرزها تسليم قيادات كردية إلى أنقرة.

وقالت الوكالة إن تركيا – مثل أي دولة إسلامية أخرى – حساسة بشأن أي عمل عدائي تجاه الإسلام، كما أن رئيسها يتطلع إلى مغازلة المحافظين دينياً قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في أيار مايو.

بدورها، ناقشت مجلة “نيوزويك” الأمريكية القضية، لكن من زاوية مختلفة، واعتبرت أن موقف أردوغان يعتبر “انتصاراً”لبوتين المناهض للتحالف العسكري الغربي، حيث أصبح منع توسع الناتو أحد أولويات الزعيم الروسي خلال أكثر من عقدين في السلطة.

وقالت المجلة إن الرئيس الروسي سيكون أحد المستفيدين من حظر عضوية السويد في الناتو الذي يعتبره تعديًا على نفوذ موسكو وسط جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا الشرقية. وأضافت أن بوتين كان قد حذر في الأشهر التي سبقت الغزو من مجرد “طرح” إمكانية انضمام أوكرانيا إلى التحالف الغربي. ولم يُعرف ما إذا كان الخلاف سيؤثر على عضوية فنلندا.

اترك تعليقا