المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

هل يشن بوتين حرباً سيبرانية ضد أمريكا

حذرت شبكة ”سي أن أن“ الأمريكية الثلاثاء، من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يأمر بهجمات سيبرانية على المؤسسات والمنشآت الأمريكية، لكنها اعتبرت أن مثل هذه الهجمات فيها مخاطرة كبيرة نظرًا لتفوق الإمكانيات الإلكترونية الأمريكية.

ورأت الشبكة بأن بوتين قد يوجه وكالات استخباراته أو ما سمّتها ”العصابات الإجرامية“ ذات الصلة ضد الإدارات الحكومية والمستشفيات والبنية التحتية الحيوية والمرافق الأمريكية.

وأوضحت أنه في حال قرر الرئيس الروسي فتح جبهة إلكترونية، أو التلميح إلى واحدة على الأقل، سيكون متسقًا مع إستراتيجيته التصعيدية التي شملت التهديد النووي واستخدام صواريخ أسرع من الصوت وتكثيف قصف المناطق المدنية في أوكرانيا.

وأضافت ”سي أن أن“: ”لكن السؤال الرئيس هو ما إذا كان الزعيم الروسي سيخاطر بوقوع صراع سيبراني شامل مع واشنطن التي لديها قدرات مخيفة قد تتفوق على الترسانة الروسية ويمكن أن تؤدي بسرعة إلى ضربات مدمرة ضد البنية التحتية الروسية الحيوية“.

ونبٌه الرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الأولى أمس الاثنين في بيان مكتوب، من أن الوقت قد حان للقطاع الخاص، الذي يمتلك الكثير من البنية التحتية الحيوية في البلاد ولم يستجب دائمًا لتحذيرات الحكومة لتقوية دفاعاته على الإنترنت على الفور.

خطر قادم

وحذر بايدن من أن ”حجم القدرة السيبرانية لروسيا أمر مهم إلى حد ما، وهو خطر قادم“، مضيفًا ”لم يستخدمها (بوتين) بعد، لكنها جزء من كتاب قواعد اللعبة“.

وقالت آن نويبرغر، نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للتكنولوجيا الإلكترونية والناشئة الإثنين، إنه بعد الكشف عن ”نشاط تحضيري“ من قبل روسيا، عقدت الإدارة إحاطات سرية مع الشركات والقطاعات التي قد تكون عرضة للهجمات الإلكترونية.

لكنها قالت أيضًا، إنه ”لا يوجد حاليًّا أي دليل على وجود أي تهديد محدد“، فيما حذر البيت الأبيض سابقًا من احتمال وجود جبهة إلكترونية للحرب الروسية على أوكرانيا منذ الغزو قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، علاوة على توجيهاته المنتظمة لحكومات الولايات والحكومات المحلية والشركات الكبرى.

دوافع بوتين

ولفتت ”سي أن أن“ في تقريرها، إلى أنه كما هي الحال دائمًا مع التصريحات الحكومية المستندة إلى المعلومات الاستخباراتية – وخاصة في منطقة حساسة مثل الحرب الإلكترونية المحتملة – لا يزال الكثير غير معروف بشأن التهديد المحتمل وتوقيت إعلان بايدن والرسائل التي سعى لإرسالها إلى روسيا مع بيان أمس الاثنين.

وقالت ”لدى بوتين أسباب وجيهة لرغبته في استهداف الولايات المتحدة وإلحاق الألم بالأمريكيين خاصة أن العقوبات الدولية غير المسبوقة لها تأثير مدمر على الاقتصاد الروسي… و كلما طالت مدة سريان العقوبات، زاد الأذى للروس العاديين فيما أصبح القطاع المصرفي الروسي معزولا عن العالم وباتت موسكو منبوذة دوليًّا.“

وتابعت ”في غضون ذلك، لم تنجح قوات بوتين في شن حرب خاطفة متوقعة على كييف.. وقد يجبر الجمود العسكري الزعيم الروسي على تصعيد الأزمة لزيادة نفوذه الجيوسياسي مع القوى الخارجية… ومن خلال أفعاله على مدار سنوات عديدة، أعطى بوتين كل انطباع بأنه يعتقد أنه يشن بالفعل حربًا منخفضة الحدة ضد الغرب، وفي الواقع استخدمت وكالات الاستخبارات الروسية حملات القرصنة والتأثير في الانتخابات الأمريكية لعامي 2016 و 2020، وفقًا للمخابرات الأمريكية.“

وأعربت الشبكة عن اعتقادها أن بوتين قد يسعى أيضًا إلى الانتقام من تدفق الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات إلى أوكرانيا من قبل الغرب، والتي تُستخدم لقتل الروس في حرب غير عادية بالوكالة مع موسكو في أوروبا.

وختمت بالقول ”لذا فإن القفزة نحو العمل المباشر غير العسكري ضد الولايات المتحدة قد لا تكون مستبعدة بالنسبة لبوتين كما قد تبدو للآخرين.“

اترك تعليقا