المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

قطر قدمت رشوة لأشرف غني لعدم قتال طالبان (وثيقة)

ترجمة خاصة لـ “المعهد العراقي للحوار”

رغم مرور أكثر من عام ونصف على سقوط أفغانستان بيد حركة طالبان المتشددة، وما رافق ذلك من تكهنات بعدم قيام قوات الأمن الأفغانية بمواجهة الحركة التي كانت تزحف صوب العاصمة كابول، كشفت تقرير إيطالي معلومات جديدة عما حدث.

كشفت قناة إخبارية إيطالية تدعى TG1 في تقرير لها أنه في يوليو 2021، عشية تقدم طالبان نحو مراكز المدن وانهيار الحكومة الجمهورية في أفغانستان، قام أمير قطر برشوة الرئيس الأفغاني الهارب “أشرف غني” بمبلغ 110 ملايين دولار حتى لا يقاتل طالبان.

وقد أرفقت هذه القناة بتقريرها وثيقة تظهر أن أجمل أحمدي – أحد مستشاري أشرف غني المقربين الذين عملوا كرئيس للبنك المركزي الأفغاني خلال العام الأخير من حكم غني لأفغانستان – تلقى المبلغ المذكور من سفارة قطر في كابول.

وجاء في هذه الوثيقة التي لم يتم التأكد من صحتها من قبل أجمل أحمدي وسفارة قطر في كابول بعد: “أعترف الآن أنا أجمل أحمدي الحاكم العام للبنك المركزي الأفغاني والممثل الخاص للرئيس محمد أشرف غني، في لقاء عقده مع وفد الحكومة القطرية ونائب سفارة دولة قطر في كابول، تلقيت هدية سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لمحمد أشرف غني، وهو شيك بقيمة 110 ملايين و 478 ألف دولار أمريكي”.

وجاء في هذه الرسالة أنه أثناء تسليم هذه الأموال، كان عدد من الدبلوماسيين القطريين حاضرين أيضًا في سفارة هذا البلد في كابول.

وتاريخ صدور هذه الوثيقة هو 7 يوليو / تموز 2021، أي بعد نحو شهر من فرار أشرف غني من كابول وإسقاط الحكومة الأفغانية.

وقطر هي إحدى الحكومات الداعمة والمتحالفة مع طالبان، والتي لعبت دورًا مهمًا في عودة هذه المجموعة إلى السلطة.

وأثار نشر التقرير عن رشوة أمير قطر لأشرف غني ردود فعل كثيرة بين أبناء الشعب الأفغاني.

وبعد أيام قليلة من فرار أشرف غني من كابول وحكم طالبان أفغانستان، زعم دبلوماسي روسي في سفارة البلاد في كابول أن أشرف غني سحب 139 مليون دولار من كابول.

وأفاد المفتش العام الأمريكي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR) في أغسطس 2022 أنه بعد إجراء تحقيق، وجد أن أشرف غني وفريقه المرافق له معهم حوالي 500 ألف دولار عندما غادروا أفغانستان.

ونفى المفتش العام الأمريكي سحب 139 مليون دولا، وقال إن تحويل هذا المبلغ يوم فرار غني خارج أفغانستان لم يثبت.

وبعد أن استولت طالبان على القصر الرئاسي في أفغانستان، ادعى بعض المسؤولين في هذه المجموعة أنهم حصلوا على حزم الدولارات التي حولها أشرف غني من البنك المركزي إلى مقر عمله.

ويعيش أشرف غني في الإمارات العربية المتحدة منذ أغسطس 2021 وقد أجرى مقابلات مع وسائل الإعلام عدة مرات خلال هذه الفترة.

ويقول فيليبو روسي، الصحفي الإيطالي المعروف الذي أجرى هذا التقرير الاستقصائي، إنه أعد هذا التقرير بناءً على التحدث إلى المصادر ومراجعة الوثائق.

وبحسبه، على الرغم من أن أشرف غني طلب في خطاب ألقاه في البرلمان 2 أغسطس/ آب 2021 من الشعب الأفغاني مقاومة طالبان، إلا أن مناطق أفغانستان في الوقت نفسه كانت تسقط دون أدنى مقاومة.

وبحسب روسي، تلقت قوات الأمن الأفغانية أوامر من كابول بعدم المقاومة والتراجع.

وهذا على الرغم من حقيقة أن العديد من كبار المسؤولين العسكريين في حكومة غني زعموا أنهم تلقوا أوامر بعدم القتال ضد طالبان.

ودخلت طالبان كابول بعد فرار أشرف غني في 15 أغسطس 2021، وواجه أخذ هذا المبلغ من قبل أشرف غني ردود فعل سلبية واسعة النطاق.

وفي اتصال مع هذه القضية، غردت الصحفية صالحة السادات: “شاهد العالم أشرف غني يبيع أفغانستان لإخوانه الإرهابيين مقابل 110 ملايين دولار”.

من جانبه، قال بصير عبادي: “كلنا نعلم أن أشرف غني سلم أفغانستان لطالبان في صفقة مخزية مع دول أجنبية بينها قطر”.

في الآونة الأخيرة، قال مراد علي مراد، نائب رئيس الأركان السابق لأفغانستان، في مقابلة صحفية إن الجيش الأفغاني مدرب ومجهز بشكل جيد، لكن بسبب “مؤامرة عالمية وإقليمية كبيرة” انهار وانتصرت طالبان.

اترك تعليقا