المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مع جهود تحسين العلاقات التركية الإسرائيلية.. هل تدير تركيا ظهرها لحركة حماس

وسط جهود لتحسين العلاقات التركية الإسرائيلية، شكك أربعة خبراء أتراك في مستقبل علاقات تركيا مع حركة حماس الفلسطينية.

وقبل زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى تركيا المقررة في مارس/آذار المقبل، اجتمعت مجموعة من كبار المسؤولين الأتراك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وقال صحفي تركي إن تحسين علاقات تركيا مع الجهات الفاعلة الإقليمية من المرجح أن يغير موقف البلاد من الفلسطينيين، فيما يقول صحفي آخر موال للحكومة “إن أنقرة يمكن أن تنأى بنفسها عن حماس”.

ماذا حدث؟

لقد تعمقت العلاقات بين تركيا وحماس في السنوات الأخيرة، الأمر الذي عكس مواقف أنقرة المتشددة وخلافاتها مع إسرائيل.

ومع ذلك، أدت الجهود المبذولة لسد الفجوة مع مجموعة من الفاعلين الإقليميين إلى تكهنات بأن موقف تركيا من القضية الفلسطينية قد يتغير.

والتقى المتحدث باسم الحكومة التركية إبراهيم كالين ونائب وزير الخارجية التركي، سادات أونال، مع مسؤولين إسرائيليين في 17 فبراير/شباط الجاري لمناقشة الاستعدادات لزيارة إسحاق هرتسوغ إلى تركيا في مارس المقبل.

وبحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية، التقى كولين وأونال بمحمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله، وشددا على أن تركيا ستواصل “دعم الشعب الفلسطيني في سياق حل الدولتين”.

وقال الصحفي التركي البارز مراد يتكين ـ صحفي تركي ومحلل سياسي، ومؤلف ستة كتب عن السياسة الخارجية وقضايا الأمن التركية ـ “إن لقاء محمود عباس قد يكون علامة على تغيير أوسع في الموقف”.

مراد يتكين هو صحفي تركي ومحلل سياسي

وأشار يكتين في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية باللغة الفارسية “بي بي سي”، “حقيقة أن المبعوثين الأتراك التقوا عباس قبل زيارة هرتسوغ لأنقرة هي قضية مهمة، وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، ركز أردوغان على العلاقات مع حماس إلى جانب الإخوان المسلمين”.

ومحمود عباس هو أعلى شخصية سياسية في حركة فتح المنافس السياسي لحماس.

الملاذ الآمن

وسط توتر العلاقات مع إسرائيل، تتهم الأخيرة تركيا بأنها “ملاذ آمن” لكبار مسؤولي حماس في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحافية التركية “هند فرات” التي تعمل مراسلة لـ”صحيفة حريت” الموالية للحكومة التركية، “أنه خلال الاتصالات الدبلوماسية الأخيرة في إسرائيل، أشار الجانب الآخر في إسرائيل إلى أعضاء حماس في تركيا وطالبوا بطردهم”.

وأضاف “تركيا قالت إنها لم ولن تقدم مساعدة عسكرية لحماس، كما أبلغت تركيا زعيم حماس أن أعضاء هذه المجموعة الذين لهم دور وأنشطة عسكرية (قيادة عسكرية) لن يكونوا في تركيا”.

وفُسِّر مقال الصحفية هند فرات على أنه يعني أن إسرائيل جعلت تغيير علاقات أنقرة مع حماس “شرطًا” لتطبيع العلاقات.

من جانبه، قال دبلوماسي إسرائيلي كبير لصحيفة جيروزاليم بوست إن إسرائيل لم تضع مثل هذا الشرط المسبق لتركيا لتحسين العلاقات لدرجة أنها لم تطلب عدم منح مسؤولي حماس حق اللجوء والإقامة في تركيا”.

ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن الدبلوماسي من دون الكشف عن هويته قوله: “بالتأكيد في عملية التقارب الحذر ستكون هناك تحركات هنا وهناك. ونرى أن إجراءات تركيا ضد الإرهاب قد زادت داخل البلاد”.

ومنذ عام 2019 يسافر الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بين تركيا وقطر، والتقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات بقادة حماس في تركيا، بمن فيهم إسماعيل هنية.

كما أجرت العديد من وسائل الإعلام الموالية للحكومة في تركيا مقابلة مع هنية.

الاقتراب من إسرائيل

وقالت سيلين ناسي، المحللة في مركز أنقرة للسياسة في أنقرة، للموقع الإخباري المستقل “ميديا سكوب”، أن الاقتراب من إسرائيل لا يعني أن أنقرة “تدير ظهرها” للفلسطينيين.

وأضافت: “حاولت تركيا دائمًا موازنة علاقاتها [مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين]، وأعتقد أنها ستبقى كما هي في المستقبل”.

وهذا انعكاس لتصريحات المسؤولين الأتراك الذين يقولون إن أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل يجب ألا يكون “على حساب خسارة القضية الفلسطينية”.

أحمد الساعدي ـ ترجمة خاصة للمعهد العراقي للحوار ـ نقلاً عن بي بي سي فارسي

اترك تعليقا