المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

مفاوضات فيينا تقترب من نهايتها ولا حديث عن إتفاق مع إيران

تقترب الجولة الثامنة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية بشأن إحياء الاتفاق النووي من نهايتها فيما لا يوجد حديث عن إمكانية التوصل إلى تفاهم يعيد إحياء هذا الاتفاق المبرم عام 2015.

وبعيداً عن الموقف الروسي الذي دائماً ما يتحدث عن قرب التوصل إلى إتفاق في فيينا، شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً في المواقف بين طهران والقوى الغربية.

وما كشف عن هذا التصعيد، تغريدة أطلقها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأدميرال علي شمخاني، اليوم الخميس، بتحذير الولايات المتحدة من فقدان هذه الفرصة للتوصل إلى إتفاق مع إيران.

وقال شمخاني إن “استراتجية المقاومة الفعالة استطاعت إحباط سياسة الضغط الأقصى التي فرضها ترامب على إيران”.

وأضاف شمخاني “إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جيد في مفاوضات فيينا فإن الإدارة الأمريكية الحالية ستشعر بالهزيمة في المستقبل غير البعيد، وذلك بسبب عدم الاستفادة من الفرصة الدبلوماسية في الوقت المناسب”.

ويتمركز الخلاف بين إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة حول الضمانات بشأن استمرار الاتفاق النووي فضلاً عن إصرار طهران على رفع كافة العقوبات.

وبرز مؤخراً خلاف جديد بين إيران من جهة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي، وقد اتهمت طهران باريس ولندن بإثارة هذا الخلاف لأغراض سياسية.

هذا الخلاف الذي لم يتم حسمه في مفاوضات فيينا، دفع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي إلى إعلان زيارته لطهران يوم السبت المقبل للقاء كبار المسؤولين الإيرانيين.

وقال متحدث باسم الوكالة أن المدير العام رافائيل غروسي سيتوجه إلى طهران يوم السبت وعندما يعود سيعقد مؤتمرا صحفيا في نفس اليوم.

من جانبها، أفادت وكالة “نورنيوز” المقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي، نقلاً عن مصادر مطلعة أن غروسي سيتوجه مساء غد الجمعة، إلى طهران بهدف إجراء محادثات بشأن البرنامج النووي الايراني.

واضافت الوكالة الإيرانية إن “غروسي سيتجمع يوم السبت، مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية محمد اسلامي، وتأتي الزيارة عقب محادثات مكثفة أجريت على مدى الأسابيع الاخيرة بين منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والوكالة الدولية، وفي ضوء التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخراً”.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، في اجتماع عقده مع مسؤولي وسائل الإعلام الإيرانية، الليلة الماضية، أن قضية تحييد العقوبات ورفعها يتم متابعتها بفاعلية، مشيراً إلى أن إحياء الاتفاق النووي يتطلب حالياً قرار سياسي من الأطراف الاوروبية.

فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الخميس، إن الدول الغربية سوف تنسحب من المفاوضات النووية مع إيران بشأن إحياء الاتفاق في فيينا في حال لم يتم التوصل إلى إتفاق حتى يوم غد الخميس.

وذكر مراسل الصحيفة  في بروكسل “لاورنس نورمن” الخبير في الشؤون الإيرانية، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، إنه “في حال لم تتوصل المفاوضات النووية في فيينا الى اتفاق حتى يوم غد الجمعة، ستنسحب الأطراف الغربية منها”.

وأضاف “الاثنين القادم ايضا سيجتمع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن لم يتم الإعلان عن إحياء الاتفاق حتى ذلك الحين، يقال إن قرارا سيصدر ضد ايران خلال الاجتماع وسيحال الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن الدولي من جديد!”.

من جانبه، رأى علي واعظ الخبير الأمريكي في الشؤون الإيرانية، إنه “لا يمكن إغلاق ملف الضمانات الإيرانية إلا بعد عمليات التفتيش الفني للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وليس في إطار العملية السياسية لإحياء الاتفاق النووي”.

وأضاف واعظ في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، إنه “اعتمادًا على نتيجة المحادثات لحل القضية، يطيل محادثات فيينا، ونتيجة لذلك تتزايد مخاطر التوترات بين الغرب وروسيا (في حرب أوكرانيا) على المحادثات”.

وتجري إيران محادثات مع أعضاء مجلس الأمن والولايات المتحدة منذ أبريل/نيسان العام الماضي، ويقول دبلوماسيون إنه على الرغم من إحراز تقدم كبير، لا تزال هناك قضايا “أساسية”، حيث قالت الولايات المتحدة إن إيران أمامها أيام قليلة فقط لتقرير ما إذا كان سيتم العودة إلى الاتفاق النووي.

واتهم الغرب إيران بـ “شراء الوقت لدفع برنامجها النووي”، مضيفاً إن التهرب النووي هو النقطة التي تمتلك فيها إيران القدرة على إنتاج المواد الخام اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وطالبت إيران الولايات المتحدة بضمان أنها لن تنسحب من الاتفاق النووي في المستقبل كما حدث عام 2018، فيما تقول إدارة جو بايدن هو أن مثل هذا الضمان غير مؤهل للحكومات الأمريكية المستقبلية.

كما تطالب إيران برفع جميع العقوبات بما في ذلك العقوبات النووية وحقوق الإنسان والإرهاب والصواريخ، وهذه قضية رفضها الغرب.

خاص المعهد العراقي للحوار ـ أحمد الساعدي

اترك تعليقا