المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مخاوف من تداعيات “هجوم القدس” وخطط روسية قبل وصول الدبابات إلى أوكرانيا

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح السبت، الضوء على الهجوم الذي وقع في القدس المحتلة، بعدما فتح مسلح النار في كنيس يهودي، ما أسفر عن مقتل 8 إسرائيليين، حيث حذرت تقارير من رد فعل الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة على الحادث.

وفي روسيا، ناقشت الصحف تقارير تكشف عن خطط تصعيدية جديدة يعتزم من خلالها الكرملين تعزيز حملته العسكرية في أوكرانيا وتحقيق مكاسب ملموسة قبل وصول دفعة الأسلحة الغربية الجديدة لكييف.

مخاوف من “التصعيد” بعد هجوم القدس

بعد التحذيرات من تفاقم التوترات بالضفة الغربية المحتلة عقب هجوم نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين يوم الخميس، وأسفر عن استشهاد 9 فلسطينيين، بدأت الجماعات الفلسطينية المسلحة في تنفيذ وعيدها بشأن الانتقام من الحادث.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الهجوم الذي شنه مسلح فلسطيني أمس عندما فتح النار في كنيس يهودي بالقدس الشرقية وأسفر عن مقتل 8 مستوطنين، يأتي وسط تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، ويعد أول اختبار لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليمينية المتطرفة، بشأن هذا الملف.

وقالت الصحيفة إنه يُعتقد أن منفذ الهجوم، الذي تم تحديد هويته على أنه رجل فلسطيني يبلغ من العمر 21 عامًا من القدس الشرقية وليس له سجل جنائي، تصرف بمفرده. ولكن في المقابل، رحبت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالعملية وقالت إنها “رد سريع على مذبحة جنين، ودليل على حيوية واستعداد المقاومة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هجمات المسلحين الفلسطينيين قد زادت خلال العام الماضي، حيث قُتل 29 إسرائيليًا. واستهدف مسلحون معابد يهودية إسرائيلية في الماضي، ولكن مع ذلك، فإن إطلاق النار الجماعي على المصلين أكثر ندرة.

كما أوردت، في الوقت نفسه، أن العام الماضي كان الأكثر دموية من قبل قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، حيث استشهد ما لا يقل عن 146 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، وهو أعلى عدد من القتلى منذ عام 2004.

وقالت الصحيفة إن هجوم القدس يأتي في نهاية شهر دامٍ بشكل خاص في الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا منذ بداية العام خلال غارات عسكرية إسرائيلية على مناطق فلسطينية أو هجمات فلسطينية على مستوطنين.

وأضافت أنه من المقرر أن يعقد نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون في الحكومة اجتماعًا أمنيًا لبحث سبل الرد، مما أثار مخاوف من رد فعل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي تواجد في موقع الحادث ودعا إلى “زيادة تسليح المستوطنين”.

وأوضحت “واشنطن بوست” أن الحادث وقع في منطقة متنازع عليها بالقدس الشرقية المحتلة تشمل أراضي يطالب الفلسطينيون بأنها عاصمة لدولتهم في المستقبل. وضمت إسرائيل المنطقة بعد احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية عام 1967. ومنذ ذلك الحين، سمحت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ببناء المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية وفي الأحياء العربية بالقدس الشرقية.

خطط روسية قبل وصول الدبابات

كشف تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية النقاب عن خطط جديدة يعتزم الكرملين تنفيذها في أوكرانيا، قائلاً إن الرئيس، فلاديمير بوتين، يخطط لدفع عملياته العسكرية رغم الخسائر التي تعرضت لها قواته في ساحات المعركة خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك قبل وصول الدبابات الغربية الجديدة لكييف.

وذكر التقرير أنه بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب الروسية الأوكرانية، يستعد الزعيم الروسي لشن هجوم جديد على أوكرانيا، مشيراً إلى أنه يتخذ تدابير أخرى استعداداً لصراع طويل الأمد، ربما سيستمر لسنوات، مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وأبلغت مصادر مطلعة وكالة “بلومبيرغ” أن الكرملين يهدف إلى إظهار أن قواته يمكن أن تستعيد زمام المبادرة بعد شهور من الانتكاسات، والضغط على أوكرانيا وداعميها للموافقة على “نوع من الهدنة” التي تترك روسيا في السيطرة على الأراضي التي تحتلها الآن.

وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الانتكاسات الأخيرة التي تعرضت لها القوات الروسية وخسارة الأراضي لصالح أوكرانيا، دفعت مسؤولي الكرملين إلى أن يكونوا أكثر واقعية بشأن أهدافهم الحربية.

وتابعت المصادر أنه وفقاً للتقديرات الأمريكية والأوروبية، لا يزال بوتين مقتنعًا بأن القوات الروسية هي الأكبر والأكثر استعداداً لتحقيق انتصار في نهاية المطاف، حتى وإن تعرضت القوات لخسائر مادية فادحة. وقال أشخاص مقربون من الكرملين إن “الهجوم الجديد قد يبدأ في فبراير المقبل أو مارس بحد أقصى”.

ورأت “بلومبيرغ” أن ثقة بوتين في قدرة جيشه على تحقيق انتصار – حتى على حساب الخسائر الهائلة – تعكس سوء تقييم الغرب لرد فعله الغاضب، مثلما حدث في الأيام التي سبقت الغزو. وقالت إن سوء التقدير هذا أدى إلى إمداد كييف بأسلحة خطيرة كانت تعتبر في السابق محظورة، وجعلت واشنطن وحلفاءها أقرب للحرب مع روسيا.

وصرح المسؤولون الروس للوكالة بأن الزعيم الروسي يعتقد أنه لا بديل أمامه سوى الانتصار “في صراع يراه وجوديًا مع الولايات المتحدة وحلفائها”. وأضافوا أن جولة جديدة من التعبئة العسكرية ممكنة الربيع المقبل، حيث أصبح الاقتصاد والمجتمع خاضعين بشكل متزايد لاحتياجات الحرب.

ووفقاً لتقرير “بلومبيرغ”، يتساءل مسؤولو المخابرات الأمريكية والأوروبية عما إذا كان لدى روسيا الموارد اللازمة لشن هجوم كبير جديد. وفي الوقت نفسه، يحاول حلفاء أوكرانيا تكثيف إمدادات الأسلحة من خلال تسليم المركبات المدرعة ودبابات القتال الرئيسية التي يمكن أن تساعد القوات الأوكرانية على اختراق الخطوط الروسية.

ميدانياً، ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن القوات الروسية تضغط على مدينة باخموت بشرق البلاد لتحقيق مكاسب محتملة على الأرض قبل وصول الأسلحة الغربية الجديدة لأوكرانيا، مشيرة إلى أن موسكو تقترب من السيطرة على مدينة فوهليدار بمنطقة دونيتسك.

واعتبرت المجلة أن التقدم العسكري للجيش الروسي في فوهليدار قد يمنح الكرملين مزايا استراتيجية رئيسية، كما أنه يعزز قبضتها على منطقة دونباس مجتمعة خلال العام الجاري. ونقلت المجلة عن الصحفي الأوكراني، يوري بوتوسوف، قوله إن خسارة المدينة تعد “تقدماً محورياً بشكل خاص لمصالح الاتحاد الروسي”.

وأضاف بوتوسوف أن التقدم الروسي ليس مهمًا فقط من وجهة نظر الاتصالات في منطقة دونباس الجنوبية، بل إنه من المحتمل أيضًا أن يعيق هجومًا أوكرانيًا في المستقبل على ممر القرم. وتابع: “الاستيلاء على فوهليدار سيحسن بشكل كبير الموقع الاستراتيجي للجيش الروسي في دونباس، وسيسمح بتعزيز الدفاعات”.

وأردف بوتوسوف أن هدف القيادة الروسية في حملتها للعام الجاري هو الاستيلاء على دونباس بأكملها، أو دفع الجيش الأوكراني بعيدًا عن ممر القرم. وأشار إلى أن روسيا حشدت قواتها حول المدينة بشكل كبير، معتبراً أن المعركة في فوهليدار “ستحدد التداعيات الطويلة المدى في منطقة دونباس والنطاق العام للحرب”.

اترك تعليقا