المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

فصل جديد من الاغتيالات في روسيا

سلطت صحف عالمية، يوم الاثنين، الضوء على فصل جديد من تاريخ الاغتيالات السياسية في روسيا، وذلك بعد مقتل ابنة أحد المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين.

اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن مقتل الصحفية والمعلقة القومية الروسية داريا دوغينا، يفتح فصلا جديدا من تاريخ الاغتيالات السياسية في روسيا، ويعيد الأذهان إلى فوضى التسعينيات في أعقاب تفكك الاتحاد السوفيتي.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: ”شهدت الأعوام الأخيرة حملة استهداف واسعة لرجال الأعمال والصحفيين في أوكرانيا، وفي الأسابيع الماضية، تم استهداف شخصيات موالية لروسيا في الأجزاء التي تحتلها روسيا“.

وأضافت: ”لكن مقتل دوغينا كان شيئا مختلفا.. كانت السيارات المفخخة إحدى حيل موسكو في التسعينيات، لكنها أصبحت نادرة بعد سيطرة بوتين على البلاد“.

يأتي ذلك فيما أعلنت السلطات الروسية يوم الأحد، أنها فتحت تحقيقا في مقتل دوغينا، البالغة 29 عاما.

وتابعت: ”وعلى الرغم من أن أوكرانيا كانت قادرة على استهداف بعض الأشخاص في المناطق التي تحتلها روسيا، إلا أنه لم يكن هناك ما يشير إلى أنها قد تشن هجوما جريئا بالقرب من موسكو“.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن حادث مقتل دوغينا، ”كان جريئا، لأنه حدث بالقرب من ضاحية ”روبليوفكا“ الروسية، موطن الفيلات المترامية الأطراف للطبقة الحاكمة في روسيا“.

وسلطت الصحيفة الضوء على ”تضارب المواقف“ بشأن مقتل دوغينا، وهي ابنة الفيلسوف الروسي الشهير المقرب لبوتين، ألكسندر دوغين، حيث وصف التلفزيون الروسي الحكومي الانفجار بأنه كان قويا لدرجة أنه حطم نوافذ المنازل المجاورة.

ووفقا للصحيفة، ألقى المقربون من دوغينا، والمعلقون المؤيدون للكرملين، باللوم على أوكرانيا، بينما افترض بعض منتقدي الكرملين الروس أن الهجوم كان ذريعة من قبل مؤيدي الحرب لدفع بوتين، إلى تصعيد الصراع.

واختتمت ”نيويورك تايمز“ تقريرها بالقول: ”مهما كانت المواقف، فتح الهجوم فصلا جديدا من تاريخ الاغتيالات في روسيا وأوكرانيا“.

انتقام

من جانبها، ذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية، أنه يجب على أوكرانيا أن تستعد الآن لـ“انتقام“ روسي محتمل ردا على مقتل دوغينا، وذلك بعد أن حذر الجيش الأوكراني من أن موسكو تستعد بالفعل لشن هجوم كبير على بلاده تزامنا مع ”يوم استقلال أوكرانيا“ يوم الأربعاء.

ونقلت ”الغارديان“ عن الجيش الأوكراني زعمه أن روسيا ”وضعت 5 سفن حربية وغواصات تحمل صواريخ كروز في البحر الأسود، كما وضعت أنظمة دفاع جوي في بيلاروسيا“، مشيرا إلى أنه ”تم حظر التجمعات الكبيرة في العاصمة كييف، لمدة 4 أيام بدءا من اليوم الاثنين“.

وقالت الصحيفة: ”يعرف ألكسندر دوغين، بتبنيه وجهة نظر يمينية متطرفة عن مكانة روسيا في العالم، وكان قد دعا سابقا إلى العنف ضد أوكرانيا، بينما كانت ابنته تحمل وجهات نظر مماثلة“.

وأضافت: ”يزعم البعض أن دوغين ساعد في تشكيل السياسة الخارجية التوسعية لبوتين. لكن تأثير دوغين على بوتين لا يزال موضع تكهنات، حيث يقول العديد من المطلعين إن نفوذه على الكرملين كان ضئيلا“.

اترك تعليقا