المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل تبدأ تركيا “عمليات برية” في شمال سوريا؟

ترجمة خاصة لـ”المعهد العراقي للحوار” ـ احمد الساعدي

بعد أن هاجم سلاح الجو التركي مواقع وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا في 20 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أثارت وسائل الإعلام التركية والمحللون تكهنات بشأن عملية برية جديدة محتملة في شمال سوريا.

وتأتي العملية الجوية التي أطلق عليها اسم “سيف المخلب” بعد أسبوع من تفجير في اسطنبول خلف ستة قتلى وعشرات الجرحى، واتهمت الحكومة التركية الميليشيات الكردية لكنها نفت تورطها في التفجير.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر إن العمليات العسكرية التركية “لن تقتصر على عملية جوية”.

كما تعهد “بالقضاء على جميع [العناصر الإرهابية في شمال سوريا] بالدبابات والقوات المقاتلة في أسرع وقت ممكن”.

ودفعت تصريحات أردوغان وسائل الإعلام الموالية للحكومة إلى زيادة الحديث عن العملية البرية المتوقعة.

وفي 22 من الشهر الجاري،  كتب صحيفة الصباح على صفحتها الأولى: “عملية برية في قلب الإرهاب”، فيما كتبت صحيفة “تركيا”: “في الوقت الحالي، فإن العملية البرية تعد للأيام”.

فيما ذكرت صحيفة “يني أكيت”: “نطلق النار من الجو، ونكتسح الأرض”.

فيما ورد في العنوان الفرعي لبرنامج مناظرة على القناة الإخبارية الحكومية الموالية خبر تورك “عاجلاً أم آجلاً، ستتم العملية الخامسة في سوريا!”

وقال إسماعيل حقي بكين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية في البرنامج “إن العمليات البرية يجب أن تتبعها غارات جوية، وأن على وحدات حماية الشعب الكردية الانسحاب من مناطق تل رفعت وكوباني شمال سوريا”.

ونفذت تركيا في السنوات الأخيرة عدة عمليات برية في سوريا بهدف طرد القوات التابعة لوحدات حماية الشعب من حدودها.

وقال هاندي فرات، كاتب العمود في صحيفة حريت، إن كوباني كانت “تحت الاحتلال الإرهابي” لذا فإن الضربات الجوية والمدفعية ستستهدفها “مع استمرار الاستعدادات لهجوم بري”.

وقال فرات “ستوسع تركيا المناطق الآمنة على طول حدودها، وإن جميع الثغرات [إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب] ستسدها القوات المسلحة التركية”.

وكتب حسن البصري يالتشين، كاتب العمود في صحيفة صباح في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، أن تصريحات أردوغان الأخيرة تشبه الخطوات التي اتخذها قبل الضربات التركية السابقة في سوريا.

وقال يالتشين إن هذه الطريقة تتمثل في تكرار ذكر العمليات البرية و “إعداد الناس ببطء” داخل وخارج البلاد، مضيفاً “السؤال الأكثر دقة [حول العملية] هو” متى “و” أين “، وليس ما إذا كانت ستحدث أم لا”.

وفي غضون ذلك، قال زعيم حزب الحركة القومية “دولت بهتشلي” الموالي للحكومة، خلال اجتماعه مع أعضاء البرلمان التركي م حزبه، إنه “يأمل في شن غارات جوية بدعم من القوات البرية”.

وتعزز الدعم للعملية التركية الواسعة النطاق بعد أن قتلت الهجمات الصاروخية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني ثلاثة أشخاص في محافظات على الحدود مع سوريا.

الحذر والنقد

ورددت الأخبار التركية في الغالب صدى الأصوات المتحمسة الداعية إلى عمليات برية جديدة، لكن بعض المنتقدين أبدوا حذرهم.

وأشار موقع ميديا سكوب الإخباري المستقل إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية والسفير الروسي في دمشق قد أصدرتا بيانات تحذران من العملية التركية الواسعة النطاق، واصفا التصريحات بـ “منارات الخطر”.

وانتقدت صحيفتا بيرغون وأورينسيل اليساريان المعارضان تصاعد تصرفات تركيا في سوريا، في إشارة إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.

ويبدو أنهم يرددون التكهنات بأن أردوغان كان يتطلع إلى استخدام الانتصارات العسكرية في شمال سوريا لتعزيز الدعم قبل الانتخابات المقرر إجراؤها بالفعل في يونيو 2023.

كما أصدر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد بيانا اتهم فيه الحكومة باستخدام تفجير اسطنبول ذريعة لاستهداف شمال سوريا دون “الكشف عن الحقيقة” وراء الهجوم المميت.

وأضاف الحزب أن التحالف الحكومي وحزب الحركة الوطنية “انتهجا سياسة الحرب للحفاظ على نظامهما الاستبدادي”.

المصدر بي بي سي

اترك تعليقا