المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

كلمة الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الكريم واله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعباده الصالحين.

اولاً ارحب بالحضور الكرام الذين قدموا الى بغداد ، بغداد الحوار، بغداد التعايش، بغداد الحضارة، بغداد الامن والاستقرار ان شاء الله .

لقد حاول الطغاة على مر التاريخ ان يعرضوا امن هذا البلد الطيب وامن هذه المدينة الخيرة الى الاضطراب ، وبعض اولئك الطغاة  حاولوا يملئوا شوارع هذه المناطق دماً ، ولكنها انتفضت وحققت تلك  الحضارة ، الحضارة للعالم اجمع وستستمر على العطاء والتقدم .

الحضور الكرام : منذ ان شٌكلت هذه الحكومة وضعت في برنامجها اساساً مهماً، وكان لهذا الاساس الاولوية في هذه الحكومة وهو تحرير الارض ومقارعة الارهاب وعودة النازحين الى ديارهم .وقد قمنا  بمجموعة من الخطوات لتحقيق هذه الهدف النبيل .

حيث تم اعادة الهيكلة للكثير من الاجهزة الامنية ، وتم  ايضا تنظيم تلك الاجهزة من اجل ان تتمكن من القيام  بواجبها ، وفعلا ابتدأت هذه المسيرة ، عندما كانت بغداد مهددة من الجنوب والغرب والشمال وابتدأ قتال داعش والارهاب وازاحته من هذه الارض الطيبة ، وكنا قد وعدنا بان عملية تحرير الموصل  ستكون في العام 2016 ، حيث كان هناك خلاف ونقاش: هل ستنطلق عملية التحرير في العام 2016 ام تتأخر ؟  وكان البعض يرى انها ينبغي ان تتاخر لعدم جاهزية القوات، ولكننا كنا نعتقد انه هذه القوات بكامل الجاهزية لان تقوم بعملية التحرير   ، والحمد لله انطلقت عمليات التحرير في العام الماضي، وقواتنا قبل نهاية العام كانت داخل مدينة الموصل ، هذه القوات البطلة التي قدمت التضحيات من اجل تحرير الارض ومن اجل حماية المقدسات وحماية المواطنين ودحر الارهاب ، ان اكثر ما يثير استغرابنا هو تخوف البعض من العراق  ما بعد داعش ، وهذا بصراحة يثير  الاستغراب ، اين كانوا عندما كان داعش تسيطر على الفلوجة وتكريت وجرف الصخر وديالى وصلاح الدين والانبار؟ لماذا  لماذا لم يتخوفوا على العراق  والمنطقة عندما كان الارهاب يقتل المواطنين بالجملة ويذبحهم  عياناً جهاراً ويدمرون البنى التحتية للبلد ؟

ان مجموع الخسائر المادية في البنى التحتية فقط لحد بداية الصيف الماضي حسب تقديرات وزارات الدولة الذي تسببت به داعش  يصل الى 35 مليار دولار ، وهذا بصراحة هدر كبير لثروات المسلمين  ، لثروات العراقيين بشكل عام ، وثروات المواطنين ، ان يتم  القتل تحت شعار واسم الاسلام من قبل هذه الجماعات الارهابية والاسلام منهم براء ، ان يقوموا بقتل المواطنين  باعداد كبيرة سواء في العراق   او في سوريا او في  باقي الدول الاخرى ،اليوم التفجيرات  ربما لا يمر اسبوع الا ويكون هناك  اعمال ارهابية في احدى  مدن  العالم ليس في العراق فقط ، او في بغداد ، نعم كلما وصل الارهاب الى مرحلة الانقضاض عليه وانهائه ، سيقوم باعمال ارهابية جبانة واجرامية، وكلما قربت لحظة القضاء عليه ربما سيلجا الى عمليات ارهابية كبيرة ، هذه المجاميع المنحرفة التي ترى  ان قربها الى الله تعالى سيتدعي قتل اكبر عدد من الناس ، هذا انحراف وفكر هدام ، وارهاب ايديولوجي وراءه فكرمتطرف وعلينا ان نقف بوجه هذا الفكر، شباب بعمر الورود يتم غسل عقولهم يتحولون من عنصر بناء الى عنصر هدام،اذ يقتل اهله واهل مدينته وعشيرته ،هذا هو الفساد الحقيقي والضرر الحقيقي، ولهذا فعملية التحرير فيها هذه الجنبة العسكرية ونجحت قواتنا البطلة بكل فصائلها وببسالة لتحرير الارض للقضاء على الارهاب.

نحن لا نحارب الارهاب في العراق ، لا بالنيابة عن الشعب العراقي ولكن في نفس الوقت محاربة الارهاب في العراق يحمي الدول الاخرى ، وكل دول العالم ، وتضحيات العراقيين هي التي ادت الى هذه الانتصارات الكبيرة ، لولا وحدة العراقيين وصمودهم لما تحقق هذا النصر ، من اقوى الاسلحة التي نملكها هي هذه الوحدة وهذه البسالة والبطولة التي انطلق بها جميع العراقيين متكاتفين .

واليوم في نينوى يقتل العراقيون من مختلف المكونات والشرائح والمحافظات لا تكاد تخلو محافظة من متطوعين منها في هذه المعركة البطولية ، هذه هي الوحدة والتجانس والتعاضد بين القوات الامنية العراقية وبين البيشمركة، هذه الوحدة التي لم يشهدها العراق،هذا التكاتف والتعاون ويتشاركون معا في الطعام والقتل والدفاع على الارض هذه الوحدة التي نريد تحقيقها  للعراق، ليس ان نتقاتل على شبر او شبرين، او نختلف في امر يؤدي الى الكوارث التي شهدناها ، بوحدة العراقيين تم تحقيق هذه الانتصارات. 

ولكي نعزز هذه الانتصار اطرح امامكم مجموعة نقاط ربما لخصتها في 7 نقاط ، وهي نظرة الى المستقبل ، لا خشية على العراق ولا خشية من العراق ،  بدات اسمع من بعض  دول الجوار والدول الاقليمية  اصبحت لديهم  خشية من العراق باعتبار العراق امتلك قوة عسكرية كبيرة والحمد لله ، هولاء الابطال على الارض ربما لا نملك طائرات متطورة لدينا اف 14 ، و اف 16 وان شاء الله تاتي غيرها ، لكن ليست هذه قواتنا، دول لديها اف 16 اكثر من العراق، ربما اف 35 ، لكن لدينا اسلحة لا باس بها ، لكن قوتنا ليس بسلاحنا ولا بكثرة السلاح المتطور، قوتنا بقواتنا البطلة على الارض التي حققت الانتصارات ، نعم  نحن نشكر كل الدول التي قدمت الدعم ، قدموا لنا دعم جوي ودعم في التدريب والسلاح ، ولكن الذي يقاتل على الارض العراقيين فقط ، انا  اسمع  خلط عجيب غريب، نعم يوجد قوات امريكية، ومتعددة الجنسيات من استراليا وفرنسا والمانيا وايطاليا ودول اخرى متعددة، لكن ليس لدينا قوات من دول الجوار، او من دول المنطقة ، وليس لدينا  قوات تقاتل على الارض غير القوات العراقية، كل هذ القوات الموجودة على الارض العراقية هي لدعم القوات العراقية لوجستيا، وليس للقتال ، هذه القوات موجودة لا تملك دبابة واحدة ، لا يملكون مدرعات على الارض ، ولا قوة قتالية على الارض ، كل الموجود قوات داعمة ليست قتالية، ولهذا لم نسمح ولم يحصل طلباً اصلا من الدول ان تكون قوات مقاتلة على الارض العراقية، لو كانوا يريدون القتال لارسلوا ابنائهم الى سوريا ، في العراق صراحة كان هناك اتفاق بتقديم دعم الى القوات الامنية العراقية ، هي التي فقط تقاتل على الارض، وهذا نجاح كبير لقواتنا والعراق ليس خطرا على جيرانه، الدستور العراقي يمنع استغلال الاراضي العراقي للعدوان على دول الجوار ، وهذا التزام منا جميعا، ليس مني فقط كرئيس مجلس وزراء، التزام الحكومة العراقية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية والقضاء ، ومن كل مؤسسات الدولة باحترامها للدستور والتزامها بالدستور بمنع العدوان والاساءة الى دول الجوار، ونحن ملتزمون بذلك، العراق ليس تهديدا ، قوة العراق قوة للمنطقة جميعا وقوة لجميع الخيرين  واولئك الذين يريدون محاربة الارهاب ، ، بالطبع هذه النقاط التي اطرحها ، يكمل بعضها البعض الاخر، وهي مترابطة، لا يمكن فصل احدها عن الاخر،

ولكي نعزز هذا الانتصار اطرح مجموعة نقاط نظرة الى المستقبل

  1.  اعادة  الامن والاستقرار الى المناطق التي دمرتها داعش  ، تبدو سهلة  في الكلام ولكن في الواقع  تحتاج الى جهود جبارة وكبيرة ، نحن بدأنا بمشروع اسميناه  اعادة الاستقرار الى المناطق التي دمرتها داعش، الى  المناطق المحررة باعتبار اعادة الاعمار تحتاح الى جهود اكبر واموال اكثر ونحن في ازمة اقتصادية بسبب انهيار اسعار النفط ، رغم  لدينا حرب الان ، الحمد الله تجاوزنا هذه الازمة، اعادة الاعمار تأخذ وقت طويل وامكانات هائلة، ابدلناها في المرحلة الحالية باعادة الاستقرار والتي تعني توفير الخدمات الاساسية للمواطنين للعودة الى ديارهم ، لان لدينا هدفا نبيلا وهو واجب علينا ، النازحين الذي هجروا من ديارهم بسبب ارهاب وبطش داعشن علينا مسؤولية اعادتهم باسرع  وقت ، والحمد لله تم اعادة كثير منهم الى مناطقهم  ، وسنستمر بهذا المنحى ، ونسنسمر بهذا الاتجاه .وايضا لا بد ان تكون هناك تكريم واهتمام بالجرحى وعوائل الشهداء الذين ضحوا من اجل تحرير العراق، هذه التضحيات الجسام والتي في اعناقنا جميعا دين لهم ، ولتضحياتهم، وهؤلاء الشباب الذين زاروا الجبهات ورأوا بأم اعينهم كيف يقف هؤلاء الشباب الورود ومعهم ايضا كبار السن ، انا شاهدت كثير كبار العمر يذهبون الى الجبهات يقاتلون ليل نهار، ويسهرون على خطوط التماس في البرد والحر ، في الصحراء ، والمدن ، هؤلاء الذين حققوا الانتصار ، فمنهم من قضى نحبه  ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . وكثير منهم ينتظر ، يحرر المدن تلو المدن ، وان شاء الله ابارك لكم الانتصارات الكبيرة في داخل مدينة الموصل  وقواتنا الان تستمر تستكمل تحرير الجانب الايسر وهو الجانب الاساس ، والسيطرة على المباني الحكومية وجامعة الموصل كذلك، وجميع المرافق ، وان شاء الله جميع ارض العراق سيتم تحريرها قريبا، سواء في الحويجة او في غرب الانبار ، ويتم ان شاء الله اعادة الاستقرار الى الحدود مع الجارة  سوريا ، ونحتاح الى تحشيد كل الجهود في هذا الاطار .
  2. التعايش السلمي ،واحترام ، والتعايش مع الاخر، والقبول بالاخر، نحن يجب ان نعترف نحن امة فيها اختلاف وليس خلاف، بمعنى التنوع ، نحن متنوعون بادياننا ، بمذاهبنا  بانتمائنا القومي ، وهذا حق للناس ، علينا ان نتعايش لا ان نتعارك ، اي البعض يريد ان يصبغ المجتمع بصبغة واحدة، هذا غير صحيح ، المجتمع فيه مكونات ، علينا ان نتعايش ، بما نسميه بالمصالحة المجتمعية ، الارهاب وداعش اراد ان يفرقنا، يستخدم سلاح الطائفية في العراق وسوريا، يستخدم سلاح  اخر في مصر ، وليبيا ، وسلاح اخر في الخليج ، واخر في نيجيريا ، واخر في اوربا، يستخدم عدة اسلحة في كل منطقة من المناطق من اجل تفريق السكان والمجتمعات ليتمكن من السيطرة عليهم ، افضل رد هو ان نتعايش سوية،ان نثبت ان الارهاب فشل في ان يؤكد او يعمق الهوة  فيما بيننا، والتعايش السلمي والمصالحة المجتمعية اساس ، نعم نحن نستوعب ان الارهاب ارتكب جرائم كبيرة، ربما استخدم هذه العشيرة ضد العشيرة الاخرى في ارهابه ، ربما استخدم نصف العشيرة ضد نصف العشيرة الثانية، ربما استخدم اتباع هذا المذهب ضداتباع  المذهب الاخر، بالتاكيد فعل ذلك واستخدم  اتباع هذا الدين ضد اتباع الدين الاخر، ولكن لا يجوز ان نقوم بالانتقام من كل العشيرة، او من كل اتباع المذهب، او كل اتباع الدين، هذه جرائم يقوم بها الافراد وتقوم بها الجماعات المسئولة عن تلك الجريمة، لا يجوز ان نعمم هذه الجريمة، هذه ليست عدالة ، العدالة ان تلحق او تقوم بالقصاص على من ارتكب الجريمة، فنحتاج الى مصالحة مجتمعية بان نتعايش معا مرة ثانية، ولا نسمح للارهاب ان يوقع فيما بيننا ، الارهاب قام بجرائم كبيرة ضد الاقليات في نينوى ، ضد المسيحيين  والشبك  ، والمكونات او ضد الايزيديين والمكونات الاخرى ، وبصراحة رغم ان داعش تدعي كذبا وبهتانا انها تدافع عن اهل السنة، اولكنها قتلت من اهل السنة اضعاف مضاعفة مما قتلت من غيرهم ، لان ارهاب داعش في المناطق التي سيطرت عليها اكثر النازحين من اهل السنة من الموصل وغير الموصل ، ربما اقل من 20% من اهالي الفلوجة بقوا في الفلوجة ، و80% غادروا وهربوا من داعش ، الا يعني ان البطش الذي تقوم به داعش على كل الناس ، بغض النظر عن انتماءاتهم ، هم يستخدمون شعار التفرقة من اجل ان يتمكنوا من تفرقتنا.
  3. عدم السماح للمظاهر الشاذة والحالات التي كانت موجودة قبل دخول داعش ، وهذا امر حساس ، داعش لم تتمكن من دخول المدن بهذه السهولة لولا تفرقتنا، ربما بعض يتهم البعض الاخر في دخول داعش ، كل من ساعد على التفرقة ودفع الى التفرقة يتحمل مسؤولية وعليه ان يراجع نفسه ويتحمل مسؤوليته ، التفرقة والحالات الشاذة السابقة هي ادت الى ما حصل، والانهيارات وسهولة دخول الارهاب وداعش وتدمير المدن ، انا ادعو الى الالتزام بالخطاب الذي يكرس روح المواطنة، وعدم العودة الى ذلك الخطاب في بعض المحافظات التي ادى الى حالة من التشنج والخلاف الذي استفادت منه داعش ، ودمرت هذه المدن، الذين زعموا انهم يريدون ان يدافعوا عن هذه المدن ادوا الى خرابها ودمارها ،وخراب البلد، لكن ادت الى تخريب جزء كبير من هذا البلد والى هذه الدماء العزيزة التي سالت في عمليات التحرير ، دماء كثيرة ، لا يجوز ان ننسى هذه الدماء والتضحيات ، يجب ان نتوقف عليها كثيرا ، هذه كانت بسبب الخلافات ، بسبب التشرذم ، والنعرات الطائفية، واخطر شيء علينا هي الطائفية السياسية ، التي تستخدم من قبل السياسيين لكسب الاصوات ، يدفعون الجمهور نحو الطائفية ، هذه نتيجتها قتل الناس وتهجيرهم ، اتمنى عدم السماح لهذا المنهج ، وعدم السماح لداعش  او اي تنظم ارهابي جديد ، مشكلة الارهاب ليس لديه هدف سياسي، وانما ايدولوجي ، لهذا  فالجهود الكبيرة التي نقوم بها لقتاله يبقى له اثر في التدمير والخراب ، علينا ان نكون حذرين ومتراصين ، نستطيع التغلب على داعش ان شاء الله
  4. اقامة علاقات حسن جوار مع المحيط العراقي و مع المحيط الاقليمي ، مبنية على اساس المصالح المشتركة وليس فقط العلاقات السياسية على اهميتها، ندعو  الى نوع من التكامل الاقتصادي والتجاري والثقافي والاجتماعي بين هذه الدول، لا نريد ان يكون هناك صراع بين الدول لاختلاف القادة، القادة ياتون ويذهبون والشعوب تبقى ، نريد ان تكون هناك علاقات متداخلة ، فان كان هناك خلاف بين امزجة القادة وبين رؤساء القوم ، لا ينسحب هذا الخلاف الى المجتمع ، ان يستمر في تحقيق مصالح مجتمع وشعوب المنطقة، وايضا عدم رهن ارادتنا بارادة دولة  اخرى ، جيد ان تكون لنا ككتل سياسية علاقات مع دول عديدة، ولكن لا نريد ان نصل الى درجة احدنا يدافع عن تلك الدولة فوق مصالح العراق وهذه بعض الاخوان سبب لنا مشاكل ، الحكومة عليها ان تقوم بدورها في تحسين علاقات مع الدول ، وعند تحسن  العلاقة مع هذه الدولة، ينطلق فريق يهاجم تلك الدولة، نحسن علاقتنا مع الدول الاخرى ينطلق الفريق الثاني يهاجم ، لجنة العلاقات الخارجية لديها خلاف ، لا ينسحب هذا على مجمل اداء الدولة ، لاننا نريد ان نبني علاقات بين الشعوب ومن مصلحة الجميع ان تتداخل هذه العلاقات
  5. حصر السلاح  بيد الدولة وان لا يكون هناك سلاح خارج الدولة، وهذا الموضوع ينص عليه الدستور العراقي ، الذي اقسمنا جميعا ، كل من يتصدى للمسؤولية يقسم ويؤدي اليمين الدستورية والالتزام به  والدستور يحظر بشكل صريح حمل السلاح خارج اطار الدولة ، نعم بسبب دخول داعش  الى العراق وانهيار عدد من الفرق العسكرية في هذه المحافظات وتلبية لدعوة المرجع سماحة السيد علي السيستاني دام ظله ، دعوته الى العراقيين للنهوض دفاعا عن المقدسات والوطن والمواطنين ، انطلق اعداد كبيرة وغفيرة من العراقيين ، من المدنيين يحملون السلاح دفاعا عن الوطن والمقدسات ، والحمد لله تحقق كثير من هذه النصر بهمة هؤلاء الابطال ، ولكن علينا ان ننظم امورنا بعد القضاء على داعش ، يجب ان يكون السلاح بيد الدولة  ، ولهذا  فان القانون الذي اقره  مجلس النواب قانون مهم  قانون الحشد الشعبي، البعض ربما يتخوف ، وافهم تخوفه من الطرفين هناك تخوف من جهة بان هذا سيؤدي الى ربما شرعنة حمل السلاح ممن دون ضوابط ، وانا اقول له بالعكس تماما، هذا القانون يضمن ان يكون السلاح تحت سيطرة الدولة ، وضمان لامن المواطنين والعراق بشكل عام ، السلاح يكون منضبط على ضوء القانون، وليس السلاح على ضوء الصراعات السياسية ، وان لا يكون هناك سلاح بايدي الكتل السياسية ، نحن سنخوض انتخابات ، وتنافس نريد هذا التنافس ان يكون بالكلمة والعمل، ونحن سنفرض هذا الامر ان شاء الله بتعاون الجميع ، واول من سيتعامل هو هؤلاء الابطال الذين حملوا السلاح دفاعا عن الوطن والمقدسات وسيكونون اول المنضبطين .وبالتعاون مع الكتل ومجلس النواب سنمنع حالات الخروج عن القانون والمس بامن الدولة بشكل عام .
  6. الاستمرار في منهج محاربة الفساد ، وهو امر مهم وخطير ، الفساد في كل العالم موجود ، انتم تشاهدون  حتى في دول غربية وامريكا المواطنين اصبحوا ربما يفقدون الثقة بالساسة بشكل عام ، وبالعمليات السياسية بسبب الفساد ، علينا ان نشن حرب شعواء على الفساد ، هذه الحملة يجب ان تستمر، كثير من اسباب الانهيارات التي حصلت للقوات الامنية سببها الفساد ، ونحن قمنا بمحاربة مفاصل الفساد في القوات الامنية والحمد لله انتم رايتم  نفس المقاتلتين لم نغيرهم ، غيرنا القليل  ولكنكم شاهدتم انهم  يقاتلون ببسالة، لا نسمح ان يكون هناك فساد في المؤسسات الامنية ، القائد يكون بنفس مستوى التضحية اكثر من المقاتل العادي ، وكثير من الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن هم الامرون القادة ، امرو افواج والوية وقادة فرق و كانوا يتقدمون الخطوط الامامية، مع المقاتلين جنبا الى جنب ، ونحن فرضنا عليهم ان يكون طعام القادة كطعام الجنود ، فلا عودة لفساد السابق، نعم لا زال هناك قصور ، بناء مؤسسة عسكرية واعادة هيكلتها في زمن الحرب ، من اصعب الصعاب ، هو في وقت السلم صعب ، فكيف به في وقت الحرب ؟و نحن مستمرون بهذا المنحى، الفساد مثل السرطان او اي مرض اخر ينخر في جسد الامة والدولة ، وانا لا اقصد فقط الفساد في الدولة حتى الفساد في المجتمع الذي يحتاج الى منهج وتربية . علينا ان نحارب الفساد الفكري السلوكي الفساد في الاموال بشكل عام
  7. ان تكون الدولة للجميع ، ابعاد المناكفات والتدخلات السياسية عن الدولة ، اقصد التدخلات المصالح السياسية ، ابعاد المحاصصة المقيتة الضيقة عن الدولة ، كثير ربما باسم المكون يريد محاصصة ، لكن في نهاية المطاف هو ليس من اجل المكون ،  بل من اجل تقوية موقعه في الدولة، لهذا يرفض ابناء مكونه لانم غير تابعين له، نحن نريد تنعكس مكونات الشعب بالدولة وهذا صحيح، وانا يجب ان اجد الشيعي والسني والمسيحي والايزيدي و الشبكي والكردي والعربي والتركماني و من مختلف المكونات العراقية، ينعكس وجودهم بالمجتمع في الدولة تمثلهم جميعا ، ولا يجوز الدولة ان تكون حكر لفئة فقط على حساب فئة اخرى، الدولة للجميع ن من حق المسؤول ان يعتقد ما يشاء ، وان ينتمي الى ما يشاء، ويعتز بانتمائه ، لكن ليس من حقه ان يكون مسؤلا في الدولة و يعمل لمكونه فقط ، عندما تصدى للمسؤولية عن كل المواطنين بمختلف انتماءاتهم ومذاهبهم واديانهم وقومياتهم وغيرها ، هذه هي الدولة التي نسعى الى تحقيقها  ، والحمد لله تقدمنا خطوات في هذا الاطار وان شاء الله نتقدم في خطوات اخرى في النجاح

واكرر هذا النجاح وهذه الانتصارات لم تكن ليتحقق لولا وحدتنا وهذه الوحدة يجب ان نحافظ عليها والسلام  عليكم ورحمة الله وبركاته .

اترك تعليقا