المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صداقات أمريكا في الشرق الأوسط تحتضر

نشرت مجلة فورين بوليسي  تقريراً لـ “ستيفن كوك” سلط الضوء على تراجع العلاقات الأمريكية مع العديد من الدول الصديقة أو الحليفة لها في الشرق الأوسط، وذلك بسبب تراجع الدور الأمريكي في المنطقة والتركيز على ملفات ومناطق أخرى، حتى أنها وصلت إلى التوتر بعد الفتور في منطقة الخليج العربي مؤخراً.

تقول الصحيفة أن  “حالة الانفصال” الحالية بدأت في الواقع منذ وقتٍ طويل تغطي فترات ثلاثة رؤساء أمريكيين (أي 13 عاماً ولا يزال العد مستمراً).ويُمكن القول إن سبب ذلك يرجع إلى كون هذه العلاقات تحمل الكثير من المفارقات التاريخية.

حيث اكتُشِفَت، وطُوِّرت، وبُنِيَت لزمانٍ مضى منذ وقتٍ بعيد. وقد توطّدت هذه العلاقات بفضل “الحرب العالمية على الإرهاب”، لكن الأمريكيين بدأوا الآن في تقبُّل تداعيات إضفاء الطابع الأمني على سياستهم الخارجية خلال العقدين الماضيين، وأصبحوا يريدون التغيير.

وبالنظر من نطاقٍ أوسع، سنجد أن المصالح الأساسية التي كانت تُحرك الولايات المتحدة داخل الشرق الأوسط -مثل التدفق الحر للنفط وتأمين إسرائيل- لم تعُد طارئةً بالقدر نفسه.

ولا شك أن الهجوم الروسي على أوكرانيا يُسلّط الضوء على مدى أهمية النفط الشرق أوسطي في الوقت الراهن، فضلاً عن أن التحول للطاقة النظيفة لن يكون بالسلاسة التي تصورها البعض.

ولكن تسارع عملية التكيف مع بدائل النفط (بعد 2030 وفقاً لتقديرات مجتمع الاستخبارات الأمريكي) سيُقلّل من أهمية حقول النفط في المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة.

وقد أعرب المشرعون الأمريكيون بالفعل عن عدم رغبتهم في مواصلة الدفاع عن أمن الطاقة الشرق أوسطية والتضحية من أجلها.

في النهاية، تقول المجلة الأمريكية إنه يبدو أن الولايات المتحدة وأصدقاءها في المنطقة قد وصلوا إلى منعطفٍ لا تتقابل فيه مصالحهم بعده.

ويمكن بالطبع أن يُعيد المسؤولون في واشنطن وعواصم الشرق الأوسط تشكيل العلاقات القديمة بناءً على مجموعة أهدافٍ جديدة، لكن الأهداف التي تريدها الولايات المتحدة ليست مرغوبةً من أحد مثل مواجهة الصين وروسيا.

ونتيجةً لذلك شهدنا تطورات عجيبة مثل قيام شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بدعم روسيا سلبياً، وتعميق العلاقات مع الصين. وربما يكون المصطلح الأدق لوصف هذه التطورات هو أنها “أعراضٌ مرضية” تُبشّر بوفاة النظام الأمريكي الذي بُنِيَ في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إلى جانب حالةٍ من عدم اليقين حول ما سيحدث لاحقاً.

المعهد العراقي للحوار

اترك تعليقا