المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

كلمة النائب احمد اللوزي رئيس الوفد الأردني

كعادتنا لم نتقيد بما نكتبه أو نقرره وخاصة في وقائع هذا المؤتمر وتوالي الكلمات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين

أيها الأخوة الحضور الكرام بداية الشكر كل الشكر لسماحة الشيخ الدكتور همام حمودي وأخونا السيد ئارام والمعهد العراقي لحوار الفكر ولجامعة بغداد وإدارتها ولها منا شوقا وحنين ونتمنى أن نرجع من حيث كنا من حيث الشباب.. لكم كل الشكر على دعوتكم الكريمة لحضوري هذا المؤتمر وعلى الحفاوة وحسن الاستقبال وأتقدم لكم بأجمل تحيات إخوانكم من الشعب الأردني.

وقفتي هنا لست مشاركا في الحوار وكان يشرفني أن أكون وأتكلم كمحاضر لهذا المؤتمر وتشرفت واستمتعت بما سمعت وشاهدته وبيان انطباعي عن بقيت زملائي ولا أريد أن اطرح أي موضوع من خارج هذا المؤتمر إنما أتطرق إلى ما تم بحثه في مؤتمرنا هذا والأسلوب في إدارة الحوار والمشاركين وإنني اعتقد جازما انه إذا ما تم الأخذ بما طرحه من اقتراحات فانكم لستم بحاجة إلى رأي واقتراح من الخارج من خلال جهابذة العلم والقادة الذين ما تركوا شاردة وواردة إلا وتطرقوا لها بعمق وبحوار شفاف نقي.

 كما أن وقفتي هذه تطاردني فيها خلفيتي العسكرية وتلاحقني وتطالبني بالوقوف احتراما للمؤسسة العسكرية التي هي أداة لتحقيق الأمن والاستقلال والاقتصاد والتعليم فبدونها لن يكون شيء من هذا وخاصة إذا كانت تلك القوات المسلحة تمتهن الاحترام بعيدا عن التسييس وقبل أياما معدودة احتفلنا بالذكرى 96 لتأسيس الجيش العراقي البطل وقد وقفنا بكل إجلال واحترام مع انحناء الهامات أمام رجالا هبوا ولبوا نداء الأوطان والذين سالت دمائهم على تراب فلسطين والأردن وسوريا حتى ارتوت وقدموا أرواحهم وتسامت عن الحياة لتحيى الأوطان فخيرة التسليم على شهداء هذا البلد وشهداء الأوطان وأزكى الصلوات على أرواحهم الطاهرة.

ومن ثم فإنني أقف مقدرا ومثمننا وجود مثل هذا المعهد العراقي لحوار الفكر والذي يدل من اسمه انه يدعو لإطلاق العنان للعقل وإفساح المجال للتطوير والبحث العلمي في كافة المجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو أمنية وما هذا المؤتمر الذي يعقد في بغداد إلا دلالة واضحة على دعم الحكومة العراقية لهذا المعهد وإيمانا منهم على أهمية تمكينه من أداء رسالته النبيلة وحقيقة أقولها أن مجتمعاتنا قد أصابها سبات عميق من هذه الناحية قياسا بالدول المتقدمة والتي كانت تقوم بتخصيص أموالا باهضة للبحث والتطوير وتشجيع الإبداع إيمانا منهم بان هذا النهج أو هذا المنهج هو الطريق الصحيح والأسرع لتطوير الشعوب.

وحقيقة أقولها بكل صراحة انه أثلج صدري وأنا احضر هذا المؤتمر والذي أولى أهدافه البحث العلمي والذي هو مفتاح التطور والنجاح في كافة المجالات ومن خلال اطلاعي على أقسام هذا المعهد أيضا ارجو أنهم لم يغفلوا ناحية من نواحي الحياة إلا ولهم نصيب من البحث والتحليل والدراسة علاوة على استضافته لجهابذة وقامات من العلماء والمتخصصين من أصحاب الخبرات عند طرح أي موضوع أو معضلة وإدارة الحوار لحلها وهذا بدوره يجدد مفاهيم الحرية والديمقراطية وبناء المجتمعات المدنية ومن خلال وجودنا في هذا المؤتمر فإنني لاحظت وكلي أعجاب بالتعاون وإشراك كافة الأطراف المختلفة والمتنوعة كالمرجعيات الدينية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الدراسات وقادة عسكريين وأصحاب القرار من الدولة ويكون هناك ما يسمى بالتكامل والتعاون المطلق لمناقشة وتحليل معاضل يواجهها العراق أو سيواجهها مستقبلا كأزمة المياه أو مناقشة ما بعد النصر أو ما هو العراق الذي نتمناه واقتراح ومناقشة الحلول والأسلوب والنهج لتحقيق ذلك سواء في مجال الزراعة أو الصناعة أو مناقشة النواحي الأمنية ومتطلباته وخاصة في المناطق المحررة وغيرها من التي ستحرر قريبا إن شاء الله وان مجرد بحث هذه المواضيع من قبل هذا المعهد والرؤى في طرحها وإخضاعها للحوار والتحليل وبكل وضوح وشفافية لهو دليل واضح على أن العراق مصمما على ترجيح مبدأ الحوار والوصول إلى التوافق واضعا نصب عينيه عراقا عظيم فالحوار يجنب البلد الفتن وان كانت تبدوا في بدايتها على أنها بسيطة أو ليست فتنة واثني على ما قاله أخي بكلمة من خلال الحوار “لا نسمي الجسر بجسر الأئمة” وكانت ممكن أن تكون شرارة للفتنة  هذا هو الحوار الذي يجنب البلاد الشر والفتن نطالب الحوار ونبقى نطالب بالحوار الحوار هو أساس التقدم الا يغضب احد منا من الحوار وستكون النتائج له راضية ويكون مرضيا وانه يلجئ إلى عقله ويبتعد عن تعصبه لرأيه وبالتالي يكون هذا هو النهج الصحيح.

كما اثني على الحوار الذي جرى حول ما بعد النصر وتركيز المتحدثين على أن الأهم من النصر هو تثبيت الأمن في المناطق المحررة ومن خلال العوامل وربما تكون العوامل ساعدت الاحتلال وعوامل ستساعد على الأمن فيما بعد النصر من هذه العوامل العدالة الاجتماعية والتنمية والقضاء على البطالة في المناطق المحررة والعمل على دفن الفتن ونبذ الطائفية وإذا ما تم ذلك سيحكون هناك شعور وإحساس لدى أهل تلك المناطق أن هذا الخير لم يكن يصبح حقيقة لولا توفر الأمن ولذا وجب علينا الحرص عليه وألا يكون الحل في محاربة الإرهاب مسيسا حتى لا يشعر البعض بان النصر كان لفئة ضد فئة أخرى وبالتالي يكون هناك ثغرات ينفذ منها الإرهابيون وأصحاب الأفكار المتطرفة ليعيدوا جهد محاربة الإرهاب إلى المربع الأول.

ولا يفوتني ان اثني على ما تحدث به الإخوان الأفاضل حول ضرورة التعاون مع دول الجوار وغيرها في مكافحة الإرهاب وهذا منهج صحيح لان الإرهاب بحد ذاته هو عابر للحدود والمسؤولية عن محاربته لا تقع على عاتق دولة بعينها بل تحتاج الى جهد دولي لانه لا وجود لدولة في منأى عن هذا الخطر وقد كان الأردن من اول الدول الداعمة بمحاربة الإرهاب ومحاربة أهل الفكر المتطرف وكل من يسيء الى تعاليم ديننا السمح.

ما جاء في هذا المؤتمر من أبحاث وحوارات كانت قيمة جدا وطرقت مواضيع في غاية الأهمية كمعالجة الإرهاب لدى الشباب المراهقين ليكونوا أداة بناء وليس أداة هدم من خلال الانحراف والتطرف ولا بد من الاهتمام الكبير بقطاع الشباب وإشباع رغباتهم من حيث النشاطات وتوفير التعليم ومن ثم توفير فرص العمل لنضمن لهم العيش الكريم، كما أن هناك أبحاث مهمة جدا أبحاث تغذي الفكر الذي يجمع الأمة ولا يفرقها كبحث الجوانب المشتركة بين السنة والشيعة واشكر أخي المتحدث في هذا الموضوع والذي أشبعه وأتمنى أن يعمم ويغذى هذا الحوار إلى بقيت الإخوة للجميع حتى نعرف نقاط الالتقاء والنقاط التي تجمع لا تفرق، والاهم من كل ذلك أن توضع كل هذه الأفكار والمقترحات لخدمة العراق ولا توضع على الرف هكذا حالها كما تنتهي بها كثيرا من المؤتمرات أعود للقول أن هذا المعهد بنهجه ورسالته التي يسعى لتحقيقها يبشر بالخير بان العراق سيتعافى وبخطوات واثقة يأخذ دوره الريادي والموقع الذي يستحقه داعما قويا لامته العربية والإسلامية وسيعود كما كان دائما منارة للعلم والبحث والتطوير.

ونصيحة أقولها إن ما من يد تمتد لمساعدة العراقيين مثل وضعه هذا لو كان في موضع قوة وسليم ومعافى كان به أما في وضعه هذا عليه أن ينتبه إلى كل يد تمتد تدعي أنها لمساعدته وان يخضع هذا إلى التحليل والمنطق وما ينفع العراق لان كل يد تمتد وتدعي أنها لمساعدة العراق لابد أن تنطلق من أجندة ومصالح لها ومن هنا هي مسؤولية علمائنا وكبارنا للحفاظ على العراق.

جهودكم مشكورة ومقدرة وبارك الله فيكم وأسال الله أن يأخذ بأيديكم ويسدد خطاكم لتحقيق مصلحة هذا البلد وأخيرا أقول انه مهما غمت الرؤية وادلهمت الأمور وتبدلت الأيام فان العراق سيبقى قويا وشعبه عظيما ..

اترك تعليقا