المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل تورطت طاجكيستان في حرب أوكرانيا

كشف تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية، عن مشاركة عدد من مواطني جمهورية طاجيكستان في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت الهيئة في نسختها الفارسية، إن “هناك أدلة على تورط عدد من مواطني طاجيكستان في المشاركة بالقتال إلى جانب القوات الروسية ضد أوكرانيا”.

واستند التقرير إلى قيام القوات الأوكرانية باعتقال مقاتل من قرية “غُسر” في مدينة بانجيكيت في شمال طاجيكستان، يدعى “فرهاد رجبوف”، مضيفة أن “رجبوف كان يتولى قائد وحدة مدرعة بالجيش الروسي أثناء اعتقاله”.

ونقل التقرير إن فرهاد رجبوف، ذكر في رسالة بالفيديو على فيسبوك “إنه بخير وبصحة جيدة، لكنه في الأسر”.

وأضاف التقرير “انضم العشرات من الطاجيك إلى القوات الروسية في ما يقرب من شهرين من الحرب الروسية ضد أوكرانيا”، وفقًا لتقارير غير مؤكدة؛ سقط عدد من القتلى والجرحى، واختفت جثث بعضهم ودفن البعض الآخر في روسيا وبعضهم الآخر في طاجيكستان”.

وبحسب وسائل إعلام طاجيكية، فقد تم الكشف حتى الآن عن مقتل اثنين من مدينة دارفاز الواقعة شرق طاجيكستان، هما “جمشيد خالف، وشهرت عبد اللهف”.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن أقاربه “شهرت عبد الله” وهو مهندس ويعمل سائق دبابة مع القوات الروسية، تحدث مع زوجته عبر الهاتف قبل أيام قليلة وقال “إنهم محاصرون في غابة محاطة بالقوات الأوكرانية، وكان هذا آخر اتصال له مع عائلته”.

وأضافوا “لم يتم نقل جثته حتى الآن إلى طاجيكستان، وليس من الواضح ما إذا كانوا قد دفنوا في روسيا، لكنه قيل إنهم خدموا بموجب عقد في الجيش الروسي”.

ووفقًا لوكالات الأنباء الروسية، بما في ذلك سبوتنيك، نُقلت جثث أربعة طاجيك آخرين قيل إنهم ماتوا “ببطولة” في حرب أوكرانيا إلى طاجيكستان، اثنان من ولاية صغد في شمال طاجيكستان واثنان من ولاية ختلان في الجنوب.

ونقل ضباط كبار من قاعدة عسكرية روسية في طاجيكستان جثة سعيد أكبر سعيدوف البالغ من العمر 50 عامًا، الذي قاتل مع الجيش الروسي في أوكرانيا وقتل هناك، إلى مسقط رأسه في قرية توديبيان بمدينة مير سيد علي همداني منتصف مارس/آذار الماضي.

وقال يار محمد سعيدوف، رئيس القرية وشقيق سعيد أكبر، إن شقيقه عاش في روسيا منذ عدة سنوات وكان مواطناً في ذلك البلد، وقُتل في عملية قتالية في 7 مارس / آذار.

وقال شقيقه إنه “لا يكره الحكومة الروسية وأنه إذا طلبت منه الحكومة الطاجيكية، أنا بنفسي مستعد للذهاب والمشاركة في الحرب”، مضيفاً إن “سعيد أكبر ترك خلفه ثلاث بنات وولدين يعيشون في روسيا حالياً”.

ونقل ضباط القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 جثة رمضان مرتضيف، 38 عاما، إلى مدينة مير سيد علي همداني وسلموها إلى أقاربه.

وقال شهود العيان إنهم رأوا العلم الروسي على تابوت حديدي أثناء إنزال جثة رمضان مرتضيف من السيارة.

طاجيكستان صامتة

ولم يعلق المسؤولون الطاجيكيون على مشاركة مواطنين طاجيكيين في حرب أوكرانيا. لكن القانون الطاجيكي يحظر على مواطنيه المشاركة في الحروب والنزاعات الخارجية، وينص على المعاقبة على فعل ذلك.

وقالت هيئة الاذاعة البريطانية إنه “بالنظر إلى جواز الجنسية المزدوجة بين طاجيكستان وروسيا، يمكن للأشخاص الذين يحملون بطاقات هوية روسية أيضًا المشاركة في الحروب الروسية”.

وأضافت “انخرط بعض الأشخاص الذين يسعون للحصول على الجنسية الروسية في الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، حيث وعد المسؤولون الروس بأن الخدمة التطوعية في الجيش الروسي يمكن أن تسهل عليهم الحصول على الجنسية الروسية”.

روسيا تجند

وأشار التقرير إلى تجنيد شاب يبلغ من العمر 20 عامًا من قرية “فارخ إسفارا” في شمال طاجيكستان في إحدى فرق الدبابات الروسية، وشارك في “العملية العسكرية الخاصة” في 24 فبراير/شباط الماضي مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفة إنه “لم يتمكن المواطن الطاجيكي من التواصل مع عائلته منذ ذلك الحين وليس من الواضح مكانه أو كيف حاله”

وبحسب موقع بامداد الإخباري، فقد عرض على بعض العمال الطاجيكيين المهاجرين في روسيا الذهاب إلى أوكرانيا و “القتال قليلاً” في صفوف القوات المسلحة الروسية.

وقال مهاجر طاجيكي في روسيا للموقع “سمعنا أن منظمة كانت توظف عاملاً في محطة مترو، وذهبت إلى هناك أيضًا، وعرض عليّ الذهاب إلى أوكرانيا لمدة أسبوعين لأداء مهام عسكرية خاصة”.

وأضاف “أخذوا أولئك الذين خدموا في الجيش ولديهم شهادات عسكرية، وكنت أخشى حقًا المغادرة ولم أسجل، لكن كان هناك مهاجرون آخرون أيضًا، ليس فقط الطاجيك، ولكن أيضًا من أوزبكستان وقيرغيزستان والقوقاز “.

ورأى تقرير هيئة الاذاعة البريطانية إن السبب وراء صمت طاجيكستان بشأن تورط عدد من مواطنيها في حرب أوكرانيا هو اعتمادها الشديد على روسيا.

وقدر المسؤولون الروس عدد العمالة الطاجيكية المهاجرة في البلاد بـ 1.6 مليون عام 2021، موضحين أن المهاجرين حولوا نحو ملياري دولار إلى طاجيكستان عبر البنوك وحدها.

وبحسب وسائل الإعلام الأوكرانية، قال الرئيس السابق للجنة الأمن القومي الكازاخستانية إليانور موساييف إن “المسؤولين الطاجيكيين والقرغيزيين يتعرضون لضغوط من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للالتزام بالصمت في مواجهة “العملية العسكرية الخاصة” الروسية في أوكرانيا.

وكانت كل من كازاخستان وأوزبكستان دعمت رسميًا سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.

خاص وترجمة المعهد العراقي للحوار

اترك تعليقا