المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل بدأت الصين التراجع عن “الشراكة بلا حدود” مع روسيا؟

قال تقرير إخباري، إن الصين تشعر بالانزعاج الشديد إزاء المطالب الروسية المتكررة بالحصول على دعم من بكين، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، والعقوبات الغربية الواسعة المفروضة على موسكو.

وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة ”واشنطن بوست“ يوم الجمعة، أن المسؤولين الروس ”قدموا مطالب يغلب عليها الإحباط من أجل الحصول على المزيد من الدعم خلال مباحثات مع بكين خلال الأسابيع القليلة الماضية“.

وأضافت الصحيفة أن ”الروس طالبوا الصين بالوفاء بتأكيدها على الشراكة بلا حدود، والتي أُعلن عنها قبل أسابيع على غزو أوكرانيا“.

ونقلت عن مسؤولين صينيين وأمريكيين قولهم إن ”القيادة الصينية ترغب في تعزيز الدعم إلى روسيا، دون أن يتعارض مع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، التي تضع حدودا لما تستطيع فعله“.

وتابعت الصحيفة: ”ضغطت روسيا على الصين في مناسبتين على الأقل كي تقدّم لها أشكالا جديدة من الدعم الاقتصادي، في مباحثات وصفها مسؤول صيني بأنها كانت متوترة، حيث تحدث مسؤولون عن هذا الأمر شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، في ظل حساسية الموقف“.

وأشارت إلى أن ”المسؤولين رفضوا تحديد المطالب الروسية“.

وقال أحد المسؤولين إن هذه المطالب ”تتضمن التزامات تجارية تعود إلى ما قبل تاريخ غزو أوكرانيا، 24 فبراير الماضي، إضافة إلى الحصول على دعم مالي وتقني يخضع الآن إلى عقوبات من الولايات المتحدة ودول غربية“.

ونقل التقرير عن مصدر مطلع في بكين قوله: ”أوضحت الصين موقفها من الموقف في أوكرانيا، ومن العقوبات غير القانونية المفروضة على روسيا، نتفهم موقف موسكو، ولكننا لا نستطيع تجاهل موقفنا في الحوار، وسوف تتحرك الصين دائما بما يخدم مصالح الشعب الصيني“.

ورأت ”واشنطن بوست“ أن ”الصين في مأزق، حيث تسعى لمساعدة أهم شريك إستراتيجي لها في حرب لم تتوقع بكين أن تستمر حتى تدخل شهرها الرابع“.

وأضافت نقلا عن مسؤولين صينيين وأمريكيين أن ”الرئيس الصيني شي جين بينغ طلب من مستشاريه المقربين إيجاد طرق لمساعدة روسيا ماليا دون انتهاك العقوبات“.

وقال مسؤول أمريكي للصحيفة: ”هذه مهمة صعبة، وفي نفس الوقت فإن هذا غير كافي من وجهة النظر الروسية“.

وأضاف: ”حاولت الصين إيجاد طرق أخرى دبلوماسيا وعبر التدريبات العسكرية المشتركة، والتي كان آخرها إرسال الصين وروسيا قاذفات استراتيجية فوق بحر اليابان وشرق بحر الصين، بينما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن في طوكيو، مختتما رحلته الأولى إلى آسيا“.

وكانت هذه أول تدريبات عسكرية مشتركة بين البلدين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وتشير إلى الشراكة الإستراتيجية المتنامية بين موسكو وبكين.

وذكر مسؤول أمريكي آخر: ”ما تحاول الصين فعله أن تكون إلى جانب روسيا، وتشير إلى الحياد علانية، ولا تتعرض للخطر ماليا، العديد من تلك الأهداف متناقضة، ومن الصعب للغاية الوفاء بها في نفس الوقت“.

وأشارت ”واشنطن بوست“ إلى أن ”روسيا لم تطلب أسلحة أو ذخائر، لدعمها خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا، بحسب مسؤولين صينيين، ولكنهم رفضوا التعليق حول ما إذا كانت موسكو قد طلبت مواد أخرى يمكن استخدامها في العمليات العسكرية مثل التقنية والإمدادات“.

وأردف تقرير الصحيفة الأمريكية أن ”الصين امتنعت عن مساعدة روسيا في التهرب من العقوبات، خوفا من أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يعزلون بكين عن التكنولوجيا الضرورية، بما في ذلك أشباه الموصلات ومعدات الفضاء، وكذلك استهداف نظامها المالي“.

”وتراجعت شحنات التكنولوجيا الصينية المتطورة إلى روسيا، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة ومعدات الاتصالات منذ بدء الحرب في أوكرانيا“، بحسب المصدر ذاته.

اترك تعليقا