المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

غروسي يتحدث عن قرب زيارته إلى إيران لتسوية الخلافات بشأن مراقبة الأنشطة النووية

قال رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إن المفاوضات لحل نزاع ضمانات الوكالة مع إيران قضية مستقلة عن محادثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية.

ونقلت وكالة أنباء “جوان” الحكومية الإيرانية عن غروسي قوله “إنني متفائل وآمل في إمكانية تحقيق تقدم في قضايا الضمانات المتبقية مع إيران”، مضيفاً “إنما المحادثات مع إيران حول مضمون الاتفاق النووي المبرم عام 2015 متواصلة”.

وعند سؤاله عن إمكانية زيارته إلى طهران لحل القضايا الخلافية المتبقية، أجاب غروسي: “كل شيء ممكن”.

وشدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على أن المشاورات المختلفة جارية مع إيران لحل الخلافات المتعلقة بالضمانات، وأن المفاوضات لحل نزاع ضمانات الوكالة مع إيران مستقلة عن محادثات إحياء الاتفاق النووي.

ويدور حالياً خلاف بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الضمانات التي ستقدمها إيران للوكالة عن أنشطتها النووية في حال تم إحياء الاتفاق النووي مع القوى الغربية.

وكانت إيران قد قلصت تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وفرضت قيوداً على وصول مفتشي الوكالة إلى المنشآت النووية الإيرانية.

وكان مصدر إيراني مطلع ذكر صحيفة “اعتماد” الإيرانية، الأربعاء، حول إصرار إيران على إنهاء النزاع مع الوكالة الدولية للطاقة بخصوص أنشطة سابقة، “هذه القضية مهمة وأساسية بالنسبة لنا”.

وقال المصدر الإيراني: لم تعد إيران قادرة على فرض الكثير من القيود على برنامجها النووي و قبول إشراف الوكالة الدولية المكثف، بما في ذلك البروتوكول الإضافي وما بعده، فيما لا تزال القضايا المزعومة مفتوحة بذريعة بعض القضايا الصغيرة التي تعود إلى عقدين من الزمن”.

ورأى المصدر الإيراني إن “الطرف الآخر في مفاوضات فيينا يرفض طلب إيران لأسباب سياسية بحتة، وليس لأسباب تقنية نووية”، لافتاً إلى أنه “بالنظر إلى الأزمة المتزايدة بين الغرب وروسيا قد يكون من المستحيل الحصول على أكبر عدد من النقاط في الدقيقة 90، سواء من إيران أو من الجانب الآخر”.

من جانبه، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، تتمثل الاستراتيجية الرئيسية الإيرانية إلى جانب محاولة رفع العقوبات، في التركيز على إنشاء آليات لتحييد أثر العقوبات.

وأوضح شمخاني خلال اجتماعه بعدد من أعضاء البرلمان الإيراني بشأن محادثات فيينا “إن التجارب المريرة لتقاعس أوروبا والولايات المتحدة جعلت الحاجة لتلبية متطلبات تكوين اتفاقية موثوقة ومتوازنة ومستقرة أمرًا لا مفر منه”.

بدوره، أشار عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي، إلى أنه تم إعداد نص الاتفاقية النووية والتركيز الرئيسي لدى إيران هو رفع عقوبات الضغط الأقصى.

وأضاف عموئي “لا ينبغي أن يقتصر رفع العقوبات على العقوبات النووية بل يجب رفع أي عقوبات تعيق مكاسبنا الاقتصادية ولا تسمح لنا بإقامة علاقات تجارية مع دول أخرى”، مبيناً إن “إيران لا تهتم بالأجواء الإعلامية والمواعيد النهائية التي يتكلم عنها الغرب لأن الخطوط الحمراء بالنسبة لنا في المفاوضات أهم من المواعيد النهائية”.

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إنّ المسؤولين الإيرانيين والأميركيين يدخلون أسبوعاً حاسماً من المحادثات لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015، مع بقاء خلافات كبيرة بشأن العديد من القضايا الرئيسية والمخاوف الجديدة من تعقّد المحادثات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبحسب الصحيفة، كشف دبلوماسيون إنّ كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني وصل إلى فيينا صباح الاثنين حاملاً مواقف قد يكون من الصعب التعامل بها مع نظرائه الغربيين.

ومع استمرار إيران بتوسيع نطاق عملها النووي، حذر دبلوماسيون غربيون من أنّ المفاوضات قد تنهار إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.

وتابعت “وول ستريت جورنال”: “يقول مسؤولون أميركيون وإيرانيون إنّ الخلافات تشمل نطاق تخفيف العقوبات الأميركية، والمطالب الإيرانية المستمرة بأن تقدم الولايات المتحدة ضمانات أقوى بأنها لن تخرج من الصفقة مرة أخرى، والضغط الأميركي لضمان حدوث تبادل للأسرى جنباً إلى جنب مع استعادة الاتفاق النووي”.

وفي ذات السياق، لفتت الصحيفة الأميركية إلى ظهور عقبة جديدة وحاسمة في اللحظة الأخيرة، وتتمثل بجهود إيران لإغلاق تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المواد النووية الموجودة في إيران.

وتحدثت “وول ستريت جورنال” عن مخاوف من أن تؤثر الأزمة بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا على الدور الروسي الذي ساعد بالتوصل إلى اتفاق حتى الآن.

اترك تعليقا