المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل تراجعت روسيا عن أهدافها في باخموت؟

في خضمّ إعلان مؤسس مجموعة “فاغنر” الروسية، يفغيني بريغوجين، سحب قواته من باخموت المتنازع عليها بشرق أوكرانيا، زعم مركز أبحاث أمريكي أن تهديد حليف الرئيس، فلاديمير بوتين، قد يشير إلى أن موسكو ربما تراجعت عن بعض أهدافها في المدينة وأنها تفضل بدلاً من ذلك التركيز على أولوية أخرى.

ونقلت مجلة “نيوزويك” الأمريكية عن “معهد دراسة الحرب” قوله إنه من المحتمل أن تكون سلسلة مقاطع الفيديو الغاضبة التي استهدف بها بريغوجين القيادة الروسية والتي نشرها، الجمعة، علامة على أن وزارة الدفاع الروسية “خفضت أولويات” القتال فيما يتعلق بمعركة السيطرة على باخموت.

وأوضح المركز، ومقره واشنطن، أن استنتاجه هذا يستند إلى الدور المحوري الذي لعبته مجموعة “فاغنر” في معركة باخموت التي كانت مسرحًا لخسائر فادحة ومعارك متوقفة منذ أشهر، واعتبر المركز أن انسحاب “فاغنر” من المدينة يعد انتكاسة حقيقية لجهود روسيا الحربية.

وكان بريغوجين هاجم، الجمعة، وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان، فاليري جيراسيموف، واصفًا كليهما بـ”الحثالة” واتهمهما باحتجاز “مخزون الذخيرة” من مقاتلي “فاغنر”على الخطوط الأمامية، وتعهد بريغوجين بسحب قواته من باخموت بحلول، الأربعاء، إذا لم تزودها موسكو بمساعدات عسكرية إضافية.

وقال المركز الأمريكي في تقرير له إن “يأس بريغوجين الملموس” في سلسلة الفيديوهات الأخيرة يُعد علامة واضحة على أن وزارة الدفاع الروسية “قللت من أولوية هجوم باخموت لصالح الاستعداد للدفاع ضد هجوم مضاد أوكراني مزعوم”.

وأضاف: “تهديدات بريغوجين الصارخة تمثل انعكاسًا خطابيًّا مهمًّا في مناشداته المستمرة لزيادة دعم وزارة الدفاع الروسية لفاغنر في باخموت، كما إنها تشير _أيضًا_ إلى أن موسكو قد قامت على الأرجح بتقليص أهمية السيطرة على المدينة وحوَّلت التركيز إلى مكان آخر؛ ما يعرّض قدرة فاغنر على العمل بشكل فعال للخطر”.

وتابع المركز أنه بينما أسفر القتال من أجل باخموت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، قد تترك الخسائر التي تكبدتها فاغنر بشكل خاص – جنبًا إلى جنب مع احتمال عدم إعطاء الأولوية لجهود باخموت من قبل وزارة الدفاع الروسية – بريغوجين وقواته في موقف سيّئ “إذا ظل متشبثًا بتحقيق أهدافه في المدينة”.

“فاغنر” تطلب إذن موسكو لترك مواقعها

أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين، السبت 6 مايو/أيار 2023، أنه طلب إذن موسكو لتسليم مواقع مجموعته القتالية في مدينة باخموت الأوكرانية، للقوات الشيشانية، على خلفية نقص الذخيرة، فيما أكد الزعيم الشيشاني أن عدة وحدات من قواته الخاصة توجهت نحو المدينة.

وفي بيان  نشره على منصة تلغرام قال بريغوجين، إن فاغنر لا يمكنها مواصلة القتال بسبب نقص الذخيرة، وإنه طلب من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، منحه الإذن المطلوب.

وشكر رئيس المجموعة شبه العسكرية الزعيم الشيشاني رمضان قديروف لموافقته على استبدال وحدات فاغنر في باخموت بقوات “أخمات” الخاصة، قائلاً إن حوالي كيلومترين مربعين من أراضي المدينة لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية.

بدوره، أعلن قديروف، في بيان منفصل عبر تلغرام، أن عدة وحدات من قواته الخاصة توجهت فعلاً نحو المدينة.

يشار إلى أن رئيس مجموعة فاغنر كان يشتكي نقص الذخيرة وعدم رغبة قادة الجيش الروسي في تزويد مجموعته بالوسائل القتالية اللازمة منذ شهور.

وفي وقت سابق، احتج بريغوجين في مقطع الفيديو: “شويغو، غيراسيموف، أين الذخيرة؟” منادياً سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، وفاليري غيراسيموف، رئيس أركان القوات المسلحة الروسية.

وتابع مشيراً إلى الجثث خلفه: “دماؤهم لم تبرد بعد”، وقد “جاءوا إلى هنا متطوعين، وهم مع ذلك يموتون حتى تتمكنوا أنتم من الرقود مثل القطط السمينة في مكاتبكم الفاخرة”.

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن الوثائق الأمريكية التي سربها طيار الحرس الوطني جاك تيكسيرا على منصة “ديسكورد”، تشير إلى أن القيادة العسكرية الروسية تواجه صعوبة في التعامل مع بريغوجين، وأن الأخير ناشد الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً التدخل.

وفي ظل تعثر القوات الروسية خلال الحرب الأوكرانية، تزايد حضور قوات فاغنر في الصراع، وتوالى ظهور بريغوجين على الخطوط الأمامية في الأشهر الأخيرة، إذ أخذ ينسب لقواته الفضل في المكاسب التي حققتها روسيا في بعض المناطق، لا سيما في المعارك الدائرة حول مدينة باخموت الأوكرانية، بحسب ما ذكره موقع CNN International الأمريكي.

وتحاول القوات الروسية منذ شهور السيطرة على باخموت، مركز النقل واللوجستيات في منطقة دونيتسك بأوكرانيا، والتي تعد جزءاً من منطقة دونباس الصناعية.

اترك تعليقا