المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

صعود الصين : كيف يرى العالم ذلك ؟

خلال العقدين اللذين انفرطا من القرن الحادي والعشرين، لم يهتم العالم بدولة قدر اهتمامه بالصين، كما أن الصين ذاتها، لم تهتم بالعالم الخارجي في أي فترة من تاريخها، مثلما حدث خلال السنوات العشرين الماضية، وقد أصبحت الصين أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للمستثمرين والقوى العالمية الأخرى، لأنها تتطور بسرعة كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، وأصبحت أكثر نشاطاً على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جذب الانتباه في جميع أنحاء العالم.

يشير حسين إسماعيل في كتابه «الصين والعالم.. كيف ترى الصين العالم.. وكيف يرى العالم الصين؟» إلى أن أحد أهم التطورات في النظام العالمي خلال العقود الماضية هو صعود الصين كقوة جديدة في النظام العالمي، ويعد معدل نمو مؤشرات القوة في الصين خلال السنوات الأخيرة هو الأعلى في العالم، حيث تمتلك الصين عناصر قوة الدولة، والأهم هو قدرة الصين خلال السنوات الأربعين الماضية، على مزج مواردها المادية والبشرية مع مواردها الأيديولوجية التقليدية وتحويلها إلى قوة شاملة، اقتصادية وسياسية وعلمية ورياضية، وغيرها للاقتراب من المسرح العالمي.

أسئلة

لكن هل ستحتل الصين المسرح العالمي؟ يتساءل الكتاب ويجيب: ثمة اجتهادات متباينة فهناك من يرى أن الصين تقترب حثيثاً من احتلال موقع الصدارة في العالم، وهناك من يعتقدون أن الصين لم تعرف كيف تؤدي دورها الدولي كقوة ناضجة، فأصحاب الرأي الأخير يرون أن الدول الغربية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واجهت العديد من المشكلات كالانكماش الاقتصادي والبطالة والهجمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، وأتاحت فرصة غير مسبوقة لرأس المال الصيني للتوسع عالمياً، ومع ذلك لا يزال من غير المعروف ما إذا كان الابتكار المعرفي والإمداد الفكري داخل الصين كافيين أم لا لدعم طموح احتلال مركز المسرح العالمي.

مصالح

يوضح الكتاب أن الصين لا تسعى ولا ترغب في تغيير النظام الدولي القائم، مادام يحقق مصالحها، أو على الأقل لا يمنعها من تحقيق تلك المصالح، الصين لا تسعى للقفز على هيكل النظام الدولي الحالي، فبكين معنية بتعديل قواعد النظام الاقتصادي الدولي أكثر من اهتمامها بتعديل الهيكل السياسي الدولي، وإذا كان الخطاب السياسي الصيني يدعو إلى إقامة نظام دولي أكثر عدالة وإنصافاً ومتعدد الأقطاب، فإن الصين ترى نفسها «مصلحة» لهيكل النظام الدولي، وتعتقد أن النظام الدولي الحالي لا يمكن تبديله ولا يمكن أن يبقى على حاله أيضاً.

يطرح الكتاب مجموعة من الأسئلة من بينها: كيف يرى العالم الصين وطموحاتها؟ وما مدى توافق أو تعارض تلك الطموحات مع مصالح القوى الكبرى عالمياً وإقليمياً؟ وما الموقف مما يسمى صعود الصين؟ وما موقع الدول العربية من كل هذه التفاعلات الصينية – العالمية؟ أسئلة كثيرة لا يمكن تقديم إجابات قاطعة عنها.

هذا الكتاب محاولة لفهم التطورات التي شهدتها الصين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، في السنوات الأخيرة، من خلال مقاربة موضوعية تقرن تلك التطورات بالتفاعلات الدولية والإقليمية التي لها تأثير بشكل أو بآخر على المنطقة العربية.

توقعات

يوضح الكتاب أن المجتمع الدولي يقلل على نحو متزايد التوقعات بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الوقت نفسه يتوقع قوة جديدة لقيادة النمو الاقتصادي العالمي وتعزيز الحوكمة العالمية وتعزيز السلم والأمن الدوليين، وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم وعضواً دائماً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإنه من الطبيعي أن تتجه الأنظار نحو الصين.

لـ الخليج

#المعهد_العراقي_للحوار

اترك تعليقا