المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل تصل المسيرات الإيرانية إلى إسرائيل؟

سلط تقرير لصحيفة ”جيروزالم بوست“ العبرية الضوء على تصريحات قائد القوات البرية الإيرانية العميد كيومرث حيدري، التي كشف فيها أن طهران طورت طائرة بدون طيار طويلة المدى مصممة لضرب مدينتي تل أبيب وحيفا وسط إسرائيل.

وتساءل التقرير العبري، حول إمكانية وصول الطائرة الإيرانية الجديدة، التي أطلق عليها اسم ”عرش -2″، وتعتبر نسخة مطورة من الطائرة ”عرش-1″، إلى وسط إسرائيل.

وقال التقرير ”لماذا تحتاج إيران لطائرة جديدة لضرب إسرائيل في حين أنها تمتلك بالفعل عددا كبيرا من الطائرات المسيرة التي يمكن أن تهدد تل أبيب“.

ولفت التقرير العبري إلى أنه ”لم يتضح بعد سبب نشر إيران لهذه المعلومات، التي تأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من سبتمبر“.

وأشار التقرير العبري إلى أن ”الإعلان الإيراني يأتي في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين طهران وتل أبيب في المنطقة، خاصة في سوريا، إضافة إلى التوترات مع حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل“.

ووفق التقرير فإن ”إيران استخدمت طائرات بدون طيار في وقت سابق من العام الجاري في محاولة لضرب إسرائيل؛ لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تمكن من إسقاطها“.

وبين التقرير أن ”إيران استخدمت طائرة بدون طيار العام الماضي، تم نقلها جواً من العراق، في محاولة لاستهداف إسرائيل، كما حلقت طائرة بدون طيار في المجال الجوي الإسرائيلي في شهر فبراير/شباط 2018“.

وذكر أن ”إيران نقلت 136 طائرة بدون طيار إلى اليمن، والتي كانت قادرة على الوصول إلى إسرائيل“، متسائلًا عن ”الأسباب التي تدفع إيران للإعلان عن امتلاكها مسيرات جديدة لاستهداف تل أبيب“.

ونوه التقرير العبري إلى أن ”إعلان إيران عن هذه الطائرة يشير إلى أنها ليست في طليعة القدرات الإيرانية التي تمثل تهديداً لإسرائيل، خاصة وأن التهديد الحقيقي لتل أبيب يتمثل في التمركز الإيراني في أماكن مثل سوريا“.

وأكمل التقرير: ”تتباهى إيران بأن هذه الطائرة مصممة خصيصاً كطائرة كاميكازي لضرب حيفا أو تل أبيب“، مستطرداً ”لا تبدو الطائرة كبيرة جداً ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران لديها أعداد كبيرة منها“.

وقال التقرير إنه ”وفقاً للصور المنشورة على الإنترنت تم إطلاق الطائرة بدون طيار من الجزء الخلفي لشاحنة إيرانية، الأمر الذي يشير إلى أنه يتم تغليفها بصناديق كبيرة قبل الإطلاق“.

وأضاف التقرير: ”يبدو أن إيران قد نسخت هذا النوع من الإطلاق من الطريقة التي تطلق بها أذربيجان طائرة هاروب بدون طيار“، مستكملاً: ”ليس من الواضح ما إذا كانت الصور المنشورة على الإنترنت هي في الواقع الطائرة الإيرانية الجديدة“.

وكان عبد الرحيم موسوي القائد العام للجيش الإيراني، قال في وقت سابق إن ”آرش 2 طائرة مسيرة استراتيجية استطاعت تدمير نفس النقطة التي استهدفها صاروخ فتح 360 خلال تدريبات العام الجاري“.

وكان زعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، قد طرح منذ 2015 مشروع ”محو وإزالة إسرائيل“ بعد توقيع الاتفاق النووي.

وعندما قال بعض المسؤولين الإسرائيليين إنهم سيتخلصون من مخاوف إيران النووية لمدة 25 عامًا، ادعى خامنئي أن ”إسرائيل لن ترى السنوات الـ 25 المقبلة“.

ومنذ ذلك التاريخ فصاعدًا، ادعى المسؤولون السياسيون والعسكريون الإيرانيون بالتناوب أنه سيتم تدمير إسرائيل في السنوات الـ 20 المقبلة.

وهدد قادة الحرس الثوري والجيش الإيراني إسرائيل مرارًا وتكرارًا بهجوم عسكري.

من ناحية أخرى، يعتبر المسؤولون الإسرائيليون أي اتفاق مع إيران خاطئًا ويعتقدون أن الحكومة الإيرانية ”تخدع“ العالم بزعم أن أنشطتها النووية سلمية، فيما صرحوا بأنهم سيواصلون جهودهم لثني الدول الغربية عن الاتفاق مع إيران.

وقال ديفيد بارنيا، رئيس جهاز المخابرات والعمليات الخاصة الإسرائيلي (الموساد)، إنه خلال رحلته إلى أمريكا، قدم للولايات المتحدة ”معلومات مهمة“ حول أنشطة إيران النووية.

وأكد للمسؤولين في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل لا تستطيع أن تجلس وتسمح للحكومة الإيرانية بمواصلة ”خداع العالم“ بشأن برنامجها النووي، مبينا أن ”إيران تسعى لصنع أسلحة نووية وتعريض وجود إسرائيل للخطر“.

اترك تعليقا