المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

كلمة رئيس لجنة الشئون العربية في مجلس النواب المصري اللواء سعد الجمال

نيابة عن الضيوف المشاركين في المؤتمر

بسم الله الرحمن الرحيم (وما جعله الله إلا بشرى لهم ولتطمئن قلوبهم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) صدق الله العظيم..

بداية انني اتوجه بالشكر على كريم دعوتكم لكي اشرف بالمشاركة معكم اليوم في حوار بغداد، كما أشكر على كرم الضيافة والوفاء، ولقد جئتكم مهنئاً باستكمال مؤسساتكم الدستورية الرئاسية والتنفيذية والتشريعية وإقراركم دستور للبلاد يحفظ هوييتها  ويؤكد بان الاستقرار في الدولة هو الذي يمكنها من مواجهة كافة التحديات.. فتحية للقيادات الوطنية الذين نشرف بحضورهم معنا اليوم من فخامة رئيس الجمهورية الى سعادة رئيس الوزراء، وما استمعت له من حديث مستفيض يؤكد حكمته في ادارة شؤون هذا البلد (فمن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).. والاخ الفاضل سعادة رئيس مجلس القضاء الأعلى، وسعادة النائب الاول لرئيس البرلمان، والأخ الفاضل رئيس كتلة التحالف الوطني الذي دعا لهذا الحوار، ونسأل الله لهم التوفيق والسداد في تحمل مسؤولياتهم الجسام في هذه المرحلة الدقيقة للوطن العراقي وللأمة العربية كلها.

وتحية طيبة ورقيقة احملها من جموع شعب مصر، قوية بقوة العلاقات التي تربط بين الشعبين، ورقيقة برقة النسيم الذي يأتي من النيل إلى الفرات يحمل معه أسمى آيات المودة والمحبة والتقدير.. تحية الى نواب الشعب العراقي الباسل الذي استعصى على كل المؤامرات والهجمات والتحديات التي تعرض لها دولياً واقليمياً، أمنياً وعسكرياً، اقتصاديا وعرقيا ومذهبياً، لكنه بقي وسيبقى دائما ان شاء الله شعبا واحدا متماسكاً ورافدا عميقا من روافد العروبة وسنداً شديدا للامن القومي العربي.

ان المصريين شعبا وقيادة ومعهم الاخوة في الامة العربية  يدركوا تمام الإدراك ان العراق حاضرة الخلافة والبلاد الذي أنجبت صلاح الدين الأيوبي فخر الأمة الإسلامية ومنقذها هي الركن الركين لهذه الامة  والحليف القوى لمواجهة قوى الشر والظلام، وكم شهد مجلس النواب المصري وكل مجالس النواب العربية من مناقشات ودراسات، واخص لجنة الشؤون العربية التي اتشرف برئاستها منذ عام 2005 لبحث الشأن العراقي يوما بيوم. والنداء الدائم للجامعة العربية والمجتمع الدولي لمساندة ودعم العراق ، وطناً واحداً وشعباً واحداً، والتأكيد على الحفاظ على الهوية العربية للمجتمع العراقي مع احترام تنوعه الطائفي والمذهبي.. كل الدعم والتأييد لجهود المصالحة الوطنية لتشمل كافة مكونات الشعب العراقي.. المساندة الكاملة للشعب العراقي في حربه على الارهاب، وانتم تعلمون ان مصر والعراق في خندق واحد في محاربة تلك الآفة وتوفير الظروف والمناخ الآمن لعودة النازحين الى ديارهم، مع استعداد مصر للإسهام في مشروع إعادة الاعمار بالفترة القادمة مساهمة في عملية التنمية ودعم دفع العلاقات المشتركة بين البلدين من خلال تبادل الزيارات على كل المستويات ، وإننا لنثمن عاليا ما صرح به سفير العراق المتميز في القاهرة من بحث بداية تأسيس مجلس اعمال عراقي مصري ليؤكد الشراكة ويدعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، ونحن نعلم ان الاستقرار الاقتصادي هو الذي يبنى عليه الاستقرار الأمني والسياسي.

ان الغزو الامريكي الغاشم الذي ضرب العراق في 2003 وأحدث فيها من دمار وتشريد ما كان الا مقدمة لتدمير الامة العربية باسرها وزرع بذور الارهاب والفتن الطائفية والعرقية وتفتيت الاوطان وقد بلغت الجرأة بأن اصدر الكونجرس الامريكي في عام 2006 قرارا بتقسيم العراق الى دويلات ثلاث، ولكن صمودكم وحدكم ووحدة صفكم افسدت كل تلك المخططات الشيطانية، وها أنتم تجتثون الارهاب من جذوره في حرب ضروس ضد قواه الظلامية شارك فيها الجيش الوطني والامن الذي يحتفل اليوم بعيده الخامس والتسعون جنبا الى جنب مع قوات البيشمركة وقوات الحشد الشعبي العراقي. هذا التنوع الرائع في مكونات الشعب العراقي الذي نراه  يجب ان يكون مصدرا للقوة لا مصدرا للصراع والضعف. وهي الحكمة الالهية في خلق الناس فقد خلق الناس وسوى بينهم لم يفرق بسبب دين أو لون أو جنس أو عرق، بل خاطب الإسلام الناس في كثير من السور والآيات (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى..) ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له…)، (يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم…) الى آخر العديد من آيات القرآن الكريم التي تؤكد على أن المولى لم يفرق بيننا لأي سبب من الاسباب.

أقول ان هذا التوحد والاصطفاف في مواجهة الارهاب لابد وأن يستمر ويستثمر لتبدءوا معه بعد ذلك في طريق التنمية والبناء وتضمدوا جراح الوطن وشهدائه وجرحاه.

ان الإسلام دين السماحة والسلام لم يفرق يوما بين الاديان فلن يفرق اليوم ابدا بين المذاهب وانما هي بدع ابتدعها المتآمرون وضعاف النفوس والايمان فالدين لله وحده والأوطان تتسع للجميع، فسيروا على بركة الله بحواركم الوطني الهادف وكونوا على يقين إن مصر والأمة بلدكم الثاني بكل طوائفها وانتماءاتها سنداً ودعماً لكم، وأمنكم من أمننا، وعروبتنا واحدة لا تتجزأ.. حمى الله أوطاننا من كل سوء، وأعز بنا العرب والعروبة، وهو نعم المولى ونعم النصير.. ورحم الله شهدائنا جميعاً وأسكنهم فسيح جناته كما وعدهم الحق في قوله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).

وفي النهاية رسالة اختم بها حديثي: بسم الله الرحمن الرحيم (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ان كنتم مؤمنين) صدق الله العظيم.

اترك تعليقا