المعهد العراقي للحوار
مؤسسة فكرية بحثية، تعنى بالدراسات والتخطيط الستراتيجي، تأسست بعد التغيير في عام 2003، لتقوم بمهمة صناعة القرارات وتحضير الخيارات وبدائلها من خلال الرصد المكثف للأحداث وتطوراتها وعرضها على المختصين ومناقشتها من خلال ندوات و ورش عمل وطاولات بحث مستمرة

واشنطن بوست: الانتخابات الفرنسية تأخذ أوروبا إلى حافة الهاوية

قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، إن الانتخابات الرئاسية الفرنسية تضع أوروبا على حافة الهاوية مرة أخرى، في ظل جولة الإعادة المرتقبة بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومنافسته اليمينية مارين لوبان.

وأضافت في تحليل إخباري نشرته اليوم الجمعة: ”لا يمكن أن تعتبر لوبان مخطئة لأنها تحاول مجدداً، فعلى مدار عقد حاولت زعيمة اليمين المتطرف أن تصبح رئيساً لفرنسا، وتدخل محاولتها الثالثة يوم الأحد، في جولة الإعادة للانتخابات“.

ومضت تقول: ”في جولة الإعادة عام 2017، كان ماكرون متفوقاً في ظل تحالف الجمهورية الذي دعمه بقوة لمنع وصول اليمين إلى الرئاسة، ورغم أنه لا يزال المرشح الأوفر حظاً، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى منافسة أكثر شراسة هذه المرة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل 5 سنوات“.

وتابعت بقولها: ”بالنسبة للكثير من المتابعين في الخارج، فإن هناك سبباً يدعو للقلق الشديد، لأن وصول لوبان إلى الإليزيه سيمثل صدمة عميقة، ليس فقط في فرنسا ولكن في أوروبا بأكملها، فقد راهن ماكرون على حكمه من خلال وضع فرنسا في قلب مشروع أوروبي أكثر ترابطاً وقوة“.

وأردفت قائلة: ”على الجانب الآخر، بينما تبدو لوبان أكثر تشككاً تجاه تعريف المؤسسات الجيوسياسية الأوروبية، الاتحاد الأوروبي والناتو، وتنشر النزعة القومية المفرطة، التي يمكن أن تؤدي إلى إخراج فرنسا من كلتا المؤسستين يوماً ما“.

وأشارت إلى أن لوبان خففت مؤخراً من حدة لهجتها المؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي دعمت قراره بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، ووصفت نفسها منذ 5 سنوات، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي“ أنها تشترك في نفس الأفكار الرئيسية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبوتين، حيث كانت ترى أنهما يحملان نفس الدوافع القومية غير الليبرالية مثلها.

ورأت ”واشنطن بوست“ أنه رغم تراجع لوبان عن لهجتها الحادة، إلا أن التساؤلات لا تزال تحيط بنطاق هذا التراجع. فمنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أبدت تضامنها مع الشعب الأوكراني في محنته، ولكنها لا تزال تعارض إمداد الجيش الأوكراني بأسلحة ثقيلة، أو حظر إمدادات النفط والغاز الروسي، وتريد أن يكون هناك تقارب بين الناتو وروسيا، والذي يمكن أن يأتي على حساب الطموحات السياسية الأوكرانية.

ونقلت عن ”ريهاردز كولز“، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللاتفي، قوله: ”ليس لدينا أي شكوك حول هوية لوبان، وما هو التوجه الذي تمثله، وما هي أجندتها السياسية التي تروّج لها منذ سنوات. إنها موالية لروسيا والكرملين، وتستهدف تقويض الوحدة الأوروبية وتفتيت الناتو“.

ويرى رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق إنريكو ليتا، أن فوز لوبان يعني انتصار بوتين، وسيكون التكامل الأوروبي هو الخاسر أيضاً، وستتجذر المثل العليا الشعبوية المناهضة لأوروبا في دول أخرى داخل القارة.

اترك تعليقا