المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

من المكتبة الحديثة

إعداد / علي فاضل

1ـ الإسلام والعنف (الواقع وتحدي الإرهاب وازمة البناء التعليمي)

ان مشهد العنف يبدو الابرز فيما افرزته العملية التغيرية التي جرت في العراق 9 نيسان 2003 وما بعدها.

وقد اختلف العرب في تقييم هذا العنف وتسميته، فهناك من يعتبره ارهاباً واضحاً صريحاً وهناك من يعتبره مقاومة شريفة حتى باتت صورة العربي المسلم في الدوائر العالمية الرسمية والشعبية هي صورة الإنسان الذي لا يعرف غير العنف والإرهاب الاعمى خاصة بعد ان استهدف هذا العنف الشخصيات التي لا علاقة لها بالخلفية السياسية لما يجري في العراق كالصحفيين والدبلوماسيين والمدنيين فضلاً عن المنظمات الدولية كالصليب الاحمر وهيئة الامم المتحدة.

ازاء هذا المشهد الملتبس جاءت فكرة هذا الكتاب الموسوم بـ (الإسلام والعنف) وقد قام بتأليفه ثلاثة من الكتاب هم الدكتور خالص جلبي مضطلعاً بكتابة الفصل الاول مقدماً الخلفية والإطار الفكري لتلك الاسئلة الخاصة بهذا العنف وعلاقته بالإسلام.

ثم اضطلع الدكتور زهير المخ بكتابة الفصل الثاني من هذا الكتاب بعنوان آليات الإرهاب في العراق في محاور ثلاثة تناول الاول مصادر الإرهاب في العراق واخذ الثاني بالحديث عن تخريب الموزاييك العراقي والذي نتج عنه حتماً اغتيال مستقبل العراق حيث كانت محطة المحور الثالث من هذا الفصل.

وجواباً على سؤال، لماذا كل هذا العنف وما هي خلفيته؟ كتب الدكتور احمد ابو مطر الفصل الثالث حول المناهج التعليمية والتربوية السائدة في الوطن العربي طوال القرن الماضي.

لقد قصد هذا الكتاب من خلال تناوله لهذه المحاور المهمة حول قضية العنف في الإسلام اثارة الاسئلة في العقل العربي المسلم وتقديم الاجوبة المحتملة لها مع اعطاء الفرصة للقارئ ان يضع اجوبته الخاصة لها.

هذا الكتاب يقع ضمن ثمانية واربعين ومائتين صفحة، صادر عن دار الكرمل للنشر والتوزيع، عمان 2005.

2ـ النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية

لعبت المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف دوراً رئيسياً في العملية السياسية الجارية في العراق، فأسست لمرتكزاتها، وواكبت تحولاتها، ورعت مسيرتها، وكان لمواقفها الاثر البالغ في الحفاظ على الوحدة الوطنية، والسعي لإنجاز الاستقلال والسيادة، والعمل لإنهاء الاحتلال، من خلال الحثّ لإعادة بناء الدولة ومؤسساتها، على أساس الالتزام بالقانون، ومبادئ العدالة والمساواة واحترام الآخر، وتفعيل المشاركة الشعبية.

صدر عن دار المؤرخ العربي في بيروت كتاب ـ النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية ـ وهو من اعداد حامد الخفاف.

هذا الكتاب، يجمع كل ما صدر عن سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله، أو عن مكتبه في النجف الاشرف، حول المسألة العراقية، من فتاوى، وبيانات، ورسائل، ومقابلات صحفية، وتصريحات، بعد سقوط النظام السابق في 9/4/2003، وهي فترة تمتد لأكثر من ثلاث سنوات بالغة الحساسية والتعقيد من تاريخ العراق.

يتوزع الكتاب على ثلاثة فصول وفهارس، يحتوي الفصل الاول على كافة النصوص وفق التسلسل الزمني لصدورها، بينما تكفّل الفصل الثاني بترتيبها موضوعياً، أما الفصل الثالث فيحتوي على صور الوثائق الأصلية لهذه النصوص.

3ـ ( الفكر السياسي للشهيد محمد باقر الحكيم )

رسالة تقدم بها الطالب مصطفى الموسوي لنيل درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة بغداد، وهي بحث فكري تحليلي مقارن للفكر السياسي  الإسلامي الشيعي المعاصر الذي مثل آية الله محمد باقر الحكيم ابرز رجاله ، ارتكزت الدراسة على فرضية تقول ان شهيد المحراب مفكر سياسي اسلامي شامل برز عنده الجانب السياسي  بشكل واضح وهو ما يعبر عنه بالحكومة في الإسلام، فلقد كان  الحكيم قوي التمسك بالإسلام وشرائعه وسعى جاهداً للدفاع عنه باستخدام الاساليب والادوات البرهانية والحجج المنطقية بالقدر نفسه الذي سعى فيه لاثبات حاجة المجتمع الإنساني إلى الشريعة والقانون الالهي، وعلى هذا الأساس اصبحت الصورة المثالية للمجتمع هي صورة المجتمع الموحد فطرياً والذي يديره النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم من بعده خلفاؤه من الائمة (عليهم السلام) ليصبحوا مسؤولين في الحفاظ على المجتمع من الانحراف وقيادته نحو الكمال وهي ذات الصورة التي انتقلت إلى نوابهم من المراجع كأداة لاستمرار الشريعة ودوام احكامها في المجتمع، لذلك انتهى السيد الحكيم إلى ان الحكم في الإسلام قائم على اساس الامامة بشروطها ومميزاتها والتي مثلت ( ولاية الفقيه ) جوهر ومركز الوحدة السياسية الدينية ، وهي من اقوى مقولاته الفكرية واكثرها مركزية في فكره السياسي كتجسيد لمبدأ وحدة المجتمع الذي يستكمل أبعاده التوحيدية السياسية في وحدة الامامة والقيادة.

تضمنت الدراسة على ثلاثة فصول رئيسة عنى الاول بالسيرة الذاتية للسيد الحكيم ونشاطه السياسي والارث الذي تركه من المؤلفات ومن ثم نشاطه السياسي داخل وخارج العراق كان جوهر ما احتواه الفصل الاول، اما الفصل الثاني فقد خاض في مسائل الامامة والمرجعية والحكم وكان جوهراً لنظريته السياسية وفيه عرض تحليلي مقارن للمجتمع الإنساني من بداياته الاولى عنده، ومن ثم اصل الامامة والمرجعية والحكم في الإسلام وفيه تصور كامل عن الحكم والحكومة في الإسلام، اما الفصل الثالث فقد اهتم بمسائل الشورى وحقوق الإنسان والحريات العامة مع ذكر شروط الحزب السياسي في الإسلام، وانتهت الدراسة بخاتمة واستنتاجات.

تقع الرسالة في مائتين صفحة واعتمدت على اكثر من مائة مصدر والعديد من الوثائق وارشيف الصحف القديمة والجديدة الصادرة خارج العراق وداخله، كما انها اعتمدت على الكثير من اللقاءات مع الشخصيات المقربة من السيد الحكيم وقد حصلت الدراسة على درجة الامتياز كما نالت مباركة مكتب الامام السيد السيستاني ( دام ظله).

4ـ الاقتصاد العلم القائم على الفطرة السليمة

كتاب من تأليف جيمس غوارتني بالاشتراك مع كل من ريتشارد ل.ستروب ودوايت ر.لي يقع في اربعة فصول يعرض الاول منها عشرة مفاهيم اساسية تمثل المرتكز لتفكير اقتصادي سليم ويناقش الفصل الثاني سبعة عوامل رئيسة تشكل قاعدة لكل من التقدم الاقتصادي وثروة الامم، ويركز الفصل الثالث على كيفية عمل العملية السياسية في الواقع وينتهي الفصل الرابع إلى اثني عشر عنصراً رئيساً من شأنها ان تساعدك في صنع خيارات اقتصادية افضل بل انها تزود القارئ ببعض القواعد اليسيرة عن الكيفية التي يغدو من خلالها ثرياً.

ان دائرة الفائدة من قراءة هذا الكتاب والانتفاع بما جاء فيه تتسع لمجاميع مختلفة من شرائح المجتمع، فالمبتدئين سيقدم لهم الكتاب المبادئ الأساسية لعلم الاقتصاد، كما سيساعد هذا الكتاب طلبة الاقتصاد وادارة الأعمال على تجميع “الصورة الكبيرة” التي طالما شغلتهم عنها عنايتهم المركزة بالمعادلات والرسوم البيانية، اما من كان مدير للاعمال أو من صناع السياسة فإن هذا الكتاب سيضيف تقويماً مفيداً إلى خبراتهم العملية.

قال عن فاسلاف كلاوس رئيس جمهورية الجيك “سيشكل هذا الكتاب جسراً بين الادراك السليم والمبادئ الأساسية لاقتصاد فهو دليل إلى تفكير اقتصادي منطقي لكل شخص، لغته سهلة نسبياً، واضحة، مباشرة ولكن من دون تشويه، ومن دون التضحية بالمعارف والاستنتاجات المهمة.

وبصحبة هذا الكتاب رسالة قوية “ان التقدم الاقتصادي ما هو الا نتيجة لاسواق تنافسية ومبادرات افراد ودور محدود للحكومة”.

كما يأتي في مؤخرة الكتاب تعريفات موجزة ومركزة لعدد من المصطلحات الاقتصادية التي تعين القارئ وتضيف إليه معرفة اخرى فيما ينبغي ان يعرفه عن الثروة والازدهار.

قام بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية ونشره الدكتور عباس ابو التمن رئيس منتدى بغداد الاقتصادي كجزء من برامج المنتدى لتحقيق نشر الثقاة والتعليم والوعي العام في التفكير الاقتصادي.

5ـ ( البحث الدلالي عند أبي الحسين البصري ـ436هـ ـ في كتابه المعتمد في أصول الفقه )

رسالة تقدم بها الطالب علي فاضل محسن لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد كلية التربية للبنات لسنة (2006) .

لقد تناول الباحث جانبا مهما من جوانب اللغة ألا وهو علم الدلالة وازدادت هذه الأهمية إذ نشطت في ميدان خاص هو علم أصول الفقه .

إذ كان استنباط الأحكام الشرعية من نصوص القرآن الكريم والسنة المطهّرة يتوقّف أساساً على معرفة الأصوليين بأساليب اللغة العربية وطرق الدلالة على المعنى المقصود وما يدل عليه كل لفظٍ من حيث إفراده أو تركيبه ، وأثر السياق على ذلك كلّه ، ولمّا كان علم الدلالة يمثّل قمّة الدراسات اللغوية، إذ هو العلم الذي يدرس المعنى، فقد اقتضت هذه الدراسة أن تشمل- غير المقدّمة- على تمهيدٍ وثلاثة فصول وخاتمة.

أمّا التمهيد، فقد كان تعريفاً وترجمة ً لأقسام عنوان الدراسة الثلاثة.

وأخذ الفصل الأوّل بتناول مفهوم الحقيقة والمجاز عند أبي الحسين البصري، وقد جاء في مبحثين ، أختصَّ الأوّل ببسط مفهوم الحقيقة عند بعض العلماء من لغويين وبلاغيين وأصوليين ، وصولا ً إلى أبي الحسين ثم تبيين أقسام الحقيقة من لغويةٍ وعرفية ٍ وشرعيةٍ.

وأختصَّ المبحث الثاني بدراسة مفهوم المجاز وما لحقه من اعتراض المنكرين واثبات المؤيّدين وبيان موقف البصري من هذه القضية ، ثم استكمل المبحث شكله النهائي ببيان أثر المجاز في حصول التغيّر الدلالي .

ثم جاء الفصل الثاني بدراسة دلالة اللفظ المفرد عند أبي الحسين البصري ، وقد جاء في مبحثين أيضاً.تناول المبحث الأوّل دلالة اللفظ العام وصيغ العموم، ثم المخصّصات التي تلحق باللفظ العام لتصيّرهُ لفظا ً مخصوصاً، وقد تبيّن أنّها على نوعين ، متصلة ٌ ومنفصلة.

أمّا المبحث الثاني فقد أستقلًّ بدراسة ظاهرة المشترك اللفظي، متعرّضاً لشيءٍ من الجدل الذي أُثير حول مسألة وجود المشترك اللفظي، وكاشفا ً عن موقف البصري من هذا الجدل ، ثم جاء في نهايته بعرض لأهم الأسباب التي كانت وراء وجود هذه الظاهرة .

أمّا الفصل الثالث فقد تناول موضوع الدلالة والسياق عند أبي الحسين البصري،وقد جاء هذا الفصل في ثلاثة مباحث،تناول الأوّل منها السياق ودلالة الأمر والنهي وتناول الثاني حمل المطلق على المقيّد وتناول الثالث تبيين المجمل، وقد كشفت هذه المباحث الثلاثة عن عنايةٍ كبيرةٍ بالسياق وأثره في توجيه الدلالة من قبل البصري. ثم كانت خاتمة موجزة تضمّنت أبرز النتائج التي توصّل إليها البحث، وأخيراً كانت قائمة بمصادر الدراسة ومراجعها. لقد جمع الباحث في دراسته بين أقوال العلماء من المعتزلة وغيرهم، لكي لا يخرج البحث وقد قُصر على فرقةٍ دون أخرى .

حصلت الرسالة على القبول بدرجة امتياز وتقع في مائة وستة وستين صفحة.

6ـ فرق الشيعة بين الدين والسياسة

صدر للكاتب الدكتور محمود اسماعيل كتاب فرق الشيعة بين الدين والسياسة عن “رؤية” للنشر والتوزيع الطبعة الاولى 2005 القاهرة.

يقع الكتاب في مائة وتسعة وسبعين صفحة يتناول خلالها الكاتب فرق الشيعة ومدى تأثير وجودها السياسي والفكري في واقع العالم العربي المعاصر، متوخياً بذلك غايتين على حدّ قوله:

الاولى معرفية تتلخص في غموض الموضوع برغم كثرة ما كتب بصدده، ذلك ان جل الكتابات التي انجزت كتبت من منظور ايديولوجي، فضلاً عن تدخل العامل المذهبي ـ الصراع بين السنة والشيعة ـ، حيث لعبت الاهواء السياسية دوراً واضحاً في تزييف الحقائق.

اما الغاية الثانية فهي تنويرية ـ كما يقول المؤلف ـ إذ تستهدف ابراز دور الطائفية في الواقع العربي الراهن حيث جرى تكريسها في اثارة الشحناء والبغضاء بين الشعوب العربية والإسلامية فضلاً عن تمزيق الوحدة الوطنية داخل الدولة الواحدة إلى حد امتشاق الحسام  واراقة الدماء.

وواكب ذلك حركة فكرية تصدت لتأصيل العداء التأريخي بين السنة والشيعة معولة على تحليلات وتنظيرات تستند إلى الكتابات السوداء في كتب السلف الصفراء.

يأخذ الباحث في متناول بحثه كلاً من الكيسانية والزيدية والاسماعيلية والدروز فالاثني عشرية ثم العلويين النصيرية.

ويثّبت الباحث في خاتمة بحثه جملة من النتائج كان في إطارها العام ان الشيعة يعزى اليهم تبني مبدأ العدل الاجتماعي والفكر العلمي “العقلاني”.

كما يمكن -والقول للمؤلف- استثمار الجانب الايجابي في فكرة “المهدوية” لصياغة مشروع نهضوي عربي اسلامي ينتقل بالعرب والمسلمين إلى عالم القرن الواحد والعشرين.

واخيراً فإن “قصارى القول ان الواجب يحتم علينا الآن ان ينصب نظرنا إلى تلك الايجابيات لا السلبيات التي كانت عابرة موقوتة ومرتبطة بعصور التسلط والانحطاط”.

 

مجلة حوار الفكر العدد 3

اترك تعليقا